بشرى الزين
تزاحمت قضايا الاقتصاد مع السياسة في بيت له ذكرى تاريخية ومعان رمزية فكان ان تساكنا في تعليق وكلمة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح في حفل استقبال اقامه مساء اول من امس في قصر المسيلة للتنفيذين الكويتيين ووفد من جامعة هارفرد الذين شاركوا في برامج التدريب «وبمناسبة الذكرى الـ 10 لبرنامج الكويت لدى جامعة هارفرد».
ففي تعليقه على الاوضاع السياسية الحالية وتقديم النواب مسلم البراك ود.جمعان الحربش وصالح الملا استجوابا الى سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد أمس الاول، قال الشيخ د.محمد الصباح: لم أقرأ صحيفة الاستجواب، وعندما أطلع عليها سأرى هل خرج المستجوبون عن الاطر الدستورية أم لا. وفي رده حول التقدم بالاستجواب رغم ما أكد عليه صاحب السمو الأمير خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المحلية، أجاب: اسألوا الذين قدموا الاستجواب، ولا كلام بعد كلام صاحب السمو الأمير، وأضاف: ان الاستجواب حق كفله الدستور وللنائب أن يستخدم حقه الدستوري ضمن الاطر الدستورية داخل قبة عبدالله السالم.
من جهة اخرى قال الشيخ د.محمد الصباح للصحافيين «نحتفل في هذا البيت الذي له ذكرى عظيمة حيث كان يسكنه الامير الراحل صباح السالم بمجال يزيد من الجرعة العلمية والمعرفية لدى ابناء الكويت».
وتطرق الشيخ د.محمد الصباح الى التحولات الكبرى التي يشهدها العالم ابتداء من تغيير مركز القرار الدولي بنهاية ثنائية القطبية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي سابقا وظهور نظام احادي القطبية بداية تسعينيات القرن الماضي.
مبينا انه بدأت تظهر قوى جديدة ممثلة في المنطقة العربية حيث تم ضم المملكة العربية السعودية الى مجموعة الـ 20، مذكرا باعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما دعمه للهند لتكون عضوا دائما في مجلس الامن الدولي، مشيرا الى ان مثل هذه التحولات توضح ان مركز القرار الدولي يتحرك اضافة الى مجموعة «بريك» التي تشمل «البرازيل، روسيا، الهند والصين». في اتجاه تعددية القطبية التي لم تكن قبل 50 عاما. وساق الشيخ د.محمد الصباح أمثلة على هذا التحول واصفا ذلك بما يشبه تصادم الطبقات الارضية التي تحدث زلزالا وهو الامر الذي يرافق تزايد عدد السكان في دول الجنوب مقابل الشمال، لافتا الى ان ذلك سيحدث خللا في التركيبة السكانية على اعتبار ان سياسة الهجرة الليبرالية التي كانت سائدة في اوروبا واميركا وكندا واستراليا فاتحة الابواب، مبينا انه مع تغير هذه السياسة خلقت ردود افعال سلبية شديدة، حيث ظهرت معاداة الاسلام وافتقاد التنوع الثقافي في اوروبا، مبينا ان عدد سكان افريقيا بلغ مليار نسمة وبعد اربعين عاما سيصل الى ملياري نسمة، وهي زيادة 100%، في حين ان عدد السكان في اوروبا يصل الى 733 مليون نسمة وسيخفض الى 690 مليونا.
ولفت الشيخ د.محمد الصباح في معرض كلمته الى ان المقارنة تنسحب ايضا على التغيرات التي حدثت في مجال الاخبار والمعلومات، حيث كان الحديث يدور قبل 50 عاما عن الحرب النووية ليصبح الآن التغير المناخي وانتشار الاوبئة وقضايا الارهاب هي الاهم والهم العالمي. من جانبه، عبر مدير عام مؤسسة التقدم العلمي د.علي الشملان عن فخره بالتعاون الذي يربط المؤسسة بجامعة هارفرد، مشيدا بالدور الذي قام به الشيخ د.محمد الصباح في توقيع اتفاقية تعاون بين المؤسسة ومعهد كينيدي في الجامعة فترة توليه منصب سفير الكويت لدى واشنطن.