- السداني: «الحرير» مدينة المستقبل هدية صاحب السمو للمواطنين وبعد 20 عاماً ستكون مدنها السكنية قد اكتملت وهناك 450 ألف فرصة عمل للشباب
- القحطاني: عقد أول مؤتمر في موقع مدينة المستقبل مؤشر فعلي على انطلاق مرحلة التشييد و البناء ومؤسسات المجتمع المدني يجب أن يكون لها دور في وقف التشنج السياسي
أسامة دياب
برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ أحمد الفهد افتتح صباح أمس مؤتمر الشباب في مدينة الحرير الذي أقامته مجموعة 50/20 للتنمية المجتمعية بالاشتراك مع جمعية المهندسين.
وحث المشاركون في المؤتمر الشباب على المشاركة الفاعلة في التنمية والابتعاد عن كل العوامل السلبية التي تعطل طاقاتهم وأن يحلوا مشاكلهم بطريقة حضارية بعيدا عن الصراعات والانعكاسات السياسية المشحونة، معربين عن تفاؤلهم بالمستقبل الذي سيكون أفضل بتنمية الموارد البشرية ودفع عجلة التنمية في البلاد، معولين على دور الشباب الذي يشكل 60% من نسبة السكان.
أما الشباب الذي شارك بفاعلية في المؤتمر فتفاوتت مداخلاته بين التفاؤل بالمستقبل والإحباط بسبب الوضع السياسي غير المستقر والذي سيؤثر على التنمية.
في البداية قالت مستشارة شؤون المجتمع المدني لنائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية نورية السداني انه لأول مرة في تاريخ الكويت ينعقد مؤتمر في مدينة الحرير، ودعونا نطوي صفحة الإحباط ونفتح صفحة الأمل فنحن نملك العزيمة والإصرار.
وأضافت، موجهة كلامها إلى الشباب، أوصيكم بأن التنمية المقبلة عليها الكويت هي فرصة تاريخية ونقلة لبلدكم إلى الأفضل، فموقع مدينة الحرير هو موقع المستقبل لكم ولأبنائكم فمن يولد اليوم من الأطفال سيكون عمره بعد عقدين من الزمن 20 عاما وفي هذه الفترة ستكون المدن السكانية في الحرير قد اكتملت والمستشفيات باشرت عملها وكل المشاريع قد تم تشغيلها وستكون هناك 450 ألف فرصة عمل للشباب الكويتي.
وأشارت إلى أن منطقة القرين أنشئت في ثمانينيات القرن الماضي ووزعت بيوتها وقسائمها على الشباب آن ذاك الذين أصبحوا اليوم أجدادا يسكنون هم وأولادهم وأحفادهم هذه البيوت، وهكذا هي دورة الزمن وهكذا ستكون مدينة الحرير بعد 20 عاما.
وأضافت ان الوحدة والتلاحم الوطني مطلوبان اليوم وهدية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مدينة الحرير فحافظوا على وطنكم الكويت والتفوا كالسوار حول المعصم وحفظ الله الوطن.
أهم مشروع
وبدوره أكد رئيس جمعية المهندسين والعضو المؤسس لمجموعة 50/20 للتنمية المجتمعية م.طلال القحطاني أن انطلاقة هذا المؤتمر من موقع مدينة المستقبل وبمشاركة الشباب مؤشر فعلي على إطلاق مرحلة التشييد والبناء لهذا المشروع العملاق، مشيرا إلى أن التنمية البشرية هي أهم وأكبر مشروع تتضمنه خطة التنمية.
وأضاف: اننا نريد من شباب اليوم أن يكونوا مساهمين رئيسيين في بناء هذه المدينة التي نشهد انطلاقتها اليوم وستكون جاهزة للأجيال القادمة رغم ما نشهده من تجاذبات سياسية نرى ونكرر القول انها تعيق التنمية التي نريدها جميعا وعلينا اليوم كمجتمع مدني أن نساهم في وقف هذه التجاذبات والتشنج الذي نشهده في الشارع السياسي.
الصراعات لا طائل من ورائها
وزاد القحطاني ان الشفافية تحتم علينا أن نكون مدافعين عن الكويت ضد هذا الخطر الذي يهدد وحدتنا وأمننا المجتمعي فزج الشباب في صراعات سياسية لا طائل من ورائها سيعيق بالتأكيد أداءهم لدورهم المنشود كما أنه يزيد من حالات التطرف السياسي لدى أبناء الوطن الذي نجهد جميعا إلى الدفع به إلى طرق الوسطية والاعتدال ولهذا علينا كمجتمع مدني أن ندافع وبقوة عما يريده أبناء الكويت من تنمية وأن نوقف هذه المسرحية والهزل السياسي وأن نكون فاعلين في بناء وطننا بعزيمة تفوق عزيمة المتعاطين والمتشنجين في العمل السياسي.
ولفت إلى أن الشباب هم محور خطط التنمية التي بادرت بها الحكومة ومجلس الأمة في مرحلة من مراحل التفاهم والوئام بينهما فلهذا فهم المعنيون بعودة هذا التفاهم إلى السلطتين التشريعية والتنفيذية وفي إطار الدستور والقانون، موضحا أن هذا التفاهم سيزيد من مستوى معدلات تنفيذ خطط التنمية.
وخلص القحطاني إلى القول: إننا كمجتمع مدني لن ننتظر أن يمنح لنا حق المشاركة بل سنبادر لوضع الحلول وحث السياسيين على وقف مهازلهم التي تهدد أمننا الاجتماعي في الكويت، فمدينة المستقبل التي نحن في أرضها بحاجة ماسة إلى تكاتف الجهود وتوحيد الرؤى.
مخطط المدينة
من جانبه استعرض رئيس اتحاد المكاتب الهندسية والدور الاستشارية م.بدر السلمان مكونات مشروع مدينة الحرير «مدينة المستقبل»، لافتا الى انها مبادرة من صاحب السمو الأمير لاشراك القطاع الخاص، مشيرا الى انها تشتمل على منتجع ومحمية البادية على مساحة 200 هكتار وستكون حرما وطنيا بريا يشمل واحدة من اكبر المحيطات والمراكز لدراسة الابحاث في جميع انحاء الخليج، وجسر الشيخ جابر الذي سيربط مدينة الحرير بمدينة الكويت وربط الجسر بجزيرتين تحتويان على منشآت عصرية.
وأضاف أن هناك أيضا طريق الحرير ـ المنطقة الحرة، وستكون منطقة مؤسسات تجارية مصممة كمنطقة حرة للتجارة والاستثمار وتطوير الأعمال وتقع بالقرب من المطار الدولي الجديد وربطها بخط سكة حديدية وبشبكة طرقات وطيران موسعة تمتد حتى آسيا الوسطى، لافتا الى انها ستشتمل ايضا على مدينة الاعمال المالية والتجارية والادارية الدولية حيث ستؤمن أفضل التسهيلات لشركات الاعمال الاقليمية لفتح مراكز رئيسية لها في الكويت، مشيرا الي انه تماشيا مع تراث المعارض العالمية الكبرى ستستضيف منطقة منتديات المعارض لمدينة الحرير أرقى وأفضل المستثمرين والزائرين ورجال الأعمال، بالاضافة الى المدينة والأكاديمية الرياضية والمدينة الثقافية، والمراكز السياحية والفنادق والمنتجعات والمدينة البيئة واخرى اعلامية ومدينة الأفلام والمدن الصناعية والتعليمية والصحية والحدائق العامة والمناطق السكنية وبرج مبارك الكبير الذي يعد صرحا معماريا بارتفاع يزيد على 200 دور ليكون أحد أعلى الأبراج في العالم.
وأشار الى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المشروع وتشمل النمو الاقتصادي بشقيه عجلة النمو الاقتصادي حيث سيبلغ حجم الاستثمار 25 مليار دينار وهو ما سيترتب عليه اضافة حوالي 45 مليار دينار الى الدخل القومي خلال عمر المشروع متوقعا ان تبلغ حصة مساهمة المشروع في الناتج المحلي نحو 4 مليارات دينار في العام 2030، اضافة الى شق الحد من الاعتماد على قطاع النفط.
واشار الى ما سيوفره المشروع من فرص عمل تصل الى 430 الف فرصة عمل للشباب الكويتي، وخلق فرص استثمارية للقطاع الخاص وجذب المستثمرين الكويتيين والخليجيين والاجانب، وخلق شراكة استراتيجية بين القطاعين العام والخاص، لافتا الى انها ستكون مجتمعا عمرانيا متطورا يستوعب ما يقارب من 700 الف نسمة.
دراسة ميدانية
ومن جهته استعرض عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.علي الطراح أهم المقترحات التي توصل إليها من خلال دراسة ميدانية بعنوان «المشكلات الاجتماعية والشخصية للشباب الكويتي»، لافتا الى أنها تتطلب صياغة السياسات المقترحة ومنها تفعيل برامج وأنشطة رعاية الشباب لاستثمار أوقات الفراغ، تفعيل مكاتب الخدمة الاجتماعية والنفسية، تأهيل الطلاب للمشاركة في العمل التطوعي، تأطير المشاركة الاجتماعية والسياسية للطلاب، تنمية الوعي بالديموقراطية وإعلاء قيم الانتماء للدولة والولاء للنظام.
وأشار الطراح إلى أن الدراسة اشتملت على عدد من الإجراءات النظرية والمنهجية منها البحوث والدراسات السابقة التي تناولت مشكلات الشباب في المجتمع الكويتي وبعض المجتمعات الخليجية والتي كان من أبرز نتائجها ضعف المشاركة السياسية للشباب في التنمية الوطنية وارتفاع تكاليف المعيشة وانتشار تعاطي المخدرات وتفشي الجريمة والانحراف، موضحا أن المشكلات التي تواجه الشباب تتمثل في عدم الشعور باهتمام أفراد الأسرة وعدم تفهم الأسرة لمشكلات الشباب وعدم رضاها عن أصدقائهم بالإضافة إلى زواج الأب من امرأة أخرى، وعدم قدرة الشباب على التعبير عن رأيه في وجود الوالد.
وقال د.علي الطراح ان الدراسة سعت لتحقيق عدد من الأهداف منها الكشف عن المشكلات الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها الشباب والتعرف على المشكلات المجتمعية التي تواجه البنية الاجتماعية وتحديد مدى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الجنسين إزاء كل من المشكلات الاجتماعية والنفسية الشخصية التي يعانون منها، لافتا إلى أن تحقيق تلك الأهداف تطلب إثارة مجموعة من التساؤلات وسعت الدراسة للإجابة عنها ومنها ماهية المشكلات الاجتماعية والنفسية والمشكلات المجتمعية.
واستعرض المناهج البحثية والمفاهيم والمجالات والأدوات المستخدمة في الدراسة بالإضافة إلى العينات المستهدفة وكيفية اختيارها، علما بأن عدد الطلاب المشمولين بالدراسة بلغ 1794 طالبا وطالبة، 605 من الذكور و1189 من الإناث وتراوحت أعمارهم بين 17 و24 عاما.
الشباب وخلاف حول الأولويات
شهد المؤتمر مداخلات شكرت المنظمين وأخرى طلبت أن نتأنى بالتفاؤل، فقد وجهت المشاركة رنا ابوغيث الشكر للمنظمين، ومثل هذا الشكر قدم أحمد العازمي الشكر وشكك في امكانية انهاء المدينة خلال الفترة المحددة، واستنكر الطالب علي اشكناني الدعوة إلى ابعاد الشباب عن السياسة، بل ينبغي ان تكون لهم مشاركة فاعلة في العملية السياسية.
أما نهى المنصور من الجمعية الاقتصادية فدعت إلى تقبل الآخر وعدم التشكيك في نوايا الذين يحاولون تقديم كل ما لديهم معربة عن الأمل في أن تقوم الجهات بحملة توعوية لحث الشباب على تقبل الآخر والارتقاء بالأخلاق المجتمعية، مشيرة إلى أن الشباب يعيش أزمة أخلاقيات .
الطالبة سارة الرفاعي من الجامعة الأميركية قالت ان الوضع السياسي غير المستقر يؤثر على التنمية ويخلق نوعا من الاحباط والمشاحنات وبدلا من التركيز على التنمية يتم التركيز على المشاريع القائمة بالفعل والمطلوب بدلا من المشاحنات التركيز على خطط التنمية.
علي المسري من جامعة الكويت قائل أنا متفائل لإتاحة الفرصة أمام الشباب من خلال هذا المؤتمر، مشيرا إلى تقديمهم مقترحات لهذا المؤتمر من خلال مجموعة 50/20 فالتفاؤل موجود، والشباب يطلب ويريد المشاركة في اتخاذ القرار والخطط وهذا المؤتمر اتاح هذه الفرصة.
اعتذار الفهد والعبدالهادي
اعتذر عن الحضور نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ أحمد الفهـــد لظرف طـــارئ.
واعتذر النائب ناجي العبــد الهادي عـــن المشاركـــة لتواجـــده مـــع الوفــد البرلماني الزائــر للجمهوريــة التركيــة.
الطراح يدعو إلى الاقتداء بجمعية المهندسين
دعا د.علي الطراح في بداية كلمته إلى الاقتداء بالنهج الذي خطته جمعية المهندسين الكويتية في عمل المجتمع المدني من خلال جهود مهندسها الشباب طلال القحطاني، مضيفا أن الشباب هم أمل المستقبل ويقودون الحراك السياسي في كل المنتديات العالمية.
وقال: إن كل السياسات العالمية اليوم تتوجه إلى الشباب ونسبتهم في المجتمع نحو 60% وهي نسبة في جميع المجتمعات العالمية، فلذلك يجب أن تتوجه خطط التنمية إلى هذه الشريحة الكبيرة في المجتمع وتعبر عن هذه الشريحة وطموحاتها.
مشاركة فاعلة من المهندسين الشباب
شارك في المؤتمر وفد من المهندسين الشباب العاملين في القطاعين العام والخاص تقدمهم م.حمود الزعبي ومدير عام جمعية المهندسين صالح باني المطيري ورئيسة لجنة المهندسين للشباب م.زينب لاري ورئيس العلاقات العامة عبدالله الحشاش ونائبته م.زينب لاري، حيث قاموا بمناقشة التفاصيل الفنية للمشروع والدور المناط والمطلوب من المهندسين لتفعيل الانطلاقة الفعلية للمشروع.