اكد وكيل ديوان المحاسبة عبدالعزيز الرومي اهمية مواضيع الرقابة على البيئة وسلامتها لانها مطلب حضاري يرتبط بصحة وسلامة الاجيال القادمة، وانعكاس ذلك على المردود الاقتصادي المهم والمتمثل في المحافظة على الثروة الوطنية.
جاء ذلك خلال كلمة افتتاحية القاها الرومي بمناسبة استضافة ديوان المحاسبة للقاء التدريبي «الرقابة على البيئة» والذي يعقد بالتعاون مع المنظمة العربية للاجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الارابوساي) خلال الفترة من 12-16 ديسمبر 2010. وقد رحب الرومي في مستهل افتتاحه اللقاء بالمشاركين فيه، مؤكدا ان ديوان المحاسبة يسعى دائما للاسهام في تفعيل وتعزيز اوجه التعاون في مختلف المجالات بين اجهزة الرقابة والمحاسبة في المنظومة العربية، كما اضاف قائلا: ان هذا اللقاء يتناول موضوعا في غاية الاهمية لشعوبنا حيث اصبح الهدف الاساسي لكل منا الحفاظ على البيئة نظيفة آمنة خالية من اسباب التلوث الضار والبحث عن الحلول لتحقيق التنمية المستدامة.
كما اكد مدير ادارة المنظمات الدولية فيصل الانصاري اهمية تبادل الخبرات من خلال مناقشة تجارب الدول المشاركة في اللقاء وكذلك التفاعل مع اعضاء هيئة التدريب للوصول للتوصيات التي تستفيد منها اجهزة الرقابة العليا اعضاء المنظمة العربية في مجال الرقابة البيئية.
والجدير بالذكر ان هذا اللقاء يهدف الى تمكين المشاركين من التعرف على المشاكل البيئية المعاصرة والجهود الدولية المبذولة في مجال حماية البيئة من التلوث، ويأتي هذا اللقاء التدريبي في اطار التعاون العربي المشترك بين المؤسسات الرقابية والمحاسبية، ويضم مجموعة من المتدربين من مختلف الدول العربية وهي: دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان والجمهورية الجزائرية والجمهورية التونسية والمملكة الاردنية الهاشمية واليمن ولبنان وسورية والعراق.
ومن ابرز المواضيع التي ستتم مناقشتها موضوع المشاكل البيئية المعاصرة في ظل الاهتمام الدولي بها مثل التلوث الاشعاعي وتلوث مياه البحار بالنفط والزيوت، بالاضافة الى التلوث بالمخصبات الزراعية والمركبات الكيميائية.
ويتناول كذلك اسباب المشاكل البيئية وتجارب الاجهزة العليا في الرقابة البيئية وتطورها منذ اعتماد الرقابة البيئية عام 1995 في مؤتمر منظمة الانتوساي الخامس عشر بالقاهرة، حيث ادى تدهور الاوضاع البيئية واستنزاف الموارد الطبيعية الى تزايد الاهتمام بالمشكلة على المستويين الوطني والاقليمي والى تكثيف الجهود التنفيذية والرقابية لايجاد الحلول الجذرية لها خاصة ان هناك تزايدا للآثار السلبية البيئية على النمو الاقتصادي. ويتضمن مناقشة موضوع الرقابة البيئية وعلاقتها بالتغير المناخي وكيفية قيام الاجهزة العليا للرقابة بدورها في رقابة السياسات الحكومية بشأن تنفيذ الاتفاقيات والتكيف مع التغير المناخي ودور الاجهزة الرقابية في مراقبة الالتزام بتلك الاتفاقيات، اضافة الى التعرف على تجارب بعض الاجهزة الرقابية العليا في شأن الرقابة على موضوعات تخص التغير المناخي. ويتطرق ايضا الى مفهوم التنمية المستدامة ومكوناتها الاساسية وكيفية موازنة الاجهزة العليا للرقابة بين الاهداف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وشرح متطلبات تحقيق التنمية المستدامة واستراتيجياتها المختلفة، اضافة الى شرح انواع الطاقة وخصائصها ومميزات الطاقة المتجددة التي تساهم في الحد من التلوث البيئي. ويناقش اللقاء تجارب بعض الاجهزة العليا في ممارسة الرقابة البيئية مثل تجربة مكتب التدقيق الوطني بالمملكة المتحدة في ممارسة الرقابة البيئية، وذلك بهدف تبادل المعرفة والخبرات عند ممارسة الرقابة على البيئة، كما يتضمن اللقاء ورشة عمل متكاملة حول موضوع الرقابة البيئية على مواقع ردم النفايات.