محمد راتب
تجمع عدد من المزارعين الكويتيين مساء أول من أمس في الساحة الخارجية لمسجد الهبذان بمنطقة المنقف، مع عدد من الشاحنات المحملة بالمنتجات الزراعية المحلية وذلك لتوزيع هذه الخضراوات مجانا على المواطنين، معتبرين أن هذه هي طلقة الرحمة على المنتج الوطني، وأوضح هؤلاء أن القيمة الاجمالية لهذه المنتجات التي توزع مجانا تصل الى ما يقارب 15 ألف دينار، مؤكدين أن هذا التوزيع مستمر حتى نفاذ الكمية، وقالوا: نحن بصدد الحكم القضائي بفتح الشبرة القديمة، وهذا ليس وسيلة ضغط على الحكومة، فنحن انما وجدنا لخدمة المستهلك.
وذكر رئيس تجمع شباب مزارعي الوفرة، مساعد بن يحيى، أن المنتج الكويتي أصبح يعامل اليوم بنفس معاملة المنتج المستورد، ويوضع في الثلاجات ليباع في اليوم الثاني، بدلا من بيعه طازجا في نفس اليوم، اضافة الى أخذ رسوم على وضعه في الثلاجة، وقال: ان الآلية الجديدة في المزاد بالسوق الجديد في الصليبية يستلزم أكثر من 3 أيام للتدليل على منتجات مزرعة لوحدها، لان الشركة هي المحتكرة للخضار، والمزارع الكويتي ملزم بهذه الشركة الربحية وليس لها الا دلال واحد لجميع المنتجات المحلية.
وأعلن بن يحيى أن المزارعين الكويتيين سيقومون بتنزيل منتجاتهم في السوق الجديد بالصليبية وذلك لقراءة الوضع داعيا المسؤولين والصحافة الى حضور المزاد ومعرفة مدى الارتباك والخطورة على المنتج الوطني وعلى الزراعة في الكويت ككل، لافتا الى أنهم طالبوا ادارة السوق الجديد بأخذ مستحقاتهم، الا أنهم لا يملكون سيولة، بخلاف ما ذكرته ادارة السوق من أن المزارع الكويتي يستلم الشيك بعد ربع ساعة من بيع منتجاته. وقال: حتى اليوم مضى علينا أسبوع ولم نستلم منهم شيئا.
ولفت المزارع مسلم سالم الجويسري الى أنه تم توزيع 5 شاحنات من المنتجات الزراعية المحلية، وهناك في الطريق سيارات أخرى ستوزع على المواطنين، مشيرا الى أن أكثر من 30 مزارعا حضروا مع منتجاتهم لهذا التجمع، ومنهم من قام بالتوزيع في تجمع ثان بمنطقة صباح السالم، وتجمع آخر في منطقة الصباحية، اضافة الى الفحاحيل.
وقال الجويسري: لقد نفذت جميع الوسائل بيننا وبين الحكومة، بعد أن أغلقت هيئة الزراعة رئة الدعم للمزارع المحلي، فكرتون الطماطم الذي نوزعه اليوم مجانا سترون سعره 10 دنانير، وذلك في ظل سياسة التحبيط وكسر العظام التي تنتهجها الهيئة، لافتا الى أن السوق الجديد دمر الزراعة والمزارع، وقال: أتحدى ادارة السوق الجديد أن تتحمل ثلث انتاج المنتجات الزراعية.
كما ذكر بعض المزارعين أن الهيئة اتبعت معهم سياسة تكسير العظام، وجعلت المنتج المحلي في دائرة الاحتكار من قبل شركة ربحية مستثمرة لسوق الخضار والفواكه الجديد في منطقة الصليبية، متهما الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بانتهاج سياسة دمار المنتج المحلي، كما دعاها الى صرف الدعم في مواعيده واعطاء المزارع حرية تسويق منتجاته الوطنية، وتخصيص منافذ تسويقية متعددة بدلا من سياسة الاحتكار وحصر منافذ التسويق في سوق الصليبية.
وقال بعض المزارعين: ان هذا التوزيع المجاني أفضل لنا من ايداع منتجاتنا في جيوب المتنفذين، حيث سنوزع هذه المنتجات وسنجلس في بيوتنا لاننا لا نملك دفع أجور العمال في مزارعنا، لافتا الى أن السوق الجديد يفرض عليهم دفع رسوم ايداع المنتجات في الثلاجات، وقال: في ظل أحكام السوق الجديد فان المنتج المحلي لا يساوي أجرة نقله، وبالتالي، فان هذه نهاية المنتج الكويتي، وطلقة الرحمة عليه.
وأضاف الجويسري بالقول: «ان المزارعين الكويتيين ينتجون أعدادا كبيرة من المنتجات المحلية، وقد كنت أنتج يوميا ما لا يقل عن 2100 كرتون، وحاليا لست مستعدا لدفع رواتب عمالي من البنوك».
وفي رده على سؤال حــــول قيام سوق الفرضة الجديد بتوزيع 10000 طبلية مجانا على المزارعين كدعم لهم، مما يوفر في الوقت والجهد والتكاليف على المزارعين، أجاب ان المزارعين ليسوا عاجزين عن مثل هذه الطبليات فهم لا يحتاجونها.