حسين الرمضان - سامح عبدالحفيظ
وصلت حالة التوتر السياسي بين بعض نواب مجلس الأمة ووزيرة الصحة د.معصومة المبارك الى حد المواجهة العلنية من خلال اعلان النائب د.وليد الطبطبائي نيته تقديم استجواب للوزيرة معصومة غدا يشاركه في ذلك زميله النائب د.فيصل المسلم، وربما نائب ثالث لم يعلن عنه حتى الآن، وذلك على خلفية الحريق الذي اندلع في مستشفى الجهراء وأودى بحياة اثنين من المرضى.
وفي هذا السياق، أعلن النائب د.وليد الطبطبائي انه قرر تقديم استجواب وزيرة الصحة د.معصومة المبارك غدا السبت الى رئيس مجلس الأمة بالنيابة، وانه سيشارك معه زملاء آخرون من بينهم د.فيصل المسلم، وان العبث والاهمال والتسيب والفساد هي الأسباب الرئيسية لمأساة مستشفى الجهراء الذي أدى الى وفاة اثنين من المرضى جاءا لطلب العلاج، فإذا بالموت يكمن لهما بالمستشفى نتيجة للاهمال والفساد وتردي الأوضاع وسوء الادارة.
وقال الطبطبائي انه سيشارك معه بشكل أكيد د.فيصل المسلم الذي يملك ايضا مستندات واثباتات تدين الوزيرة، وتثبت سوء ادارتها والعبث الذي تمارسه والتزوير والتلاعب في الوقت الذي لم تستمع الى نصائح المخلصين بمحاسبة المقصرين والمفسدين داخل الوزارة، وكأن الوزارة يرأسها أصلح الناس وأكفؤهم، والا لماذا يهرب الناس الى العلاج بالعيادات والمستشفيات الخاصة أو البحث عن العلاج بالخارج. وقال الطبطبائي انه يعرف تماما اسباب مأساة مستشفى الجهراء من خلال متابعته للوضع الصحي خلال السنوات الماضية، وان هناك محورا كاملا في استجواب الشيخ احمد العبدالله يتعلق بالشؤون الهندسية والصيانة وانقطاع التيار الكهربائي وعدم جاهزية المولدات الكهربائية البديلة ونقص مواد قطع الغيار.
واضاف الطبطبائي ان الاستجواب السابق اشار الى الإهمال في متابعة شكاوى ادارات المستشفيات من شركات الصيانة التي يتستر على اخفاقها قطاع الشؤون الهندسية بوزارة الصحة، وقد اشرت في الاستجواب السابق الى تردي اوضاع الشؤون الصحية في منطقة الصباح الصحية بالذات كونها تعتبر من كبرى المناطق الصحية وتحوي نحو 20 مستشفى ومركزا، فإذا حدث ما حدث من اصابات في مستشفى الجهراء ومن سوء الصيانة والإهمال في جوانب السلامة والإخلاء ومنطقة الجهراء تحتوي على مستشفى واحد فقط فما الذي نتوقعه في منطقة الصباح التي تعج بالعشرات من المستشفيات مع هذا الاهمال من الشؤون الهندسية بتواطؤ من الادارة العليا بالوزارة.
واضاف الطبطبائي انه يستغرب عدم تعيين مدير منطقة صحية للجهراء حتى هذا الوقت وذلك بعد خلو هذا المنصب قبل سنة بترقية د.قيس الدويري الى وكيل مساعد وذلك بعلم الوزيرة وهو ايضا في مستشفى الصباح حيث لم يعين لها مدير حتى الآن. واشار الطبطبائي الى ان هذا الحريق ليس هو الاول في عهد الوزيرة معصومة، حيث سبق ان وقع اكثر من حريق دون ان تحرك ساكنا، وعلى سبيل المثال الحريق الذي وقع في منطقة الصباح الصحية وتحديدا في مستشفى الاتصالات (غرفة العمليات) ومستشفى الفروانية (غرفة انتظار النساء) والسبب يعود الى سوء الصيانة الهندسية الذي حذرنا منه مرارا وتكرارا، واضاف: نحن نحمل سمو رئيس الوزراء مسؤولية اختيار وزيرة الصحة د.معصومة المبارك ونرشح الدكاترة عبدالله بهبهاني وأمير معرفي ومبارك العجمي وصلاح المضف لهذا المنصب. وختم الطبطبائي انه يطالب الوزيرة بعدم الاستقالة والهروب من المسؤولية وعليها تحمل التبعات السياسية لمثل هذا الحادث الفظيع، فهل يأمن شعب الكويت على صحته ود.معصومة على رأس الهرم مع شلة فاسدة تخطف الصحة الى الهاوية؟
أكد النائب د. جمعان الحربش ان ما حدث في مستشفى الجهراء امس وان كان قضاء وقدرا فإن لكل قضاء وقدر اسبابه مشيرا الى ان من اسباب ما حدث الاهمال الكبير الذي تعيشه وزارة الصحة والتردي الذي تعاني منه الوزارة والمواطنون والذي سبق ان اشرنا اليه في استجواب وزير الصحة السابق الشيخ احمد العبدالله حينما صورنا واقع وحال المستشفيات في الكويت.
وطالب الحربش سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بأن يبادر بمحاسبة الوزيرة معصومة المبارك ووكيل الوزارة د. عيسى الخليفة الذي يقف على قمة الهرم القيادي، مبينا ان عليهما الاجابة على سؤال واحد وهو «هل سبق ان فعّلت لجنة الوظائف الاشرافية منذ ان صدر بها القرار في شهر اغسطس عام 2005 بأن تم اختيار مدراء المناطق الصحية ومدراء المستشفيات تبعا للعلاقة والتوصية؟».
مؤكدا ان الكيل قد طفح وان على الوزيرة د.معصومة المبارك ان تستذكر موقف زميل لها سابق وهو الدكتور عادل الصبيح الذي استقال اثر الحادث الذي اودى بحياة بعض المواطنين حينما كان وزيرا للنفط متسائلا متى يكون هذا الشعور بالمسؤولية حالة عامة؟».
واستغرب النائب محمد الخليفة تجاهل القيادات العليا في وزارة الصحة وعلى رأسها وزيرة الصحة ووكيل الوزارة حادث الحريق الذي حصل في بعض اجنحة مستشفى الجهراء ظهر امس وعدم حضور اي من تلك القيادات الى مكان الحادث الى ان تم اخماد الحريق رغم الرعب الذي كان يعيشه العاملون في المستشفى وكذلك النزلاء من تصاعد النيران في ممراته.
الصفحة في ملف ( pdf )