أسامة أبوالسعود
في يوم عاشوراء، يتجدد الحزن على الامام الحسين بن علي، وتقام مآتم العزاء في مختلف الحسينيات ومساجد الاخوة الشيعة في عموم البلاد، فهو يوم تجديد الذكرى الاليمة وما وقع من مصاب جلل لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم كربلاء.
فمنذ الصباح الباكر خرج آلاف الشيعة إلى مختلف المساجد والحسينيات متشحين بالملابس السوداء ورفعوا الرايات والشعارات التي جاء في معظمها «ياحسين.. ياشهيد كربلاء.. سيد الشهداء»، وبعضها عن الحسن وعلي والعباس والسيدة زينب وآل البيت الكرام.
والقى معظم الخطباء قراءات عن يوم عاشوراء واكدوا انه يوم التضحية والفداء من اجل رفع راية «لا اله الا الله محمد رسول الله» وانتصارا للحق على الباطل، مشددين على ان ثورة الحسين كانت ثورة لانقاذ البشرية تعلم منها الكثير من زعماء العالم ومنهم غاندي «كيف يكون مظلوما فينتصر».
وقال الخطباء انه في اليوم الثالث من شهر شعبان للعام الرابع من الهجرة النبوية المباركة كانت ولادة الامام الحسين بن علي عليه السلام، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم حسينا، وعق عنه كبشا حين ولادته وكان يكنى بأبي عبدالله، وهو السبط الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم وثمرة قلبه، ومن أحب الخلق اليه اسوة بامه وأبيه وأخيه.
واكد خطباء المنبر الحسيني ان حياة الحسين كانت مليئة بالأحداث صبغها استشهاده الدامي في العاشر من محرم الحرام عام 61 هـ بثوب أحمر قان فغطى على أكثر ما سواه واحتواه، فهو المؤسس لصرح الثقافة العاشورائية والابرز بلا منازع في التاريخ الثوري للعالم أجمع، لم يكن في سبيل بسط العدل ورفع الجور عن العالم فحسب، بل كان ايضا في سبيل الحفاظ على ثوابت الدين الإسلامي وصيانتها من اي عبث او تحريف وتأويل، فكانت ثورته من أجل نشر التعاليم السامية والأسس الصحيحة للدين الإسلامي بين الناس عن طريق اتباعه وتطبيقه لفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر نظرا لأهميتها كواجب مفروض على كل مسلم ومسلمة، فعلى أساس هذه الفريضة قامت جميع حروب الإمام علي عليه السلام في عصر خلافته المباركة وعليها قامت ثورة الحسين عليه السلام.
واحتوت ثورة الحسين عليه السلام على رسالة ومعني عظيم وسام لكل إنسان على وجه الأرض، الا وهي رسالة الاصلاح في أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال «واني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وسلم وأريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي صلى الله عليه وسلم وسيرة أبي على بن ابي طالب».
حبيب: «آل الصباح» الأكثر دعماً لقضية الإمام الحسين قديماً وحديثاً
من جهته أكد الباحث الاسلامي الشيخ راضي حبيب على مستوى دول الخليج أن «آل الصباح» الكرام أكثر دعما لقضية الامام الحسين عليه السلام، في تصريح لـ «الأنباء» قال: ان تأسيس الحسينيات في الكويت له عمقه الامتدادي التاريخي والتراثي، فقديما كان لآل الصباح دور كبير في المساهمة المادية والمعنوية منذ تاريخ تأسيس بناء أول حسينية في عام 1815 ميلاديا على عهد الحاكم الشيخ جابر عبدالله الصباح الملقب بـ «جابر العيش»، وكان القائم على إشراف هذه الحسينية السيد علي الموسوي الخباز، وكان موقعها في فريج البحارنة في الشرق، واستمرت إلى يومنا هذا قائمة بنفس العمل في موقعها الجديد واشتهرت تلك الحسينية الآن باسم «حسينية سيد عمران». وتوالت الحسينيات وكان بعدها تأسيس حسينية الحاج معرفي في فريج القبلة عام 1905ميلاديا، وأخرى في الميدان جرى دمجها على ثلاثة بيوت، وهي أقدم حسينية لاتزال قائمة داخل مدينة الكويت حتى يومنا هذا.
وتلتها الحسينية الزينبية في فريج الحدادة، التي يعود تأسيسها إلى العام 1914، والحسينية الخزعلية في فريج الفرج بدأ تأسيسها في أواخر عهد الشيخ مبارك الصباح، الذي تبرع بعشرة آلاف روبية لبنائها، أما الشيخ مبارك الصباح فتبرع للحسينية بكميات من الأخشاب، وتبعه ابنه الشيخ جابر المبارك خلال فترة حكمه بالتبرع بقطعة أرض ضمت إلى الحسينية، وكذلك الشيخ عبدالله السالم، الذي تبرع في وقت لاحق للحسينية ذاتها بخمسين ألف روبية، وقد افتتحت الحسينية الخزعلية في العام 1918، وفي العام ذاته تأسست الحسينية الجعفرية.
أضاف: ومن الحسينيات القديمة أيضا التي كانت قائمة داخل مدينة الكويت، حسينية بهشت للبلوش، وحسينية الحاج علي الشمالي بجانب الدروازة، وحسينية التراكمة، وحسينية السيد حسين العضب، وحسينية الحاج حسين ششتر، وحسينية ابن حيدر في المطبة، وحسينية الشواف، وكانت مقابل مدرسة الصباح على شارع دسمان، والحسينية العباسية في فريج الحساوية، وحسينية الحاج علي الأربش قرب دروازة العبدالرزاق، وحسينية علي الخبار في براحة مجيبل، وحسينية السيد علي في الميدان، وحسينية غانم المرزوق في براحة مجيبل، وحسينية بوعليان في نفس البراحة، وحسينية قنبر البلوشي في فريج البلوش، وحسينية محمد حاجي في الميدان.
وأما بالنسبة لتأسيس الحسينيات النسائية فأقدمها حسينية السيدة فاطمة الموسوي في فريج الشيوخ، وكانت هناك أيضا حسينيتان في جزيرة فيلكا.
وتابع: وحديثا امتد هذا الدعم إلى هذا العصر وكان من أبرزه افتتاح رسمي معلن بحضور الشيخة فريحة الأحمد الصباح عام 2006 باسم «حسينية جابر الاحمد» باسم الامير الراحل بمنطقة القصور بمحافظة مبارك الكبير وكان ذلك بمناسبة ذكرى وفاة الرسول الأعظم صلي الله عليه وآله وسلم.
كما افتتحت الشيخة فريحة معرضا خاصا بكسوة مقامات واضرحة آل البيت الاطهار بخيوط الذهب والمرصعة بالمجوهرات المصنوعة في الهند.
زاد: وغير ذلك ففي كل عام في اول ايام محرم تقوم اسرة آل الصباح بالتبرع للحسينيات وهكذا كان اهل الكويت سنة وشيعة قد جبلوا على حب آل البيت النبي عليهم السلام في ظل رعاية حكام آل الصباح دون أي تفريق بين المذاهب الاسلامية.
وختم كلامه: باسم شيعة الحسين عليه السلام نتقدم بتحية حسينية لآل الصباح الكرام لما قاموا به من دعم لقضية الامام الحسين عليه السلام قديما وحديثا من خلال تبرعاتهم المادية وزياراتهم الشخصية للحسينيات في الكويت.