دارين العلي
أكد السيد علي حسين فضل الله خشيته من ان يكون ما يهيأ له في لبنان حاليا هو السعي لصناعة فتنة يراد من خلالها ان تسود الفتنة بين السنة والشيعة باسم ان هناك فريقا من الشيعة قتل زعيم السنة، مشيرا الى ان هناك من يعمل في لبنان على خلق فتنة ايضا من اجل تهيئة اجواء لمشاريع ترسم على مستوى المنطقة لأن الدخان اللبناني يثار عادة لكي يخفي أمورا ويلهي عن امور تحصل على مستوى المنطقة.
وشدد في معرض رده على سؤال حول صدور القرار الظني خلال لقائه بالجالية اللبنانية مساء امس الأول في الجمعية الثقافية الاجتماعية على ان المطلوب من اللبنانيين ان يكونوا واعين وان يدرسوا الأمور جيدا مؤكدا «كلنا نريد لكي يستقر بلدنا ان يكتشف من قام بجريمة قتل الشهيد الرئيس رفيق الحريري ولكن لابد من ان تدرس الأمور بعقل لاسيما بوجود عدد من علامات الاستفهام على مستوى كيفية صدور القرارات الدولية والظروف التي أحاطت بتشكيل المحكمة الدولية مما يستدعي فعلا دراسة الوقائع جيدا حتى يتمكنوا من وأد الفتنة التي لو حصلت تبقى على اللبنانيين مسؤولية الجلوس للبحث عن الأساليب لتفادي نتائجها كي لا تتحول الى مراحل خطرة.
واكد ثقته بالمبادرات التي مازالت تحدث في هذا السياق معربا عن خشيته ممن يعملون على اجهاض هذه المبادرات لكي تستمر المشكلة لأنهم يستفيدون منها ولن تنتهي الا حين يريدون ذلك مطالبا اللبنانيين يأن يلتقوا بعيدا عن كل الحساسيات وان يدرسوا كل القضايا لأنه اذا «خسرنا هذا البلد فالكل سيخسر ولن يكون لبنان بعد موئلا ابدا لأي لبناني فنربح توترا ونخسر بلدا» لافتا الى ان الفرصة مازالت مؤاتية لتدارك الأمر بالحوار وبالتالي يجب استغلالها. وشدد على انه «في لبنان دائما نخشى من حدوث فتنة وان يكون لبنان ساحة لتسويقها حيث كان الراحل السيد فضل الله يقول ان «لبنان هو الرئة التي تتنفس مشاكل المنطقة» معربا عن ثقته باللبنانيين الذين جربوا كل الفتن ووجدوا أنها لم تؤد الا الى المشاكل واكتشفوا لاحقا أنها لم تكن لحسابهم وانما لتسوق لمشاريع ترسم على مستوى المنطقة وهذا ما حصل خلال الحرب الأهلية.
كويت الأخوة والمحبة
وفي حين اعرب عن سعادته بلقاء الجالية اللبنانية الذي يحمل بعدا لا يقل اهمية اذ انه يحدث على ارض الكويت التي لا تبتعد بمعناها وحركيتها عن لبنان حيث تمثل للجميع وطنا آخر تضج بمعنى الأخوة والمحبة، رأى ان اللقاء يحمل شيئا من المرارة ولاسيما في ظل التخوف والقلق من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان حاليا مما يبعث على الضيق والشعور بالخطر على المقيمين فيه وعلى من يعيشون في الخارج ممن يأملون العودة للعيش بأمان واستقرار.
ولفت الى ان ذلك يرتب على ابناء الجاليات اللبنانية في كل مكان مسؤوليتين، الأولى ان يكونوا ضيوفا طيبين والثانية تقديم نماذج ناجحة لمن يعيش في الوطن لتثبت ان الانسان يخرج من رحم المعاناة منتصرا يبني مستقبلا واعدا ويتوحد مع كل ابناء وطنه وينفتح على الآخرين.
وقال «اننا نخشى من ان رحى المشاكل اوشكت ان تعود للدوران وطاحونة الفتنة قد جرى الاستعداد لإعادة تحريكها مجددا كما نخشى من ان المساومات قد بدأت في اكثر من مكان كي يصار الى اخذ كل فريق نصيبه على حساب اللبنانيين الذين يراد دائما ان يكونوا الحطب لأكثر من لعبة دولية في المنطقة ولأكثر من حركة اقليمية تتلمس تحقيق اهدافها من خلال استهدافها هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بمدى تأثيراته. وأعرب عن ثقته بأن الكثيرين في لبنان ممن كوتهم نيران الحرب سواء الداخلية او مع العدو باتوا على معرفة بما تسببه الحرب من مآس وويلات ولذلك لن يكونوا مطية لمن يلوح لهم بالسير في خط الحرب سواء كانت ترفع فيها اللافتات المذهبية او العناوين السياسية ولفت الى ان اساليب صناعة الفتنة باتت مكشوفة ولم تعد تثير اللبنانيين للدخول في صراعات مدمرة لحساب هذا الموقع او ذاك مشيرا الى ان الكثيرين ممن احترفوا الحرب من هذا المحور الدولي او ذاك المحور الاقليمي باتوا على يقين ان النيران اللبنانية اذا اندلعت في هذه الظروف فستحرق الكثير من المواقع خارج هذا البلد الصغير مؤكدا ان لعبة الحرب باتت تمثل لعبة ساقطة وبات من الصعب ان تسير عجلة الحرب كما كانت في السابق.
دعوة إلى الحوار
ودعا الذين قد يتقاتلون باسم الدين والطائفة والمذهب الى التفاهم واللقاء عن طريق الحوار البناء والصادق وألا يتحول الحوار الى حوار غرائز وتوتر وانفعالات مطالبا الواعين بألا ينكفئوا امام من يثير اجواء الانفعال والتوتر قائلا «يأيها المتخاصمون تعالوا الى ساحة الكلمة السواء واستمعوا الى نداءات اهلكم المقيمين والمغتربين لأن الهيكل اذا سقط فسيسقط على رؤوس الجميع وعندها ستسقط الطائفة ويسقط المذهب وتموت كل المواقع ويغرق الوطن في المتاهات والضياع». وقال: يجب الأخذ بعين الاعتبار ابناء الوطن وخصوصا من المغتربين الذين ينتظرون انباء سارة عن وطنهم يحلمون بالعودة ليجدوا وطنا يحترم وجودهم وهم يعيشون في بلاد الاغتراب بكرامة ويريدون العودة للعيش في بلدهم بكرامة لافتا الى انه على كل المسؤولين ان يفكروا في حفظ كرامات من يعيش داخل الوطن والعائد اليه مؤكدا ان هذه المسؤولية كبيرة، وحث اللبنانيين على ان يكونوا نموذجا في البلاد التي يعيشون فيها ان لم يستطع اللبنانيين ان يصنعوا نموذجا في بلدهم.
استفسارات الحضور
وفي رد على توافر الحوزات العلمية في الكويت اوضح ان هناك عددا من الحوزات وان كانت تضم عددا من المراجع المختلفة غير انه اكد ان المذهب الشيعي فتح باب التنوع للمجتهدين مبينا ان التنوع المرجعي يعتبر قيمة ولا يوجد خلاف بين المراجع وانما الخلاف بين كل ملتزم بمرجعيته ما يثير بعض الحساسيات التي يجب الابتعاد عنها. وفي جانب آخر عن علاقة لبنان بمصر اوضح فضل الله ان مصر تعتبر قلب العروبة ومن الضروري فتح آفاق التحاور معها ومع جميع دول العالم الاسلامي مع اهمية اعتبار اننا كلنا على قاعدة واحدة ويجمعنا جميعا الاسلام.
وردا على تساؤل حول جواز البقاء على تقليد والده سماحة الشيخ محمد حسين فضل الله رحمه الله وتسليم الحقوق الشرعية بعد وفاته لمرجعيه افاد بأن المراجع الاحياء يجيزون البقاء على تقليد الميت ان كان يعتقد الانسان انه اعلم او كما يراه البعض ان ذلك واجب او جائز ومن يجمع بين المرجعين فعليه ان يحتاط في ذلك، اما بخصوص الحقوق الشرعية فهناك اطار يحكم هذه العملية ويمكن الرجوع كل الى مرجعه في ذلك كما رأى سماحته رحمه الله انه يجوز اعطاء الحقوق الشرعية لمن اجيز لهم بدفع الحقوق الشرعية له او ضمن نظام صرفه للحقوق الشرعية والذي يمكن الاستمرار فيه.