ايليا فهمي
مازالت يد الكويت الخيرة تمتد لتصل الى اقصى بقاع الارض لتقديم العون والمساعدة الى كل محتاج حلت به كارثة بغض النظر عن دينه او عرقه فالهدف الاول والاخير هو مساعدة الانسان لاخيه الانسان.
وجمعية الهلال الاحمر هي الرسول الذي اخذ على عاتقه حمل هذه الرسالة الانسانية عن طريق الجنود المجهولين من شباب الكويت المتطوعين الذين تركوا الاهل والابناء للقيام بهذه المهمة الانسانية.
«الأنباء» التقت مسؤول الاغاثة في فريق الهلال الاحمر في اندونيسيا جاسم قمبر للوقوف على آخر اعمال الهلال الاحمر في اندونيسيا والدول المجاورة بعد عودته من رحلة عمل استغرقت 8 اشهر متواصلة من اعمال الاغاثة والمساعدات في دولة تيمور الشرقية ومدينة بندا اتشيه الاندونيسية. فإلى التفاصيل:
في بداية الكلام اكد مسؤول الاغاثة في الهلال الأحمر جاسم قمبر ان جمعية الهلال الأحمر من المنظمات الاغاثية القليلة التي مازالت تتابع عملها في اندونيسيا منذ حدوث تسونامي الشهير الذي خلف وراءه اضرارا جسيمة يصعب علاجها خلال سنوات حيث مازال هناك حتى يومنا هذا الآلاف من اللاجئين الذين يسكنون الخيام ويعانون من قلة الموارد الغذائية والطبية الضرورية الى جانب غياب المرافق الهامة مثل المدارس والمستشفيات وعليه فمازال فريق الهلال الأحمر يواصل عمله في اندونيسيا للوقوف على الاحتياجات الضرورية للاجئين.
وقام ان اعمال فريق الهلال الاحمر تخطت حدود اندونيسيا لتصل الى الدول المجاورة مثل دولة تيمور الشرقية وهي من الدول الحديثة والتي تعاني من الفقر والمرض بسبب استقلالها حديثا وتعرضها للحروب الأهلية.
وتابع: في عام 2006 قام رئيس وزراء دولة تيمور جوسيه راموس هورتا - رئيس الدولة حاليا والحاصل على جائزة نوبل للسلام - بزيارة الكويت ومقابلة سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وتم توقيع اتفاقية مشتركة لتقديم مساعدات انسانية من الكويت الى شعب تيمور وتولت جمعية الهلال الاحمر الكويتية الاشراف على نقل هذه المساعدات وتوزيعها على المحتاجين حيث تم ارسالها على ثلاث دفعات، الدفعة الاولى عبارة عن 10 أطنان من الادوية وصلت في احدى الطائرات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع وتحوي المساعدات الطبية الضرورية لعلاج بعض الامراض الخطيرة المنتشرة في تيمور بسبب كثرة اعداد اللاجئين، وكان فريق الاغاثة في استقبال هذه الشحنة، وتم تسليمها الى وزير الصحة لإيداعها في مخازن وزارة الصحة لضمان توزيعها بإشراف المستشفيات على المرضى المحتاجين، كما كان على متن الطائرة سفير الكويت في اندونيسيا محمد خلف الذي أشرف على تسليم الادوية بنفسه.
وأوضح قمبر ان الكويت من اولى الدول التي قامت بإرسال مساعدات الى شعب تيمور، وان سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد كان يتابع بنفسه وصول المساعدات أولا بأول، وشدد على ضرورة ايصالها في أسرع وقت.
أما الشحنة الثانية فكانت تحتوي على خيام وبطانيات ومبيدات حشرية تم توزيعها على اللاجئين الذين احترقت وتهدمت منازلهم جراء الحروب الاهلية، فكانوا يقيمون في الخلاء دون أي مأوى، وبدأت تنتشر بينهم الامراض، هذا الى جانب 50 طنا من المواد الغذائية التي وصلت عن طريق البحر وتسلمها فريق الاغاثة ووضعها في مخازن وتم توزيعها على اللاجئين واستطعنا بحمد الله أن نغطي عن طريق هذه المساعدات أكبر قدر من الشعب التيموري، وكان رئيس وزراء تيمور يتابعنا باستمرار ويشرف على تسلم المساعدات، وكان سعيدا جدا بوقوف الشعب الكويتي الخيّر الى جانب شعب تيمور.
الصفحة في ملف ( pdf )