ليلى الشافعي
أكد الوكيل المساعد للشؤون الطلابية بوزارة التربية والتعليم دعيج الدعيج ان المستقبل المشرق لا يأتي فجأة ولا يهبط من السماء، لكنه صناعة لها فنونها وأدواتها، ومعرفة هذه الفنون وتوافر أدواتها هما اللذان يحققان النجاح والتفوق، فالحياة تبدأ من اللحظة التي يكتشف فيها الإنسان نفسه ويعرف قدراته ومواهبه وإمكاناته ثم يوجهها التوجيه الصحيح، جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن راعية مؤتمر «صناعة المستقبل» وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود الذي يقام للعام الثالث على التوالي والذي نظمته لجنة الشروق للشباب في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية لمدة 4 أيام متتالية وبمشاركة ما يقارب الـ 4 آلاف طالب وطالبة.
وقال الدعيج: يشرفني الحضور لرعاية افتتاح مؤتمر «صناعة المستقبل» الذي يهدف الى المساهمة في مساعدة طلبة وطالبات الثانوية العامة في الصفين الحادي عشر والثاني عشر في تحديد التخصص الدراسي والوظيفي الذي يناسب ميولهم.
وزاد: إننا نحتاج في جميع أعمالنا ومؤسساتنا الى هذه المهارة، التي تجعلنا نقرأ الواقع ونستشرف المستقبل وننظر الى إمكاناتنا التي نملكها ثم نحدد أهدافنا التي ننطلق إليها في ثقة وثبات فنحقق ما نصبو إليه دون ان نشعر بالأسف في لحظة من اللحظات على شيء ضيعناه في الماضي او هدف أهملناه.
ووجه حديثه للطلبة والطالبات قائلا: إن العلم يتطور بسرعة رهيبة، والعالم متسارع في نموه، وحتى الآن يقبع كثير في مجتمعاتنا في مؤخرة الركب، فهم لا يستطيعون صناعة واقعهم، فكيف بصناعة المستقبل الذي يتطلب رجالا يمتلكون صفات متميزة؟ ومن أهم تلك الصفات العقول المتفتحة التي تستبق الأحداث، ولا تكون تقليدية في قراءة الواقع وفهمه، فلكي نصنع المستقبل يجب ان نعتز ونتمسك بماضينا ونغير حاضرنا بالعمل الجاد والرؤية المستقبلية الواقعية البناءة وهذا ما تحقق للمسيرة الكويتية الواعية لأنها قامت على أسس ثابتة استمدت قوتها من الارتباط بالأرض والتمسك بتقاليد الآباء في تقديس العمل وبذل الجهد لاستغلال موارد البلاد الطبيعية، فلن يتغير شكل الكويت وصناعة مستقبلها إلا عندما يغير أبناء الكويت ما في نفوسهم تجاه العمل وبإرادتهم الحقيقية في تحويل ما يملكون من أفكار إلى طاقة بناءة مثمرة.
وأكد الدعيج ان صناعة المستقبل تعني ان المستقبل نبنيه بأيدينا من خلال التخطيط السليم والتنظيم للحياة والاهتمام بالإنتاج وبذل الجهد فتجربة النهضة الكويتية تقوم على أسس ومقومات ودعائم ثابتة، حيث أدرك صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بحنكته وخبرته ان هذه المقومات هي أساس بناء المستقبل لأجيال الكويت، حيث يستمد قوته منها وهي: الاعتزاز بتقاليد الآباء والأجداد وماضيهم العريق، ثم الارتباط بالوطن والأرض، ثم بذل الجهد فعلمهم كيف يصنعون المستقبل.
وقال إننا نود ان نبني الأسس القوية في مستقبل أجيالنا المقبلة وليس أفضل من بناء هذه الأسس على الاختيار الصحيح المبني على العمل المنظم والأسس العلمية السليمة التي تستشرف المستقبل فمن يملك ذلك فإنه قد ملك عناصر القوة وعناصر التقدم في عالم متغير يستند الى العلم والمعرفة في كل شيء، ولا يسمح بالارتجال والعشوائية وهذا البناء القوي الراسخ الشامخ لا يتحقق بالجهد الحكومي فقط بل ان ركيزته الثانية هي القطاع الخاص بمؤسساته وشركاته، فبناء كويت المستقبل يعتمد على هذا القطاع المهم.
من جانبه، قال رئيس لجنة الشروق د.وائل العسق باسم لجنة الشروق للشباب نرحب بكم في برنامجنا الرائع في هيئتكم الخيرية الإسلامية العالمية تحت شعار «صناعة المستقبل» لقد قيل ان المستقبل إنما هو نتيجة لما نصنع اليوم، فما نقوم به اليوم يحدد الى حد كبير شكل مستقبلنا ولأن التعرف على شكل المستقبل والتنبؤ به يحتاج الى مهارات وخبرات يصعب على كثير من الطلبة والطالبات إدراكها دون مساعدة، ارتأت لجنة الشروق ان تساهم في مساعدة الشباب في التعرف على الأسس العلمية وأساليب اختيار التخصص مساهمة منا في التنمية المجتمعية والتي نؤمن بأهمية تضافر الجهود فيها لما يعود بالنفع على الشاب والشابة بالدرجة الأولى، وكذلك على البلد على المدى البعيد.
وعن هدف المعرض المصاحب للمؤتمر، أشار د.العسق الى ان الهدف من هذا المعرض هو المساهمة في مساعدة طلبة الثانوية في السنتين 11 و12 في تحديد التخصص الدراسي والوظيفي بعد الثانوية.
وحول المساهمات التي قدمتها اللجنة، ذكر د.العسق برنامج التوظيف الصيفي الذي استفاد منه ما يقارب 880 شابا وشابة وبرنامج تدريب المدربين والمجددين التدريبي، وبرنامج صحتي بيدي وبرنامج أكاديمية التدريب المؤسسي وغيرها من المساهمات في محاضرات المدارس وورش العمل ونأتي اليوم لنقدم إضافة مميزة تساهم في بناء وطن طالما أعطانا الكثير.