بشرى الزين
في زيارتها التي تسبق احتفال الكويت بالذكرى الـ 50 للاستقلال والـ 20 للتحرير أكدت وزيرة الدولة في الحكومة البريطانية البارونة سعيدة وارسي، التي تعتبر اول وزيرة مسلمة في المملكة المتحدة، على عمق العلاقات التاريخية التي تربط المملكة المتحدة بالكويت والتي تعود إلى 100 عام خلت واصفة هذه العلاقات بانها قوية خاصة بين البلدين.
وتطرقت وارسي في مؤتمر صحافي عقد في مقر إقامة السفير البريطاني فرانك بيكر إلى القضايا التي تم تناولها خلال لقائها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون التنمية والاسكان الشيخ احمد الفهد والتي شملت رؤية لتلبية احتياجات الكويت مستقبلا في خطتها التنموية مؤكدة استعداد بريطانيا لدعم هذه الخطة وتقديم خبرتها الطويلة في مجالات الأمن والتجارة وخاصة ما يرتبط بتنفيذ مدينة الحرير ومشروع المترو وانشاء الجسور، مشيرة إلى أن قوة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين تفسح المجال لشراكة قوية وايجاد توازن في آليات التمويل والاستثمار التي يمكن ان تضطلع بها الشركات البريطانية العاملة في الكويت.
كما عبرت وارسي عن اعجابها بأجواء الحرية والتعبير والانفتاح والتسامح التي يتمتع بها المجتمع الكويتي موضحة ان التسامح هو الاساس الذي يؤسس للاحترام والتقدير رغم الاختلاف، لافتة الى ان هذه الصورة تعطي اشارة ايجابية لفتح نقاش متسامح يذكرها بما هو عليه الوضع في الدول الاوروبية وبريطانيا.
وفيما يلي تفاصيل المؤتمر الصحافي:
ما سبب زيارتك إلى الكويت وما القضايا التي تم التطرق إليها خلال لقائك سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون التنمية والإسكان الشيخ أحمد الفهد.
أزور الكويت بدعوة من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون التنمية والاسكان الشيخ أحمد الفهد وكذلك تلبية لدعوة من مستشارة شؤون المجتمع المدني نورية السداني التي زارت المملكة المتحدة سابقا وتطرقت خلال لقائي سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والشيخ احمد الفهد وكذلك وزير الكهرباء د.بدر الشريعان إلى موضوعات اقتصادية ترتبط بخطة التنمية، حيث تم استعراض مشاريع الخطة مثل مدينة الحري والطرق والجسور المزمع تشييدها خلال السنوات الأربع المقبلة، وأنا سعيدة جدا بهذه الزيارة التي أثارت اعجابي بالرؤية التنموية في الكويت كما زرت المسجد الكبير الذي وجدته صرحا دينيا كبيرا. كما أن زيارتي هذه ايقنت خلالها أن العلاقات التاريخية بين بريطانيا والكويت قوية جدا. وأشعر بالسعادة كوني تلقيت ترحيبا كبيرا من المسؤولين الذين التقيتهم في الكويت، حيث عبروا عن إعجابهم لتولي أول امرأة مسلمة منصب وزيرة في الحكومة البريطانية.
ما أهم الموضوعات التي كانت مطروحة على مائدة نقاشك مع المسؤولين الكويتيين؟
كانت هناك فرصة لمناقشة العديد من القضايا المرتبطة بخطة التنمية والتي تمثل رؤية لتلبية احتياجات الكويت مستقبلا، إضافة الى رسم صورة لمستقبلها الاقتصادي والاجتماعي واستعداد بريطانيا لدعم هذه الخطة وتقديم الخبرات والخدمات من خلال شركاتها المختلفة في مجالات مثل مدينة الحرير ومشروع المترو وهي مشاريع مثيرة بالنسبة لمستقبل الكويت بعد 5 أو 20 عاما ما يطرح السؤال «كيف ستكون الكويت في السنوات المقبلة؟» بريطانيا لديها خبرة طويلة في قضايا التخطيط وغيرها، فعلاقتنا بالكويت تمتد الى 100 عام، ونسعى الى تطويرها وتعزيزها بشكل أكبر، إضافة الى ان عددا من مسؤولي حزب المحافظين يشاركون في احتفالات الكويت باليوبيل الذهبي للاستقلال والذكرى الـ 20 للتحرير.
ماذا يمكن ان تقدم بريطانيا للكويت في تنفيذ خطتها التنموية؟
لمست خلال زيارتي ولقائي بالمسؤولين عن برامج وخطط التنمية عمق العلاقات الثنائية، وبريطانيا تمتلك الكثير مما يمكن ان تقدمه لهذه الخطة من خبرات خاصة بالتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص وإيجاد توازن بينهما اضافة الى آليات التمويل والاستثمار والاستئناس بالخبرات البريطانية التي تمثلها الشركات الضخمة التي تعمل في الكويت وإيجاد شراكة قوية لدعم مجالات الأمن والتجارة ومشاركة الكويتيين هذه المرحلة الهامة بالنسبة للكويت وتقاسم الرؤى في جميع المجالات.
بالنظر الى الازمة الاقتصادية العالمية، كيف تقيمين الوضع الاقتصادي في بريطانيا وأوروبا، وهل تواجهون أي صعوبات في هذا الاطار؟
لا يوجد شك في أن أغلب الدول الاوروبية عانت من تداعيات الأزمة المالية بما فيها بريطانيا، إلا ان التدابير التي قامت بها الحكومة الائتلافية أعطت ثمارها من خلال الاحصائيات التي أظهرت النمو في الناتج القومي وسجلت انخفاضا في البطالة وحققت مكاسب في المؤشرات الصناعية باعتراف منظمة التجارة العالمية والمنظمات الاقتصادية الاقليمية الاخرى، كما انه تم دعم اقتصاد ايرلندا باعتبارها عضوا في الاتحاد الاوروبي، ونستطيع القول اننا متفائلون بالسياسة الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة البريطانية للتصدي لأي أزمات طارئة.
باعتبارك أول وزيرة مسلمة في الحكومة البريطانية هل لك أن تعطينا مقارنة بين الحريات الدينية في بريطانيا والكويت؟
اعتقد انني لمست خلال زيارتي الى الكويت أجواء الحوار وحرية الرأي والانفتاح التي يتمتع بها المجتمع الكويتي وما أثار إعجابي هي حرية التعبير التي يتمتع بها الكويتيون سواء في القضايا السياسية أو الاقتصادية وهذه إشارة جيدة لمجتمع سليم يتيح مجالا للنقاش الايجابي وهي صورة مماثلة لما يوجد عليه الحال في أوروبا. والمهم ان نكون متسامحين لأن التسامح والاحترام والتقدير رغم الاختلاف أمر مهم، فالتسامح هو الأساس لكن لا يجب التوقف عنده، بل يتعداه الى التفهم والاطلاع على الاديان الاخرى والتعلم.
ما طبيعة التحديات التي تواجهينها كوزيرة مسلمة في الحكومة البريطانية؟
اعتقد ان كل دولة تواجه تحديات في هذا السياق ومنها بريطانيا لها تحديات تتعلق بالأقليات الدينية فأنا ـ مثلا ـ من مواليد بريطانيا لأبوين مسلمين مهاجرين باكستانيين والآن وزيرة في الحكومة البريطانية وهذا مثال واضح على حرص بريطانيا في نظام حكمها على منح الأقليات فرصة تماثل التي يحظى بها البريطانيون، اضيف انني واجهت تحديات كوزيرة مسلمة فقد اصبحت في العام 2005 عضوا في البرلمان ولم يكن مرحبا بأن يكون شخص من اصل آسيوي ليس ذا بشرة بيضاء ممثلا في البرلمان ولكن وبعد مرور خمس سنوات نجد ان هناك 3 اعضاء مسلمين في البرلمان البريطاني كما ان الجالية المسلمة اثبتت كفاءتها في مجالات الرياضة والصحة والتجارة والاعلام.
كيف تنظرين الى تصويت مجلس الأمن على رفع العقوبات عن العراق؟
رد السفير البريطاني فرانك بيكر: مجلس الأمة لم يصوت على رفع العقوبات لانه لا توجد عقوبات على العراق اساسا، فقط هناك شروط قبل بتنفيذها العراق بعد تحرير الكويت في العام 1991 ومنذ العام 2003 انتهت هذه العقوبات، ولم يتبق سوى بنود تحت الفصل السابع وقد اسقط منها بندان هما برنامج النفط مقابل الغذاء ونزع اسلحة الدمار الشامل بعد التفتيش الذي قام به خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في المقابل على العراق ان يفي بباقي التزاماته التي يتضمنها الفصل السابع تجاه الكويت فيما يرتبط بترسيم الحدود وملف الاسرى والمفقودين واعادة الارشيف الكويتي.
تسريبات ويكيليكس
وفي تعليقها على ما أثارته تسريبات ويكيليكس ومدى تأثيرها على علاقات الدول الديبلوماسية قالت وزيرة الدولة في الحكومة البريطانية سعيدة وارسي انه من غير اللائق التعليق على هذه الوثائق لأن الديبلوماسية تقتضي مستوى عاليا من الصراحة والصدق، وقد اتيحت لي الفرص لمناقشة قضايا عديدة مع المسؤولين الكويتيين بأسلوب صادق ما يعزز علاقات الصداقة مع الكويت.
تحد تعليمي
وفي ردها حول الاحتجاجات التي قام بها الطلبة في بريطانيا احتجاجا على رفع رسوم الجامعات قالت الوزيرة البريطانية: هناك تحد تواجهه الحكومة البريطانية في التعليم الجامعي نتيجة عجز في الميزانية الذي كان له تأثير على النفقات في القطاعات العامة ومنها القطاع الجامعي. وأضافت أن الحكومة تتكفل بتمويل التعليم الجامعي والجامعة لابد أن تكون عرضة للمساءلة وأنه على الأسر ذات الدخل المرتفع أن تساهم في نفقات الدراسة الجامعية عبر طرق معينة ومنها القروض الجامعية.