- نعمل للوقوف في وجه أي فتنة في لبنان والفتنة لن تحدث إن شاء الله وعلينا جميعاً ألا نسمح للذين يصطادون في الماء العكر بحرية الحركة في لبنان
أسامة أبوالسعود
أكد رئيس جمعية المبرات ومؤسسات سماحة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله السيد علي محمد حسين فضل الله ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وجّه نصيحة مخلصة لاخوانه اللبنانيين بان يكونوا يدا واحدة، مشددا على ان قوة لبنان في وحدة ابنائه ولا يمكن ان يلعب لبنان دوره الكبير المأمول منه عربيا ودوليا الا بتوحيد صفوف ابنائه اللبنانيين على قضية لبنان ليعود لبنان قويا عزيزا. جاء ذلك في لقاء مفتوح استضافت خلاله جمعية الصحافيين العلامة فضل الله بحضور رئيس جمعية الصحافيين الزميل احمد يوسف بهبهاني والزملاء فيصل القناعي وعدنان الراشد وعدد من اعضاء الجمعية والوفد المرافق لضيف الكويت. وبدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من أمين صندوق جمعية الصحافيين الزميل عدنان الراشد بالعلامة فضل الله ومرافقيه ضيوفا أعزاء على الكويت بعد تشرفهم بلقاء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، مشيرا إلى ان هذه الزيارة تأتي في أيام مباركة وتهدف إلى مزيد من التواصل الممتد بين أهل الكويت وآل فضل الله منذ أيام العلامة المرجع محمد حسين فضل الله ـ العزيز على قلوب أهل الكويت ـ لافتا إلى ان العلامة علي فضل الله يسير على نفس النهج والدرب الطيب الذي سار عليه والده المرجع الكبير محمد حسين فضل الله.
وردا على عدد من أسئلة الحضور شدد فضل الله على ان اللبنانيين عاشوا كثيرا من المشكلات حينما اختلفوا والآن يعانون مما حصل بينهم من اختلاف سياسي، مشددا انه على اللبنانيين ان يعرفوا ان قوتهم في وحدتهم ولا خيار أمامهم في النهاية الا ان يتوحدوا على قضية لبنان والوصول لأرضية مشتركة للعمل معا لصالح بلدنا الحبيب. وأوضح ان على العلماء دورا كبيرا في تهيئة الأجواء لنزع أي فتيل للفتن عبر اللقاء الدائم على النقاط المشتركة والعمل بقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والتعامل مع اهل الكتاب وفق المبدأ القرآني (قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا..).
وردا على سؤال حول صدور القرار الظني وتأثر لبنان بهذا القرار قال العلامة فضل الله ان اللبنانيين جربوا الفتن وفي نهاية الامر جلس الجميع على طاولة واحدة ولذلك فإن ما عليهم الآن هو درء الفتن وان يجلسوا معا بعيدا عن كل أجواء الانفعال والتوتر في الداخل اللبناني ليتدارسوا ما يحصل في بلدهم وكيفية التعامل مع هذا القرار سواء قبل صدوره وإذا صدر نتعامل مع تبعاته بالحكمة والعقل.
وتابع قائلا «لابد ان تصل الأمور لنهاية سعيدة وهذا ما نعمل وسنظل نعمل من اجله، ونحن نثق في كثير من المبادرات في الساحة اللبنانية ونراهن عليها، ونثق اكثر في لقاء القادة اللبنانيين وكيف يمكن ان يتلافوا النتائج التي يمكن ان تحصل في حال صدور القرار الظني».
وردا على سؤال حول حدوث فتنة سنية ـ شيعية في لبنان بسبب ان الشهيد رفيق الحريري هو رمز سني كبير وقد يوجه الاتهام لشخصيات شيعية لها رمزيتها قال العلامة فضل الله «هناك عمل دؤوب لمنع حدوث أي فتنة سنية شيعية، والفتنة لن تحدث ـ إن شاء الله ـ فهناك وعي من الجميع بحقيقة الفتنة وعلينا العمل جميعا الا نسمح للذين يصطادون في الماء العكر بحرية الحركة في لبنان.
وكان فضل الله قد القى كلمة في بداية اللقاء اشاد فيها بالدور الكبير للكويت وحرصها على دعم لبنان ووحدة صفه بالقول «لقد كانت فرصة طيبة ومحطة مهمة وسعيدة أن نزور الكويت، بلد الطيب الحبيب، وقد سعدنا بزيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء وقد شكرناهم على عاطفتهم الصادقة ومشاعرهم الطيبة التي تجلت في تعزيتهم لنا عند وفاة سماحة المرجع الوالد، كما شكرناهم على كل ما قدمته وتقدمه الكويت للبنان من خلال توجيهات سموه، سواء في اعقاب حرب يوليو من العام 2006 أو قبلها، وقد كانت لسموه التفاتة طيبة تجاه جمعية المبرات التي كانت من اكثر الجمعيات تضررا خلال عدوان يوليو، من خلال مساهمتها في بناء مبرة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وتابع فضل الله: كانت مناسبة للتداول مع سموه في آخر التطورات بالمنطقة، وفي الملف اللبناني تحديدا، وقد لمسنا من سموه بعض الخشية حيال ما قد يصيب لبنان في قادم الأيام، وحرصه على أن يتوحد اللبنانيون، ليمنعوا مدبري الفتن من تحقيق مآربهم وغاياتهم، ومن جانبنا، فإننا في الوقت الذي نقدر كل هذه المشاعر والعواطف، نشعر بأن علينا جميعا ـ في لبنان ـ ان نرد الجميل للكويت، هذا البلد الذي نريد أن يكون عامرا بحيوية أهله، ومشعا بقيادته، التي تجمع كلمة الكويتيين على ما فيه مصلحة البلد، والساعية دوما إلى توحيد كلمة العرب لأجل مصلحة الأمة، بما يحمي الكويت ولبنان والمنطقة العربية والإسلامية، لاسيما في مواجهة التهديدات الصهيونية.
واضاف قائلا: اننا نعيش عاطفة جياشة تجاه الكويت، ونحن نرى أن وحدة الكويتيين من همومنا الكبرى، وبحمد الله، فإن ما نشهده على هذا الصعيد يشكل لنا مبعث اطمئنان، فمناعة الكويت وقوتها ضمان لوحدة أقطارها، وضمانة لوحدة العرب والمسلمين.
وأكد فضل الله «اننا نعتقد أن الأمة تتعرض لمخاطر كبرى، وهذا يتطلب ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم التاريخية، لدرء هذه المخاطر، وتجاوز العقبات التي تعترض وحدة الامة، وتضافر امكانياتها، بما يرفع من شأنها على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
وأردف: «إن من أهم الواجبات أمام هذه المخاطر، العمل على وحدة المسلمين، وتوثيق العلاقات بين الكيانات المتعددة داخل الامة. ولذلك، نحن مع كل عمل توحيدي، ومع كل مبادرة تعزز اللقاء، وتقلص فرص الاختلاف، ونحن مع كل الجهود التي تبذل لتطويق أي محولة لزرع بذور الفتنة، وخصوصا الفتنة المذهبية، لأنها الحالقة التي تدمر الواقع، وتسقط الهيكل على رؤوس الجميع.
واضاف قائلا وعلى هذا الأساس، نحن نريد للوحدة الوطنية ان تكون راسخة قوية داخل بلداننا، وأن نعمل جميعا على حفظها والتصدي لكل من تسول له نفسه الايقاع بين مكونات الوحدة الوطنية في أي بلد عربي أو إسلامي، في لبنان او الكويت أو أي بلد.. وفي هذا السياق، نقدر عاليا الحكمة التي تعاملت بها الكويت، قيادة وشعبا، في مواجهة الإساءات التي انطلقت أخيرا، فيما يتصل بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين.. إننا نثق بوعي الشعب الكويتي وقدرته على تجاوز كل ما يراد به الإساءة إلى وحدته الداخلية ومناعته الإسلامية.
وختم فضل الله كلمته بالقول: علينا أن نكون جميعا مع قضايا الأمة، وخصوصا قضية فلسطين، لأننا نعتقد أن ما يحصل من تهويد للقدس، ومحاولات تقويض أساسات المسجد الأقصى، واتساع دائرة الاستيطان، يمثل هجمة كبرى لإسقاط القضية بالكامل، واذا سقطت هذه القضية، فسوف تصيب تأثيراتها المدمرة الأمة كلها.. ولذلك، لابد للعرب وللمسلمين ان يلتقوا ويتداولوا في كل ما يمكن أن يحمي قضاياهم ويحصن أوضاعهم.
فضل الله خلال لقاء مع رواد مسجد سيد هاشم بهبهاني في العدان:
هناك من حاول استغلال الأجواء لإشعال الفتنة في الكويت أيضاً لولا وعي الواعين
هم لبناني ـ كويتي مشترك كان محور حديث العلامة علي فضل الله خلال زيارته لمسجد سيد هاشم بهبهاني بمنطقة العدان مساء امس الأول حيث تحدث فضل الله عن ان هناك من لا يريد لقوة لبنان ان تستمر مشددا على ان اشعال الفتنة في لبنان هي الشغل الشاغل للذين لا يريدون خيرا للبنان وللإسلام والعالم العربي.
ولفت الى ان هناك من حاول ايضا استغلال الاجواء لاشعال هذه الفتنة في الكويت لولا وعي الواعين، مؤكدا ان هناك من يريد اشغال المقاومة في لبنان عن مواجهة العدو الصهيوني بالامور الداخلية مع كل تقديرنا لرمزية الشهيد رفيق الحريري.
وشــدد علــى كــل الواعيــن فــي لبنان بضرورة العمل على وأد الفتنة منذ البداية والا يحصل هذا الأمر مشيرا الى ان مبادرة «س.س» سورية ـ السعودية يعوّل عليها كثيرا في تهدئة الواقع اللبناني ومنع تداعيات أي مشاكل داخلية.
وردا على سؤال حول التطبير في هذه الايام وما يخرج من مظاهر تسيء للعالم الإسلامي امام العالم رد بالقول «سماحة السيد ـ يرحمه الله ـ وقف في وجه التطبير في لبنان وهناك مسيرات تخرج من حزب الله وحركة أمل وغيرها ولا تقوم بتلك الاعمال الا مجموعة بسيطة في النبطية لا يزالون يعتقدون ان التطبير من الشعائر وان هذا يساهم في مواساة اهل البيت».