- خلف: أيادي الخيـر فـي الكويـت «بلسمـت» جـراح المرضى وجعلت من مستشفى القلمون الأول فــي سوريــة
محمد راتب
التقوا على المحبة والألفة، واجتمعوا على فعل الخير، بل تنافسوا على السبق إليه والتحفيز عليه، لم تغفل عيونهم عن هموم منطقتهم، بل أضحت شجونا تختلج مشاعرهم، لتنطلق منها أحلام ترجموها بالعمل الجاد والمخلص، والذي يضيف إلى نهضة وطنهم قيمة لا يمكن الاستغناء عنها. نخبة مغتربي منطقة النبك في الكويت، وجدوا أنفسهم أمام مسؤوليات جسام، اضطلعوا بها وأخذوا بزمام المبادرة، ليمسحوا عن وجنة المريض الفقير دمعة الأسى، ويطلقوا مشاريع خيرية فريدة في الميدان الطبي تنضوي تحت مظلة «العلاج للجميع»، أسعفهم في إنجاحها أصحاب البر والخير من الكويت وشقيقتها سورية، وأصبحت بمثابة صفحة ناصعة في جبين الجالية العربية السورية بالكويت، لتكون نموذجا يحتذى على صعيد التكافل الاجتماعي. من جهة أخرى، أعربت رابطة مغتربي النبك لـ «الأنباء» عن عميق محبتها وشكرها وامتنانها لبلدها الثاني الكويت، فأنهار الخير تتدفق منها إلى جميع شقيقاتها العربية والإسلامية بلا حدود، وأشادت بسخاء أهل الكويت ودعمهم المادي والمعنوي الذي يشهد له القاصي والداني على مر العصور، مما جعل منها دولة العطاء وعروس الخليج بلا منازع. الرابطة، اجتمعت قبل أيام في صالة الهاجري بضاحية عبدالله السالم، وذلك في حفل خاص تنشد من خلاله تعميق أواصر المحبة والألفة في نفوس أبناء المنطقة، وتحفيزهم على بذل الخير، ولتقدم لهم فرصة مميزة بأجواء طيبة للتواصل بينهم، وتكشف عن ثمار المشاريع الطبية الخيرية التي أطلقتها في «النبك» والتي توجت ببناء دار الأشعة في مشفى القلمون مجهزة بأحدث المستلزمات وذلك بدعم من أهل الخير في الكويت. كما أعربت الرابطة عن أملها في تحقيق مشروعها «الحلم» والذي يتمثل في بناء مشفى مستقل لمعالجة مرضى السرطان بالمجان في مدينة القلمون، لافتة إلى أنها بدأت فعليا في تلقي تبرعات المحسنين الكرام، وستمضي حتى اكتمال هذا المشروع الخيري الواعد والذي سيكون بلسما لجراح المصابين بهذا المرض الخطير، والمعروف بآثاره النفسية والاجتماعية على المرضى وأسرهم... فإلى التفاصيل:
بداية الحفل، كانت مع تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم والتي تلاها الشيخ الأستاذ عماد بركة، وأتبعها بكلمة توجيهية حث فيها الحضور على ضرورة التواصل بين أبناء البلد الواحد، مبينا الآثار الإيجابية لهذا اللقاء الحيوي الذي يحافظ على أواصر المودة والأخوة والترابط. وقال الشيخ بركة: إن التواصل له أوجه كثيرة، منها بذل الكلمة الطيبة والتي تعتبر صدقة في أجر صاحبها، ومن خلال المشاركة في الأفراح والأتراح، مشيرا إلى ان جميع المشاريع الحيوية والفريدة بين جميع الجاليات، كانت نتاجا لهذا التواصل. كما توجه بالشكر الجزيل للكويت الشقيقة قيادة وشعبا على كرم الضيافة.
م.خالد سعد الدين، كان عريف الحفل، حيث أداره بحرفية عالية وقام بربط فقراته من خلال أسلوب مميز، فبعد تلاوة آيات القرآن الكريم، ألقى الشاعر طالب الشريف من الكويت قصيدة أهداها لمدينة النبك، وعبر فيها عن عمق المشاعر التي تربطه بإخوانه وأصدقائه في هذه المدينة الطيبة، مبرزا الكثير من الروابط والعلاقات المتينة التي تجمع أبناء هذه المدينة، وقد حظيت القصيدة بإعجاب جميع الحضور ولاقت استحسانا من قبلهم تجلى في التصفيق الحاد والمطول.
المشروع الحلم
بعد ذلك، ألقى رئيس رابطة مغتربي النبك في الكويت، م.نمر أسعد خلف، كلمة تفصيلية اتسمت بالشفافية، شرح فيها للحضور ما تم إنجازه من قبل الرابطة، وذلك بدعم من أيادي الخير في الكويت والجمهورية العربية السورية، والذي تم تتويجه ببناء دار الأشعة الملحقة بمشفى القلمون في مدينة النبك، والمجهزة بكل الوسائل الطبية اللازمة، مشيرا إلى التغطية الاعلامية المميزة التي رافقت هذا الحدث البارز من قبل وكالات الأنباء الدولية والمجلات والجرائد والمواقع الالكترونية.
كما تطرق م.خلف إلى المشاريع المستقبلية التي تخطط الرابطة للقيام بها وأبرزها المشروع «الحلم» والذي يتمثل في بناء مشفى مستقل لمرضى السرطان، وتخفيف آثاره الاجتماعية والنفسية والمادية بالغة الخطورة على المرضى انفسهم وعلى أسرهم، مشيدا بأيادي الخير الكويتية التي «بلسمت» جراح المرضى وذلك بتبرعهم السخي لبناء المشفى المذكور، كما أوضح أن الحفل الكبير والتاريخي الذي أقيم لافتتاح دار الأشعة، أسهم في لفت أنظار المسؤولين الى هذه المدينة وذلك من خلال جعلها مركزا طبيا لمشافي القلمون، في حين أثمر ذلك تحفيزا لمغتربي النبك بالمملكة العربية السعودية على جمع التبرعات لبناء مشفى طبي متكامل لأمراض القلب.
موقع الرابطة
ثم ألقى مدير موقع رابطة مغتربي النبك في الكويت، م.إياد غزال كلمة توضيحية للتعريف بالموقع والمنتدى الإلكتروني الذي تم إطلاقه مؤخرا باسم «رابطة مغتربي النبك في الكويت» والذي يشتمل على جميع نشاطات الرابطة بالإضافة لإبرازه الوجه الحضاري الثقافي والفكري والاجتماعي لمدينة النبك، والتعريف بتاريخها وأبرز رجالاتها وبأدبائها ومثقفيها الذين رأوا فيها بيئة فكرية تفاعلية خصبة لعرض إبداعاتهم وانتاجاتهم الفكرية والادبية والثقافية، مؤكدا على أن الموقع بصدد تطويره في الوقت الحالي ليصبح موقعا لكل مغتربي مدينة النبك حول العالم.
وفي الختام تمت الإجابة عن أسئلة واستفسارات الحضور حول الأمور التي تم طرحها في هذا الملتقى بجو أخوي يملؤه الحب والتفاؤل بمستقبل مشرق.
وفي حديثه مع «الأنباء» أعرب رئيس رابطة مغتربي النبك في الكويت، م.نمر أسعد خلف عن شكره العميق وامتنانه لجنود مجهولين في الكويت، والذين قدموا تشجيعهم ودعمهم المادي والمعنوي لإنجاح هذه المشاريع القيمة، داعيا جميع المؤسسات الخيرية وأيادي المعروف إلى البذل في هذا الجانب، حيث إن فعل الخير يؤدي إلى الشعور بسعادة داخلية، خاصة إذا أسهم ذلك في زرع البسمة على وجه المحتاج، وقال: إن أهل الكويت ليسوا غريبين على عمل الخير، وبصماتهم موجودة في جميع المحافل حول العالم، وأقول لهم: لقد تربينا في بلدنا الثاني الكويت التي لم تبخل على أحد، وتعلمنا منكم السبق إلى فعل الخير، ونسأل الله أن نكون عند حسن ظنكم.
واستعرض م.خلف بعض المشاريع الخيرية التي قامت بها الرابطة، ومنها بناء قسم للأشعة في مستشفى القلمون وتخصيص صالة للتعازي، وتقديم مساعدات للمحتاجين، كما أنه تم البدء في مشروع لعلاج أمراض السكري، في حين أن هذا التجمع يعتبر خطوة لمشروع ضخم تحت اسم «الحلم» وذلك لعلاج مرضى السرطان بتكلفة قدرها 10 ملايين دولار، حيث إن هناك حالات متفشية بين الصغار والكبار، وقال: نسأل الله أن يوفقنا لإتمامه، ومن الجمعيات والمبرات أن تسهم في خدمته، ونحن في طور الترخيص القانوني لجمعية خيرية في سورية، ومن خلالها سيكون هناك مذكرات تفاهم مع مبرات خيرية في الكويت بإذن الله.
وأوضح أن تجمع مغتربي النبك بدأ منذ سنتين، وكان يهدف إلى العمل على مساعدة وتطوير الخدمات الصحية في منطقة النبك، كونها تمس شريحة كبيرة من المحتاجين، لافتا إلى أن مشفى القلمون بني من تبرعات أبناء المنطقة وأهل الخير في الكويت، لكنه أصبح المستشفى رقم 1 في سورية، لما يتميز به من خدمات فائقة.
وذكر أن مبنى الأشعة الجديد يتكون من 4 أدوار، تم تخصيص الدور الأرضي كقسم للأشعة التي تقدم بالمجان، ولاقى استحسانا كبيرا من قبل الأهالي، فأعداد المستفيدين منه خير برهان على ذلك، أما الدور الأول والثاني فسيتم تخصيصه كقسم متطور لأمراض الأطفال، وذلك بتبرع من أحد أهل الخير، في حين أن السرداب سيتم تجهيزه كصالة محاضرات. وقال: لقد أصبح هناك تواصل بيننا وبين مغتربي منطقة النبك في السعودية، ما أدى إلى تنافس في عمل الخير، ونسعى في خطوة أخرى إلى أن يكون تجمعنا نواة لتجمع أكبر هو ملتقى أهالي القلمون لتشمل خدماتنا ومشاريعنا جميع أنحاء المنطقة لاسيما في المجال الطبي، حيث تم دمج جميع مستشفيات المنطقة تحت مسمى «هيئة مشافي القلمون» وبالتالي، أصبحت الخدمات مترابطة وسيكون لكل مستشفى اختصاص معين.
كلمة شكر من القلب
في ختام حديثه، توجه م.خلف بعميق الشكر والامتنان إلى جريدة «الأنباء»، وإلى القائمين عليها من أبناء عائلة المرزوق الكرام، على دعمهم للرابطة ومشاريعها الخيرية، متوجها بالشكر أيضا إلى سعادة سفير الجمهورية العربية السورية في الكويت، بسام عبدالمجيد، والذي اعتز بما تقوم به الرابطة، ودعا جميع أبناء الجالية إلى أن يحذوا حذوها في هذا الجانب، حيث قال: إن إسهام المغتربين في خدمة بلدهم يدل على عمق الترابط والتواصل مع بلدهم.
تبرعات سخية
بدوره، أكد م.خالد سعد الدين، أن التبرعات التي تم جمعها لمشروع بناء قسم الأشعة في مستشفى القلمون كانت بسخاء غير متوقع، متوجها بالشكر الجزيل إلى كل من تبرع في هذا الاتجاه النافع لأنه عمل خير ويستحق، وقال: إن الواقع لا يفيه كلام، فقد وجهنا جميع جهودنا في هذا المضمار، وأكرمنا الله بفضل الخيرين.
كما توجه م.سعد الدين بالامتنان والشكر إلى المؤسسات الحكومية السورية وعلى رأسها وزارة الصحة التي بادرت بتقديم جهاز طبي قيمته 500 ألف دولار، وإلى السفارة السورية في الكويت، وسعادة السفير بسام عبدالمجيد، وذلك نظير دعمهم المادي والمعنوي لإنجاح هذه المشاريع الخيرية الصحية.
النبك.. المجد
هنا من أرض نبك نبدأ القصة
ونرويها على أسماعكم لحنا
ليبقى صوتها في قرة التاريخ
صدى تشدو بها أفواهنا فنا
نحاكي نبض أجيال وأجيال
عن الماضي وكيف الحاضر غنا
كفوف تعتلي الرايات ما دامت
مساعيكم بنت أمجادها معنا
لكم مني تحية صاغها حبر القلم
رسم من روح أشعاره حكايات الزمان
ونبك صارت قصيدي و«يا حلاته» من اسم
كبرتي واعتليتي باسمج أسراب العنان
نبك يا نجمة الوادي تشعين القمم
مدينه تعز حاضرها وتبني له كيان
إذا شفت الطبيعة قلت جمال يرتسم
وإذا مروا أهلها قمت تقدير وامتنان
رفعت عقالي البارز واحيي بالاسم
أهل نبك كرامة وطيب ومعدنهم يبان
بنو من مجدهم صرح وتاريخ وعلم
لأنه من يصون أرضه يضل اسمه مصان