- العـلاقات بين قـطر والكويت من المـسـتحيل أن تتـأثر بقنوات إخبـارية أو صـحف أو إغلاق مكتب
القاهرة ـ خديجة حمودة
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ د.محمد الصباح ان انعقاد القمم الاقتصادية العربية يساهم في تعزيز العمل العربي المشترك ودعم المنظومة العربية لضمان حياة كريمة وهانئة للشعوب العربية.
وقال الشيخ د.محمد الصباح في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط في ختام أعمال الدورة التاسعة لأعمال اللجنة الوزارية العليا المصرية ـ الكويتية المشتركة ان هذه الاجتماعات تكتسب أهمية كبيرة لانعقادها قبيل القمة الاقتصادية العربية الثانية والتي ستعقد في شرم الشيخ في 19 الجاري.
وأضاف ان قمة شرم الشيخ الاقتصادية المقبلة مكملة لقمة الكويت التي عقدت في العام 2009. مشيرا في الوقت ذاته الى ان انعقاد القمم الاقتصادية يعود الى اقتراح تقدم به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وشقيقه الرئيس محمد حسني مبارك.
وأكد ان ثمة توافقا سياسيا بين الكويت ومصر في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية، لاسيما ما يتعلق منها بالشأن العربي «لذلك هناك توافق حول كيفية النهوض بالعمل العربي المشترك وتطويره وتجذير العوامل المشتركة بين الدول العربية من خلال عقد قمم اقتصادية تعنى بشكل أساسي برزق المواطن العربي وصحته وتعليمه وأمنه ومعيشته».
وذكر ان القمم الاقتصادية العربية، لاسيما القمة المقبلة ستكون فاتحة خير لفتح مجالات الاستثمار والتعاون والتشابك الاقتصادي بين الدول العربية لتناولها مشروعات عديدة لدعم الشباب والتعليم والصحة والربط الكهربائي والسككي فضلا عن مقترحات للإسراع في تنفيذ السوق العربية المشتركة.
وشدد على ان تلك القمة سترتكز على ما خرجت به قمة الكويت الاقتصادية من مقترحات ومشروعات وفي مقدمتها مبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لإنشاء صندوق عربي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي رأى النور بعد ان تم تسديد 70% من رأسماله.
وأكد الشيخ د.محمد الصباح عمق العلاقات التي تجمع الكويت بمصر في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة واصفا إياها بالعلاقات الاستراتيجية الراسخة والقوية ومثال للعلاقات العربية ـ العربية.
وأوضح ان الكويت تحتضن حوالي 450 ألف مواطن مصري يعملون في مختلف المجالات ويمثلون أكبر جالية عربية إذ إنهم يساهمون في النهضة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية هناك غير ان مصر قد فتحت أبوابها للاستثمارات والمستثمرين الكويتيين في جميع المجالات، حيث تعد تلك الاستثمارات الكويتية من أكبر الاستثمارات العربية في مصر.
وردا على سؤال حول ما إذا كان إغلاق مكتب قناة الجزيرة بالكويت قد أثر على العلاقات الكويتية ـ القطرية، قال الشيخ د.محمد الصباح ان العلاقات الكويتية ـ القطرية لا يمكن بل من المستحيل ان تتأثر بقنوات اخبارية او بصحف أو إغلاق مكتب، لأن هذا لا يعكس وجهة النظر او المشاعر الحقيقية بين الشعبين»، مضيفا: «انه في الأحداث الأخيرة رأينا ان هناك مجالا واسعا في الصحافة المحلية والإعلام المحلي بحيث ينقل صورة صادقة للأحداث، ورأينا كيف نقل الإعلام بصورة صحيحة ما يجري في الكويت من أحداث، ولذلك لدينا إيمان مطلق بحرية الإعلام والتعبير، أما ما حدث مع الجزيرة فلأنه كان هناك خروج وتم توجيه أكثر من تنبيه بعدم الخروج عن المألوف في التغطية الصحافية»، مؤكدا ان حرية الصحافة والرأي مكفولة حسب الدستور الكويتي.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط ان اللجنة العليا المشتركة المصرية ـ الكويتية تطرقت الى قضايا عدة أبرزها الوضع الإقليمي في المنطقة العربية، خاصة ملفات عملية السلام والأوضاع في السودان والعراق ولبنان ومنطقة الخليج العربي.
واضاف ابوالغيط في المؤتمر الصحافي المشترك ان وجهات النظر المصرية الكويتية متطابقة إزاء هذه القضايا مؤكدا في الوقت ذاته ان مصر هي عمق استراتيجي لدول الخليج العربية وخير داعم لها ولقضاياها.
وأعاد الى الأذهان مشاركة مصر في حرب تحرير الكويت في العام 1991 بقوة عسكرية قوامها 36 ألف جندي وهي القوة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية في تلك الحرب.
وردا على سؤال لـ «كونا» عن تطرق الجانبين للموضوعات والقضايا التي ستطرح في القمة الاقتصادية الثانية أوضح ابوالغيط ان الكويت كانت السباقة في استضافة القمة الاقتصادية العربية الاولى وتعمل جاهدة على التنسيق معها حول الموضوعات والمشروعات التي ستطرح على القمة الاقتصادية الثانية المقبلة.
وأشار في هذا السياق الى ان مصر قد أرسلت وفدا رفيع المستوى الى الكويت لبحث جميع التحضيرات المصرية للقمة المقبلة والرؤى والأفكار للمضي قدما فيما صدر عن قمة الكويت الاقتصادية من مشاريع وقرارات.
وأشار الى ان القمة الاقتصادية ستساهم في دعم اقتصادات الدول العربية خاصة في تعزيز الأمن القومي العربي وضمان الحياة الكريمة للشعوب العربية من خلال المشروعات المطروحة عليها والتي تلامس هموم المواطن العربي.
وكانت الكويت ومصر وقعتا عددا من الاتفاقيات خلال اجتماعات اللجنة الوزارية العليا المشتركة المصرية ـ الكويتية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ووزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط. وشملت الاتفاقيات توقيع اتفاقية يتم بموجبها منح قرض من قبل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بقيمة 30 مليون دينار للمساهمة في تمويل مشروع انشاء محطة توليد الكهرباء في مدينة بنها شمال القاهرة.
كما تنص الاتفاقيات على إعداد برنامج تنفيذي للتعاون بين مصر والكويت في مجال الشباب والطلائع لعامي 2010 و2012 وآخر تنفيذي للتعاون في مجال الرياضة بين 2010 و 2012 بالإضافة الى اتفاقيات في مجال التعاون القنصلي والتأشيرات. من جانب آخر، تلقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح رسالة خطية من وزير خارجية جمهورية كوبا برونو ردوريغز باريل.
وقالت وزارة الخارجية في بيان ان الرسالة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وبحث سبل تطويرها.
كما تلقى الشيخ د.محمد الصباح رسالة مماثلة من وزير خارجية جمهورية غواتيمالا هارولدو روداس ميلغار.