أقامت حسينية دار الزهراء عليها السلام مجلسا حسينيا إحياء لذكرى الإمام الحسين عليه السلام تحدث فيه خطيب المنبر الحسيني سعد فوزان عن التربية الروحية والشرعية للشباب.
وبدأ خطبته بالآية الكريمة: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)، مشيرا الى ان القرآن الكريم كتاب تربية أنزله الله على رسوله ليقوم بتربية الإنسان، رسم الله فيه للإنسان الهدف من خلقه ووجوده وحركته في الحياة.
وتابع فوزان بالقول: فالقرآن الكريم يعني للناس الحقائق العقيدية والشرعية والروحية والعلمية والحياتية ـ في منهجها النظري والتطبيقي ـ فلا يبقى أي ظلمة في العقل او ضباب في الرؤية او غشاء على القلب او غطاء على الحقيقة او التباس في الواقع ليعيش الناس إشراقة الحق بكل معاني الصفاء والنقاء.
واستطرد قائلا: طرح القرآن عدة خطط لتربية الإنسان وإعداده منها المنهج العبادي، حيث ان منهج العبادة في القرآن هو منهج رئيسي ومركزي، والعبادة بنفسها أتت متعددة وليست على نمط واحد، فالإنسان بطريقة خلقه ليس على نسق واحد او بعد واحد فنجد ان العبادة أتت متنوعة بطرقها وبوقتها فـ«الصلاة، الصيام، الحج» هذه من مصاديق العبادة كل واحد منها يستهدف جانبا من جوانب الإنسان وبمجموعها تقومه.
وأردف فوزان عن الفكر والتفكر: نلاحظ في القرآن الكريم التركيز على الجانب الفكري فيما يطرحه ويدعو الى الفكر والتفكر وفي القرآن الكريم أكثر من 300 آية تدعو الى الفكر والتفكر (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).
ثم تحدث عن العلاقة بالدنيا، حيث أشار الى ان القرآن الكريم أوضح للإنسان ان الدنيا محطة مهمة جدا ولها تأثير على الإنسان، ومن خلالها الإنسان يختار سعادته أو شقاءه، فالإنسان إذا ما أخذ الدنيا طريقا يسير فيه ويأخذه للآخرة استطاع النجاة والفوز، واذا سقط في الشهوة والغريزة كانت النتيجة الخسران المبين يوم القيامة (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون).
وختم فوزان خطبته بالتأكيد على ان القرآن الكريم ركز كثيرا على القصص لما لها من دور في بناء الشخصية الإسلامية الإيمانية، وقد أمر الله عز وجل نبيه في أكثر من مكان في القرآن الكريم أن يقص القصص التاريخية على أبناء الأمة الإسلامية مصداقا لقوله تعالى: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتُقبل من أحدهما ولم يُتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين).
وعلى صعيد متصل تقيم حسينية دار الزهراء عليها السلام مجالس حسينية للشباب في العشر الأوائل من شهر محرم الحرام، ففي الليلة الخامسة من المحرم تحدث الحاج محمد جواد كاظم عن القيادة ووعي الأمة، خصوصا ونحن نعيش أيام عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، مشيرا الى ان الأنبياء كلهم قياديون من الدرجة الأولى، ومن يقرأ حياتهم يلاحظ ان حركتهم واحدة وتتلخص في بث الوعي في الأمة وتخليصهم من الواقع الفاسد ونلاحظ انهم نجحوا في مواقع وتراجعوا في مواقع أخرى.
وأكد ان نبي الله إبراهيم عليه السلام أراد تعطيل العادات والتقاليد ودعا للتفكير، ونبي الله عيسى عليه السلام عطّل وجمد التقليد الأعمى، كما أبطل نبي الله موسى عليه السلام الاعتماد على السحر، ودعاهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سيد البشر للإيمان بالله تعالى عن وعي وفهم.
وأوضح انه حين جاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان العرب يعيشون في جهل مركب، خمر وميسر وقبائل وعبيد ووأد للبنات، أنقذهم من هذا الجهل (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور)، جاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليلغي نظاما بل أنظمة فاسدة استعبدت الناس واحتقرت المرأة، نظام سياسي جديد ـ اجتماعي جديد ـ اقتصادي جديد.
وطرح كاظم عددا من الأسئلة أولها: كيف بدأ الإمام الحسين عليه السلام؟
وأجاب: بالتأكيد ان القائد يجب عليه ان يتحرك حسبما يرى ان يحقق هدفه ومنها:
1 ـ بدأ الإمام الحسين عليه السلام بتحديد الهدف من تحركه المطلوب وهو الإصلاح الجذري وتحويل مسار الأمة الى المسار الصحيح «لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا».
2 ـ بدأ في توعية البعض بشكل خاص «من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله ان يدخله مدخله، ألا ان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان واستحلوا حرم الله واستأثروا بالفيء».
3 ـ حدد الإمام الحسين عليه السلام طريق استئصال هذا المرض الخبيث «ألا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه، ألا فليرغب المؤمن في لقاء ربه، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما» الا وإني زاحف مع قلة العدد وقلة الناصر.