- الحمود: حرية الإعلام ضرورة دون التفريط في المصلحة العليا للوطن
عائشة الجلاهمة
انطلقت أمس أنشطة ملتقى الكويت الاعلامي الاول للشباب تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد بحضور نخبة من الاعلاميين العرب من داخل الكويت وخارجها.
وقال وزير الاعلام ووزير النفط الشيخ احمد العبدالله في كلمة القاها بهذه المناسبة استهلها بنقل تحيات صاحب السمو الأمير وترحيبه بضيوف الملتقى.
وثمن العبدالله مشاركة الضيوف في هذه الفعالية وحرصهم على المشاركة في رسم ملامح مستقبل ابناء الكويت من الاعلاميين الشباب الذين مازالوا يتلمسون طريقهم نحو الغد.
وذكر ان الملتقى حدث في غاية الاهمية كونه موجها للشباب عماد الاوطان وسواعد المستقبل وامل الامم والشعوب.
واضاف ان الملتقى يكتسب اهمية خاصة من خلال محاولته ربط شباب الاعلام بواقعهم الحقيقي والعلمي والمهني الذي تغيرت ادواته ومفرداته وطبيعته طبقا لما يشهده العصر من تغير وتطور مستمرين «مما يضع مسؤولية على اكتافنا تجاه شبابنا لجعلهم دائمي التفكير في الغد القريب والبعيد».
وقال العبدالله «لا يخفى على احدكم اهمية وخطورة الدور الاعلامي الذي اصبح حاسما في الكثير من الاحداث العالمية وان للاعلام طبيعة خاصة وحساسة لانه رسالة مضامينها عظيمة وعلى قدر كبير من السمو فهي تخاطب وتؤثر وتوجه ولم يعد الاعلام هو تلك الآلة التي تقدم مواد اخبارية او ترفيهية فحسب بل اصبح عنصرا فاعلا واساسيا في حل وتأزيم الصراعات والقضايا المختلفة على المستويات المحلية او الاقليمية».
واشار الى تعاظم الصراع العالمي ونشوء ما يعرف بصراع الحضارات.. فالإعلام السلاح والدرع للدفاع عن الحقوق والمكتسبات مؤكدا ان الامة العربية في حاجة الى اعلام متوازن وقوي وقادر على المواجهة والتصدي ومواكبة التطورات الجديدة والمستمرة ويطلب منه ان يعرف جيدا كيف يخاطب الآخر وكيف يبرز وجه واصالة الحضارة العربية.
واوضح ان الامل والعزم معقودان على ملتقى الكويت الاعلامي الاول للشباب ليقدم خلاله آليات العمل المطلوبة لتحقيق ذلك حيث يمثل الخطوة المهمة في استكمال سلسلة من الاحداث والملتقيات التي تضع الشباب في قلب الحدث وتجعلهم يتلمسون واقعهم الاعلامي ومنحهم في الوقت نفسه مفاتيح المستقبل والخبرة اللازمة والاحتكاك المطلوب لخوض غمار المستقبل الذي تعقد عليه الآمال في تحمل مسؤولياته.
ووصف عناوين الملتقى بالمهمة والتي تفتح امام طلبة الاعلام تحقيق الاستفادة القصوى من التجارب الاعلامية الراقية والمتنوعة وبشكل مباشر من الخبرات الاعلامية المبدعة، مؤكدا على اهمية تكريم رواد العمل الاعلامي والطلبة الفائزين في مسابقة الملتقى مما يضفي نكهة مميزة وخاصة على الملتقى.
واكد العبدالله ان الكويت تعمل على تقوية عرى الصلات العربية لاسيما المشهد الاعلامي الذي لايزال بحاجة الى كل دعم ومؤازرة حتى يستطيع التواجد عالميا ويكون قادرا على تحقيق طموحات وامال الشباب مشيرا الى حرص الكويت وعلى رأسهما سمو امير البلاد على دعم ومباركة هذا الملتقى واحتضانه.
مكانة متقدمة
من جانبها، اكدت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود ان الكويت تتبوأ مكانة متقدمة في حرية الاعلام مشددة على اهمية الالتزام والحرص على مسؤولية الرسالة الاعلامية حتى لا تنحرف عن مسارها الصحيح.
وقالت الحمود في ملتقى الكويت الاعلامي الاول للشباب في كلمة القتها بهذه المناسبة ان صاحب السمو الأمير يولي رعاية واهتماما كبيرين بالإعلام والاعلاميين ومن اجل ذلك تبوأت الكويت مكانة متقدمة في حرية الاعلام.
واشارت الى اهمية حرية الاعلام من دون التفريط في المصلحة العليا للوطن او الانخداع بشعارات براقة قد تنال من وحدة الوطن وترابطه وتماسكه مؤكدة في الوقت نفسه ان الاعلام الكويتي على قدر من المسؤولية الوطنية الكبيرة وان ابناءه الاعلاميين يقومون بمسؤولياتهم تجاه الكويت.
تحديات كبيرة
بدوره، أكد الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس أن المستقبل يحمل لنا تحديات كبيرة لا يمكن مواجهتها إلا بوضع الشباب بالصورة الحقيقية لواقعنا العربي بكل تفاصيله وافساح المجال امامهم أكثر وأكثر للتعرف على العالم الحقيقي ووضعهم في قلب الهم العربي مبكرا حتى لا يتسرب الوقت من بين ايدينا ونصبح عاجزين عن اللحاق بالركب العالمي الذي انطلق مبكرا وذلك في حفل افتتاح ملتقى الكويت الاعلامي للشباب صباح الامس في جامعة الكويت.
وأضاف الخميس اننا بصدد الحديث عن اعلامنا العربي واقعه وغده وايجابياته وسلبياته ولن نستطيع بحال من الاحوال ان نكتشف الغد ولابد ان نسبر اغوار المستقبل دون النظر الى ما بين ايدينا من معطيات ومعرفة نقاط القوة والضعف في آليتنا الاعلامية.
وقال الخميس ان الاعلام تخطى كل الحواجز التقليدية وتجاوز كل الحدود واصبح العالم اصغر كثيرا مما كان عليه، فتقاربت المسافات، وزالت الحدود بين الدول والشعوب ولم تعد هنالك معلومة يمكن اخفاؤها، فما يحدث في اطراف العالم نعرفه في لحظة حدوثه، وهذا قد نقل الاعلام نقلة نوعية كبرى كما وكيفا وبسبب ذلك اضيف العديد من التخصصات والمفردات والآليات الى الاعلام، ما جعل مفهوم الاعلام المتعارف عليه يتلاشى شيئا فشيئا ووجدنا انفسنا امام مصطلح جديد اكثر شمولا واتساعا الا وهو الاتصال داعيا الاعلاميين الى مزيد من المرونة في التعلم واكتساب الخبرات والمهارات المتنوعة وان يكونوا دائمي الاطلاع على كل ما هو جديد.
واختتم الخميس مؤكدا على تعزيز دور الشباب من اجل تطوير المؤسسات الاعلامية، ولكي يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية الجسيمة والوعي بحجم التحديات، وادراك انه جزء لا يتجزأ من عالمه، وعلى الشباب ان يختار ان يكون جزءا من الحل او جزءا من المشكلة كما على الشباب ان يستعيد وجه حضارتنا المشرقة.
مناخ مناسب للتدريب
من جانبه قال رئيس قسم الإعلام بجامعة الكويت د.يوسف الفيلكاوي انه مع تزايد عدد الوسائل الإعلامية من صحف وقنوات اذاعية، وتزايد الإقبال على الالتحاق بكليات واقسام الاعلام، وتزايد الجامعات الخاصة التي تعنى جميعها بانشاء اقسام الإعلام بها بات من الضروري خلق مناخ مناسب لتدريب وتشجيع هؤلاء الطلبة على الممارسة الإعلامية قبل التخرج والانخراط في العمل في السلك الإعلامي، ففي ظل هذا المناخ الاكاديمي الواعد ينعقد هذا الملتقى الاعلامي الأول للشباب على أرض الكويت وفي رحاب الجامعة.
واضاف الفيلكاوي اننا نستهدف من خلال هذا الملتقى ان تتحقق الكثير من الاهداف العلمية والتربوية لابنائنا الطلبة الذين هم إعلاميو المستقبل، حيث تلتقي جماعات الطلاب في اقسام الاعلام بالجامعات الكويتية ببعضهم البعض وبأعضاء هيئة التدريس وبكوكبة من الاعلاميين المشاركين في انشطة الملتقى، مؤكدا ان انشطة الملتقى ستشهد الكثير من المبادرات الهادفة الى اثراء الحوار بين الطلبة والاساتذة والإعلاميين في الكثير من القضايا والموضوعات الإعلامية، كما انها تسعى إلى اذكاء روح التنافس الشريف بين الطلبة للفوز في الكثير من المسابقات الاعلامية المتنوعة الهادفة الى تشجيعهم واعطائهم الثقة في انفسهم وابراز دورهم في المجتمع الاعلامي الكويتي والى التعرف من قرب على الخبرات الثرية للاعلاميين المشاركين في الملتقى.
معلم عربي
ومن جانبه قال الأمين المساعد لقطاع الإعلام بجامعة الدول العربية محمد الخمليشي نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان الملتقى الاعلامي الذي تستضيفه الكويت يعد معلما من ابرز معالم الأنشطة الاعلامية العربية التي تعقد في كل عام بتناوله مواضيع على قدر كبير من الأهمية واستضافته كوكبة من الاعلاميين المهنيين على مستوى الوطن العربي، وكذلك المهتمون بالقضايا الاعلامية، ولا شك ان مثل تلك الجهود ستؤدي إلى تنمية وسائل الإعلام، فضلا عن المعرض المصاحب للملتقى، والذي تحرص كبرى المؤسسات الاعلامية والاقتصادية على المشاركة فيه لهدف واحد وهو ترسيخ الحوار مع الآخر والوصول بإعلامنا العربي إلى دور المشاركة والتفاعل في الخريطة العالمية.
واضاف ان القراءة المتأنية لحالة الاعلام العربي في الوقت الحالي ستظهر بوضوح ما طرأ على الإعلام من تحولات جوهرية فالإعلام الجديد خرج عن الاطار التقليدي واصبح متغلغلا في جميع نواحي الحياة، حيث اصبح اجمالي حجم المعرفة المتداولة من خلاله يتجاوز حجم المعرفة الانسانية التي تراكمت على مدى التاريخ، فقد اصبحت الشبكات الإعلامية العملاقة نفسها في تنافس مع الخدمات الاعلامية الجديدة، وهو ما وفر احجاما هائلة من مواد الاعلام من بيانات خطيرة ومعارف شتى.
اعلام القرب
ومن جانبه أكد وزير الخارجية والتعاون المغربي السابق وامين عام مؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى أن السياسة الإعلامية التي انتهجتها الكويت منذ استقلالها وفقت إلى درجة كبيرة في المزاوجة بين ما نطلق عليه حاليا اعلام القرب، وذلك بمقدار ما عكست وسائل الإعلام ونقلت بمهنية نبض وتحولات المجتمع الكويتي وما يسري فيه من افكار واحداث وتحركات دائمة.
واشار بن عيسى إلى أن الإعلام كالصناعة لا يتطور ويزدهر ويفرز النتائج المتوخاة منه الا في ظل بيئة تحترم الحرية الفكرية وتؤمن للافراد التعددية السياسية والاقتصادية ضمن احترام الثوابت والمقومات الخاصة لكل امة.
واضاف: انه لا مبالغة بهذا الصدد ان قلت ان الكويت شبيهة الى حد كبير بالعاصمة اللبنانية بيروت في العقود الماضية، فقد وفرت اجواء الحرية الصحافية وشروط النهوض بالإعلام
وأكد ان النجاح في مهنة الإعلام مرتبط بالعشق اللامحدود للمهنة والاستعداد لتحمل متاعبها واخطارها والتضحية براحة العيش والبال، فهي حرفة تشترط التحلي بصفات النزاهة والاستقلال الفكري والمسؤولية ومقاومة الإغراءات وعدم الخضوع للابتزاز، لافتا الى ان تلك الصفات ليست كافية وحدها في صنع اعلامي متميز إذا لم تستند إلى ثقافة عميقة ومعرفة شاملة فضلا عن التحلي بالتواضع.
المكرمون في الحفل
تخلل الافتتاح حفل تكريم عدد من الإعلاميين الكويتيين منهم:
نورية السداني – من رموز الاعلام الكويتي، عبدالرحمن النجار، منصور المنصور – عنه ابنه عماد منصور المنصور، ماجد الشطي، محمد المسند، د.ياسين الياسين – اكبر اساتذة كلية الاعلام بجامعة الكويت، د.سهام الفريح – مؤسس قسم الإعلام بجامعة الكويت، د.سمير الحسين – من مؤسسي قسم الاعلام بجامعة الكويت. وايضا تم توزيع جوائز الابداع الاعلامي للشباب وتكريم د.موضي الحمود والشيخ احمد العبدالله الصباح.