في إطار مسيرة الخير وتوفير الرعاية الاجتماعية للمواطنين وخصوصا للمعوقين افتتح في مدينة طرابلس في شمال لبنان أمس «المؤتمر العلمي الرابع لتأهيل الأمراض العصبية.. نحو الشمولية والتميز» برعاية رئيس الوزراء سعد الحريري وبمشاركة كويتية متميزة.
ومثل الكويت في المؤتمر عضو مجلس الأمة النائبة سلوى الجسار والمدير العام لشؤون ذوي الإعاقة د.جاسم التمار ورئيس الجمعية الكويتية (دسلكسيا) محمد القطاني ومساعد نائب الرئيس في قسم التسويق والاتصالات في شركة المشاريع الكويتية القابضة عبير العمر.
وشارك في المؤتمر أيضا القنصل في سفارتنا لدى لبنان عادل الصرعاوي وعدد من المسؤولين ورؤساء الجمعيات المعنيين بشؤون الإعاقة.
وأكد المشاركون الكويتيون في تصريحات منفصلة لـ «كونا» ان مشاركة الكويت في هذا المؤتمر تعكس مساندة أهل الخير فيها المعنيين بإعادة التأهيل والعلاج الفيزيائي للمعوقين لتزرع البسمة والبهجة على وجوههم.
د.سلوى الجسار أكدت لـ «كونا» سعي مجلس الأمة الدؤوب لتحقيق ما جاء به الدستور الكويتي لجهة دعم الرعاية المتكاملة للمواطنين أو ذوي الإعاقة، مشيرة الى ان إقرار مجلس الأمة القانون رقم 2010/8 أخيرا يأتي في إطار تصحيح مسار القانون القديم للعام 1996.
واعتبرت ان إقرار القانون المذكور هذا العام «انجاز حضاري تستطيع من خلاله الكويت خدمة ذوي الإعاقة بالنسبة للكويتيين، إضافة الى ما يقوم به أهل الخير في الكويت من دعم للمعوقين سواء داخل البلاد او خارجها».
وأكدت ان «لبنان يأتي في مقدمة الدول التي تحظى بالدعم الرسمي والشعبي والخيري الكويتي».
من جهته أكد د.جاسم التمار حرصه على المشاركة الفعالة في مثل هذه المؤتمرات، مشددا على ضرورة التعاون بين الدول العربية فيما يتعلق بالأبحاث العلمية.
وأشار إلى ان الهيئة العامة لشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة انشئت بموجب قانون حديث صادر عن مجلس الأمة تحت إشراف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك.
من ناحيته استعرض محمد القطاني خلال المؤتمر تجربة الجمعية في علاج «الدسلكسيا» وتأثير ذلك على خلايا المخ، مشيرا الى ان المؤتمرين استفادوا من هذه التجربة لما تمتلكه من دراسات قيمة مبنية على الدراسات والأبحاث العالمية.
وأوضح لـ «كونا» ان مشاركته في المؤتمر تشكل مناسبة لتبادل الآراء والاستفادة من خبرات الآخرين، مؤكدا دعم الجمعية لأي شيء يدفع في عملية التقدم للمواطنين وخصوصا للمعوقين.
أما مساعد نائب الرئيس في قسم التسويق والاتصالات في شركة المشاريع الكويتية القابضة عبير العمر فأعربت في كلمة ألقتها في افتتاح المؤتمر عن اعتزازها بدور شركة مشاريع الكويت القابضة في مجال المسؤولية الاجتماعية ووضع نظام وضوابط للنهوض بمسؤولياتها تجاه المجتمع والإسهام في خطط التنمية الإنسانية والعمل الخيري في الكويت.
وشددت على ضرورة الاهتمام بظاهرة عسر القراءة وضعف الذاكرة والتأخر في الكتابة «ديسلكسيا» التي تصيب الأطفال، داعية الى إشراك القطاع الخاص في قضايا المجتمع كونه يمتلك الإمكانيات المالية والإدارية ويحتل مقاما خاصا في خطط الدولة في الكويت.
وأشارت العمر إلى ان 6.5% من عدد سكان الكويت يعانون من «الدسلكسيا» وفقا لإحصائيات قامت بها الجمعية الكويتية (دسلكسيا) في عام 2004.
وبينت المكانة الرفيعة التي تحتلها الكويت في مجال الدراسات وتقديم الأبحاث بجهود الجمعية الكويتية لأغراض الدسلكسيا، مؤكدة ان رقي المجتمعات يكمن بتأمين سلامة أطفالها.
وكان ممثل رئيس الوزراء اللبناني النائب سمير الجسر قال في كلمته الافتتاحية ان هذا المؤتمر العلمي الذي ينظمه «مجمع الرحمة الطبي» بالتعاون مع «جمعية العزم والسعادة الاجتماعية» تحت شعار «بالعلم والإيمان يتجلى الأمل» يشكل فرصة للمشاركين ان ينشئوا علاقات وتواصل فيما بينهم.
وحث الجسر على البحث العلمي والاجتهاد وتبادل المعرفة والاستفادة من تجارب الآخرين سواء من خلال الأبحاث التي تطبع وتنشر وتوزع داخل المؤتمرات او تلك التي تنشر على صفحة الكترونية تكون باطلاع الجميع.
وأوضح ان «المجتمعات العربية عرفت صفحات مشرفة من التقدم يوم كانت كل خطوة يخطوها عالم هي في سبيل الله» مشيرا الى ان العلماء العرب أسسوا فيما سبق العلم التجريبي القائم على التجربة والمشاهدة.
وناقش المؤتمرون في جلسات عمل موضوع التأهيل الفيزيائي لمرض «الكوما» والأطفال ذوي الإعاقات المختلفة، إضافة الى إدارة الجودة في العمل التمريضي.