أسامة أبوالسعود
تواصل الحسينيات ومساجد الإخوة الشيعة في مختلف أرجاء البلاد إحياء ليالي عاشوراء ذكرى استشهاد سبط الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الإمام الحسين بن علي «عليهما السلام».
وفي مسجد سيد هاشم بهبهاني أكد إمام المسجد وخطيب المنبر الحسيني الشيخ علي حسن غلوم انه وبالإضافة إلى ما يمثله يوم عاشوراء الحسين من صراع ثوري بين الحق والباطل، ومشاهد دامية بقيت طوال قرون شاهدة على عمق المأساة وفداحة الجريمة، إلا أن في هذه النهضة المباركة محطات كثيرة تستوقف الباحث، وتثير قضايا عديدة على مستوى القيم والمبادئ والأخلاق والشعارات.
وأضاف غلوم قائلا: «ولو عدنا إلى الوراء قليلا فسنجد موقف الإمام علي عليه السلام في «صفين» هو ذات الموقف الحسيني في كربلاء، فحين احتل خصومه شاطئ الفرات القريب من ساحة المعركة، أرسل علي مالكا الأشتر في قوة من 12 ألف مقاتل حتى إذا تقهقروا وغلب علي على الماء بعث رسالة مفادها: «إنا لا نكافيك بصنعك، هلم إلى الماء فنحن وأنتم فيه سواء».
واستطرد بالقول: «وعلى ذلك فإن المقابلة بين الصورتين تقدم صورة حقيقية ومتضادة بين المعسكرين، معسكر الحق والقيم الإسلامية المتمثل في معسكر الحسين عليه السلام، ومعسكر الباطل والأعراف الجاهلية المتمثل في معسكر الأمويين، وتلخص صورة الصراع بين الإنسانية والهمجية. ومن هنا يفترض بكل من يعيش حب الحسين وآفاق نهضته أن يجسد القيم الإنسانية والمبادئ الإسلامية في سلوكه، لأن الحب المجرد عن العمل لا يمثل قيمة في ميزان الحق: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) آل عمران 31.
وأكد ان مشكلة البعض ممن عايشوا أحداث النهضة الحسينية أنهم أخذوا من الإسلام قشورا تجلببوا بها، ولم يدخل الإيمان في أعماقهم، ولذا اصطبغت مواقفهم باللامبدئية.