القاهرة ـ خديجة حمودة
اقامت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ورشة عمل بالقاهرة تحت عنوان «النزاعات والازمات الاخرى: التغير البيئي السريع وأثره على التغطية الاعلامية» وقد استمرت جلسات الورشة لمدة يومين حيث ترأستها السيدة دوريثيا كريميتساس مسؤولة العلاقات مع وسائل الاعلام ـ مكتب الشرق الادنى والشرق الاوسط وشارك فيها 30 مدعوا يمثلون مختلف وسائل الاعلام بالمنطقة بالاضافة الى عدد من منسقي الاعلام للجنة الدولية في عدة دول (مصر – غزة – اليمن). وفي خمس جلسات اعقبها حلقة نقاش شارك المدعوون من مختلف التخصصات في مناقشة القانون الدولي الانساني واهمية التعرف عليه بالنسبة للصحافيين مع استعراض مبادئه الاساسية، وتناولت الجلسة الثالثة حماية وسلامة الصحافيين وما ينص عليه القانون الدولي الانساني بالنسبة لذلك وما الذي يمكن ان يقدمه الصليب الاحمر لهم. اما جلسات اليوم الثاني فقد خصصت للتحديات الجديدة التي تواجه الصحافيين وتناولت هذا المحور من خلال استعراض الحرب الحديثة والقانون الدولي الانساني والعنف الحضري، وخصصت جلسة للاعلام والافراد والتوازن بين اهمية التغطية الاعلامية وخصوصية الافراد، وتصوير الحدث ام المشاركة فيه؟ والدور المتنامي للسكان المحليين. وكانت الجلسة الاخيرة التي سبقت عرض النتائج عن وسائل الاعلام الجديدة والعلاقة بينها وبين وسائل الاعلام التقليدية وهل هي علاقة تكامل ام تضارب؟ واهمية الصور.
التغطية الاعلامية والافراد
وفي الجلسة التي خصصت لمناقشة التوازن بين أهمية التغطية الإعلامية وخصوصية الأفراد تحدث نائب رئيس التحرير الزميل عدنان الراشد مؤكدا على أهمية تقيد والتزام الصحافيين والإعلاميين بالمسؤلية قبل مطالبتهم بالحرية، قائلا أنه يجب علينا أن نعرف أن للغير خصوصية عامة كحرية الرأي والمصالح المادية على سبيل المثال، وكذلك للغير خصوصية خاصة كالحقوق الأسرية والشخصية والمالية وغيرها. واضاف انه يجب ان نكون مؤهلين كصحافيين للتعامل مع هذه الخصوصية، وان تساعد المؤسسات الصحافية العاملين فيها على التأهيل بل انه من الضروري ان تحرص تلك المؤسسات على وصول الصحافي لدرجة عالية من التأهيل، واوضح الراشد انه كثيرا ما يتسبب الصحافيون في اضرار للافراد دون قصد وذلك تحت شعار حرية الرأي والتعبير، وتحدث عن مواثيق الشرف الاعلامي فاشار الى انه في دول العالم المتقدم هناك 50 دولة من 200 دولة لديها قوانين للصحافة والإعلام تراعي تلك الخصوصية، وفي المنطقة العربية يقوم المعنيون بالامر بمحاولات للوصول لمواثيق الشرف، رغم أن الحال في صحافتنا واعلامنا العربي بحاجة الى مواثيق لضبط الاداء والسلوك الصحافي والاعلامي حتى نوازن بين حرية الخبر وخصوصية الافراد، واستطرد بأننا انتقلنا من الاعلام المقروء الى المرئي والمسموع ثم انتقلنا الان الى الصحافة الالكترونية التي يصعب السيطرة عليها حتى انه اصبح الآن من الممكن ان يعمل اي مواطن صحافيا وإعلاميا وذلك بانشاء موقع الكتروني او مدونة اي ان الامر اصبح مباحا للجميع، واصبحت السلطة الخامسة الان هي الاعلام الإلكتروني المسيطر على الساحة. وتحدث الزميل الراشد عن الخصوصيات فذكر انه في الحادثة التي راح ضحيتها الاميرة ديانا وعماد الفايد ظهر المصورون الصحافيون (البابريتس) الذين يتخصصون في التلصص على المشاهير والتقاط الصور الخاصة لهم وقاموا بتصوير الحادث ونشر تلك الصور الامر الذي دفع المفوضية الاوروبية الى منع وسائل الاعلام الاوروبية من التعامل مع هذه النوعية من الصحافيين لان صورهم تمس بسلامة وامن العائلات والحياة الخاصة لاصحاب الصور.
مسؤولة الإعلام والعلاقات العامة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف
دوريثيا كريميتساس لـ «الأنباء»: خصّصنا خطاً مجانياً للإبلاغ عن اختفاء أو إصابة أو احتجاز الصحافيين
وتحدثت دوريثيا كريميتساس مسؤولة الاعلام والعلاقات العامة في اللجنة الدولية للصليب الاحمر بجنيف لـ «الأنباء» فأكدت ان علاقة اللجنة بالصحافيين والاعلاميين بصفة عامة مهمة للغاية وذلك لأن اللجنة تؤمن بحاجتها للاعلام لتوجيه رسائل للجمهور حول محنة ضحايا النزاعات المسلحة وبشكل عام حول القضايا الانسانية التي تهم الصليب الاحمر بشكل اساسي، واشارت الى ان اللجنة لديها يقين بأن الصحافيين يمكنهم التأثير على مخرجات النزاع المسلح لأنهم يشكلون الآراء وبالتالي يتمتعون بمعرفة جيدة ودقيقة ولابد ان يكون لديهم اطلاع على القانون الدولي الانساني الذي يطبق في النزاعات الدولية، كما انه من الضروري تزويدهم بالادوات اللازمة لتغطية الآلات الانسانية بشكل دقيق، واوضحت دوريثيا ان لديهم اهتماما بالصحافيين ذاتهم داخل النزاعات المسلحة خاصة الذين يقدمون التقارير الاخبارية من داخل مواقع النزاعات ويهتمون بسلامتهم وامنهم. وردا على سؤال حول ما اذا كانت اللجنة تقدم حماية للصحافيين، قالت انه بمقتضى القانون الدولي يحصل الصحافيون على الحماية التي يحصل عليها المدنيون الا ان هذا الامر غير معروف بشكل جيد، على الرغم من انه منصوص عليه في اتفاقيات جنيف وملحقاتها. واضافت دوريثيا ان تعرض الصحافيين للخطر يزداد بسبب سعيهم للذهاب لمناطق النزاعات المسلحة لتقديم تقارير حولها، وان اللجنة الدولية تعمل على تعزيز علاقاتها بالمؤسسات الصحافية والصحافيين المستقلين والمصورين الصحافيين حتى لو لم يكن لديهم بطاقات هوية صحافية. وعما اذا كانت الهجمات الموجهة ضد الصحافيين في النزاعات المسلحة تصنف كجرائم حرب، اكدت ان الصحافيون بحكم وضعهم كمدنيين يتمتعون بحماية القانون الدولي الانساني من الهجمات المباشرة شريطة الا يشاركوا مباشرة في الاعمال العدائية وتشكل اي مخالفة لهذه القاعدة انتهاكا خطيرا لاتفاقيات جنيف، فضلا عن ان التعمد في توجيه هجوم مباشر ضد شخص مدني يرقى ايضا الى جريمة حرب بمقتضى نظام روما الاساسى للمحكمة الجنائية الدولية. وحول التدابير التي تتخذها اللجنة الدولية لمساعدة الصحافيين في المهمات الصعبة، قالت ان اللجنة فتحت منذ عام 1985 خطا هاتفيا مجانيا هو: 41792173285+ متاحا بصورة دائمة للصحافيين الذين يواجهون مصاعب خلال النزاعات المسلحة ولا يوضع الخط المجاني تحت تصرف الصحافيين فحسب بل يمكن ايضا لارباب العمل والموظفين لديهم واسرهم استخدامه او الاتصال بموظفي اللجنة الدولية في احد مكاتبها عبر العالم للابلاغ عن اختفاء صحافي او اصابته او احتجازه والتماس المساعدة.هذا كما تسعى اللجنة الدولية الى ضمان امتثال اوفى للقواعد السارية، ولا يتأتى ذلك الا بتوفير التدريب والتعليم المناسبين للاشخاص المعنيين بتنفيذ تلك القواعد على ارض الواقع وذلك من خلال الدورات التدريبية التي تنظمها في مجال القانون الدولي الانساني.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سطور
أسسها عام 1863 خمسة مواطنين سويسريين، وهي العضو المؤسس للحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر وهي مؤسسة انسانية غير متحيزة ومحايدة ومستقلة وتتميز بطابع فريد يميزها عن اي منظمة اخرى وتتولى مهمتها بتفويض من المجتمع الدولي، حيث تعمل كوسيط محايد بين الاطراف المحاربة وتسعى بوصفها مؤسس القانون الدولي الانساني وحارسا له الى تأمين الحماية والمساعدة لضحايا النزاعات المسلحة والاضطرابات الداخلية وغيرها من حالات العنف الداخلي، وتعمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر في نحو 80 بلدا. وتشكل اللجنة الدولية للصليب الاحمر مع الجمعيات الوطنية للصليب الاحمر والهلال الاحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر (الاتحاد) العناصر الثلاثة التي تتكون منها الحركة الدولية للصليب والهلال الاحمر. وتؤسس اللجنة الدولية عملها اثناء النزاعات المسلحة الدولية على اتفاقيات جنيف الاربع لعام 1949 والبروتوكول الاضافي الاول لعام 1977، وتقرر هذه المعاهدات حق اللجنة في القيام بأنشطة معينة مثل اغاثة الافراد العسكريين الجرحى او المرضى او الغرقى وزيارة اسرى الحرب ومساعدة المدنيين وبصفة عامة تأمين معاملة من يحميهم القانون الانساني.
مداخلات على هامش ورشة العمل
من اهم المداخلات التي جاءت خلال ورشة العمل: اهمية الصورة الصحافية والدور الذي يلعبه المصور الصحافي او المصور التلفزيوني اثناء وجوده في مناطق النزاعات المسلحة، حيث يجد البعض منهم انفسهم وقد تحولوا الى مسعفين بدلا من التقاط الصور، كما تحدث البعض عن اهمية الصورة الصحافية وكيف يمكن ان تساعد في وقف عدوان او اتخاذ قرارات تساعد على وقف نزيف الدماء. الظاهرة التي اجتاحت العالم الآن، وهي ظهور المواقع الالكترونية، سواء كانت مواقع تواصل او مواقع تدوين تفرض على الصحافيين مطالعتها بعد ان اصبحت احد روافد الاخبار، وهناك من يؤكد ان علاقة الصحافي بهذه المواقع علاقة تكامل وليست علاقة تنافس، وانه على الصحافي الذي يريد ان يبقى داخل الاحداث مطالعة هذه المواقع للتعرف على وجهات النظر الجديدة.