أسامة أبوالسعود
قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح: اننا نتطلع الى عمل إسلامي رشيد يخرج عن ردود الأفعال، كما اننا نعول على ان تكون هناك استراتيجية واضحة وتفكير سليم وبعد نظر دائم، وانه يجب ان يكون لدينا فهم حقيقي لهذا الدين وفق أحكام الشريعة الإسلامية، مشيرا الى ان هناك الكثير من العلماء أطلقوا عدة مقولات تدعو الى الترشد والوسطية في الدين الإسلامي، مؤكدا في هذا الصدد اننا دفعنا ثمنا باهظا لبعض ردود الأفعال غير المسؤولة في الجانب الديني. واضاف الفلاح خلال الحفل الذي أقامته اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية مساء امس الأول لتكريمه بمناسبة نيله وسام الصداقة من قبل الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في الكرملين قبل أيام وذلك لمساهمته في نشر الوسطية والفكر الإسلامي المعتدل، فضلا عن بناء جسور الوحدة والتقارب بين مختلف الشعوب والقارات والذي أقيم مساء امس الأول في مقر اللجنة: ان عملنا على نشر الوسطية والفكر الاسلامي المعتدل جاء بعد الانفتاح الكبير الذي حدث في الاتحاد السوفييتي، مشيرا الى ان سمو الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله قام بزيارة الى هذه المناطق التي تعاني نقصا فكريا وروحيا، وقد لامست هذه الزيارة أجواء وطبيعة العمل في المنطقة.
ولفت الفلاح الى ان التبرع بالأموال وخاصة لطباعة الكتب والندوات وإقامة المحاضرات وغيرها يعتبر من أصعب الأمور في العمل الخيري، ونجد صعوبة كبيرة في الحصول على متطوعين في هذا المجال.
وبين ان هناك اثنتين من الأخوات الفضليات من نساء الكويت وهما غنيمة المرزوق وعالية الحمد، وقد كان لهما دور كبير في العمل الخيري الذي يتمثل في طباعة الكتب والتوعية العامة وإقامة الندوات، مضيفا: لقد وجدنا فضاء رحبا لهذا العمل وقد عملنا على طباعة الملايين من الكتب، واستطعنا بحمد الله قطف ثمار من سبقونا في العمل الخيري.
ولفت الفلاح الى ان هناك سياسات معينة اتبعها في عمله في تلك البلاد الشاسعة ومنها: إتيان البيوت من أبوابها، اي الدخول من الأماكن الصحيحة والمشروعة في اي عمل، مشيرا الى ان البعض ممن يعملون في الاعمال الخيرية يكونون محلا للاستفهام من قبل الآخرين، مشددا على ضرورة التعامل مع الجهات الرسمية وفق الحدود المتاحة.
من جانبه قال رئيس مجلس ادارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د.عبدالله المعتوق: منذ 30 عاما وتربطني علاقة وثيقة جدا بالدكتور عادل الفلاح، وهو من المبدعين في الوسطية في الدين الإسلامي ونشر الأفكار المعتدلة، مشيرا الى ان الهم الوحيد لدينا هو كيفية توصيل هذا الفكر الى العالم أجمع.
وبين أن هذه الأقوال قد ترجمت الى أفعال قبل 19 عاما وعندما أبحر د.الفلاح الى جمهورية جورجيا وأذربيجان وموسكو لينشر الفكر الوسطي، وبفضل الله تعالى، قد نمت هذه الفكرة الى ان عمت جميع أنحاء موسكو، موضحا ان هناك انجازا كبيرا يحسب للدكتور الفلاح وهو ان المفتي الروسي قد طالب الكويت بأخذ وكالة من الكويت الى موسكو لنشر الوسطية والاعتدال.
وأكد المعتوق ان الفلاح سيستمر ان شاء الله تعالى في هذا النهج والسجية التي عرفناه عليها، متمنيا له التوفيق والسداد وان تحمى الوسطية على يده ومن يتعاونون معه.
ومن جهته قال رئيس اللجنة الاستشارية العليا لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية د.خالد المذكور ان احتفاءنا اليوم في هذه الجلسة المباركة هو عمل يراد به وجه الله تعالى، ونرتجي من الله الأجر عليه. وأثنى المذكور على وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية د.عادل الفلاح والذي يشغل منصب نائب رئيس اللجنة في الوقت الحالي، مضيفا: لقد حرصنا في هذه اللجنة على ان نجعل إستراتيجية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالوسطية هي إستراتيجية اللجنة العليا لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، مؤكدا في هذا السياق ان اللجنة قامت بالتعاون مع فرق متعددة في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية، وقد اتسم العمل بالمحبة والتآخي والتناغم بينها وبين الجهات التي تعاونت معها.