عقد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الليلة قبل الماضية حلقة نقاشية بعنوان (الفرجة المسرحية والمتلقي) ضمن مهرجان (صيفي ثقافي 2)، وشارك في الحلقة د.نادر القنة والكاتب المسرحي سليمان الحزامي والمخرج المسرحي دخيل الدخيل كمتحدثين رئيسيين اضافة الى عدد من المتخصصين والاكاديميين المسرحيين كمعقبين. وقد أدارت الندوة مديرة ادارة المسرح بالمجلس كاملة العياد.
وقال المتحدثون ان نظرية التلقي تعتمد على عدة مرتكزات هي ثقافة المتلقي والتطور السياسي والانفتاح العالمي الديموقراطي والعولمة، اذ اصبح من الممكن قراءة مختلف النصوص الادبية ومشاهدة الاعمال المسرحية دون قمع او فرض من قبل السلطة، بسبب التقدم التقني.
واضافوا ان مفهوم الفرجة المسرحية في الاصل كان لدى العرب منذ زمن بعيد، مشيرين الى ان من يعتقدون أن مارون النقاش وأباخليل القباني وغيرهما ادخلوا فن المسرح الى العالم العربي هم مخطئون، لأن عناصر الفرجة موجودة منذ ايام سوق عكاظ والاحتفالات الدينية.
وأوضحوا ان العالم الغربي لجأ الى الثقافة الشرقية لاسيما الثقافات القديمة، لابتكار مفهوم جديد لنظرية التلقي موضحين انهم لجأوا الى المسرح المفتوح ومسرح الشارع ومسارح الشواطئ وغيرها ليكونوا اكثر تواصلا مع المتلقي اينما كان.
وقالوا ان لهذه النظرية ثلاثة تطورات الأول على يد ارسطو والثاني على يد بريخت، والثالث على يد آرتو اذ لجأوا جميعهم الى عناصر الفرجة لجذب المتلقي وادخاله ضمن العرض المسرحي، بل اعتبروه جزءا من هذا العرض.
واشاروا الى بعض التجارب في المسرح الكويتي معتبرين ان المخرج الراحل صقر الرشود اضاف الى المسرح عناصر الفرجة لاسيما في مسرحيتي «على جناح التبريزي»، وهي للكاتب الفريد فرج و«حفلة على الخازوق» للكاتب محفوظ عبدالرحمن.
واعتبروا ان نظرية المتلقي تعتقد بموت المؤلف حال وصول النص او العرض الى المتلقي بحيث يبدأ المتلقي تكوين رؤاه واكتشاف بواطن النص وتفكيك رموزه وفق ثقافته واطلاعه.
وطالب المتحدثون بأن تدرج هذه الحلقة النقاشية ضمن النشاطات المقبلة للمجلس، سواء في مهرجان القرين الثقافي أو مهرجان الكويت المحلي للمسرح لما لها من تشعبات عديدة اضافة الى تثقيف المتلقي.
يذكر ان الناقد والمؤرخ الادبي الالماني هانز روبرت يدوس (1921 - 1997) يعتبر أول من قام بتطوير «نظرية التلقي» في حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كما انه يعتبر من اكثر المهتمين بعلاقة دلالة النص الأدبي بالقارئ.
وتراهن «نظرية التلقي» على وعي المتلقي أو القارئ وتجربته لما يتضمنه النص، اضافة الى فتح حوار تاريخي بين الماضي والحاضر وادراك تاريخ الادب واعادة الاعتبار للنزعة الانسانية للفرد.
الصفحة في ملف ( pdf )