يحفل التراث والذاكرة الشعبية في الكويت بالعديد من الأسماء المتعلقة بالأنواء أو المواسم المحلية والمرتبطة بالطقس وحركة الرياح والنجوم والأفلاك وأخذت أسماءها وصفاتها باختلاف الفترات والفصول.
وقال الباحث والكاتب بالتراث الكويتي صالح المسباح لـ «كونا» ان للرياح أسماء عديدة تطلق عليها حسب حركتها واتجاهها وشدتها وبعض الأسماء أخذت صفاتها من الجهات التي تهب منها كرياح الشمال والشامي والكوس والشرقي والغربي وتسمى الغريبي والسموم ورياح السهيلي والانعشي.
وذكر ان هناك أيضا مواسم محلية أو أنواء ذات أسماء معروفة وغالبا تسمى بأسماء النجوم ولها مواقيت ثابتة في فترات محددة تحدد بدورها أنواع البرد والحر ومواسم سقوط الأمطار والرياح الشديدة.
وعدد منها المربعانية التي تتصف بالبرودة اذا ما قيست بمقاييس الجو في الكويت والجزيرة العربية بطابعها الصحراوي ويسودها المناخ المعتدل وسميت بالمربعانية لأنها تستمر40 يوما تقريبا حيث تدخل كما يقول أهل الكويت في السابع من ديسمبر حتى 14 يناير من كل عام.
وأشار الى ان أهل الكويت يقولون اذا دخلت المربعانية مع هبوب الرياح الشمالية انها سنة باردة واذا دخلت مع هبوب رياح الكوس أوالرياح الجنوبية فتكون سنة دافئة وتحمل معها الأمطار.
وقال المسباح ان أول عشرة أيام من المربعانية هي امتداد لفترة الوسم حيث يمكن أن يترافق سقوط الأمطار في هذه الأيام العشرة مع ظهور الفقع أو الكمأة كما يظهر النجم الاحيمر في 20 ديسمبر بعد غياب 40 يوما وهو بداية «نوء القلب».
وأوضح ان المربعانية مقسمة لثلاثة أقسام أو «أنواء» وكل نوء يستمر 13 يوما يبدأ بنوء «الاكليل» بين 7 و19 ديسمبر تبدأ معه المربعانية وفي هذا النوء يتشكل الندى في الفجر وساعات الصباح الأولى كما يقل ظهور الحشرات والزواحف فيه.
وذكر انه بعد ذلك يأتي «نوء القلب» ويبدأ في 20 ديسمبر الى بداية يناير حيث يكون الليل في أقصى طوله والنهار غاية في القصر.
وقال انه في أول يوم من هذا النوء يظهر النجم الاحيمر مؤشرا لنهاية موسم العواصف والتقلبات الجوية الى حالة استقرار وهدوء الحالة المناخية عند أهل البحر.
وأضاف انه بعد ذلك يأتي «نوء الشولة» ويبدأ من أول يناير الى منتصفه ويعرف به مثلا برد الشولة لأنها الفترة الأكثر انخفاضا في درجات الحرارة وتنتهي المربعانية في 14 يناير كتوطئة لبرد البطين.
وذكر ان فترة برد البطين هذه تدخل ضمنها فترة أخرى مشابهة لها من حيث انخفاض درجات الحرارة تسمى بالعقارب وهي ثلاث فترات أو«عقارب» وكل «عقرب» مدتها تسعة أيام تقريبا تبدأ في العاشر من فبراير وتنتهي في السابع من مارس ومدة هذه الفترة 26 يوما.
وقال المسباح عن فترة العقارب ان أولاها عقرب السم وتبدأ في العاشر من فبراير وتنتهي في 18 منه ومن ثم عقرب الدم تبدأ في 19 فبراير وتنتهي في 27 منه وعقرب الدسم وهي آخر العقارب التي تبدأ في 28 فبراير وتنتهي في السابع من مارس.
وبالنسبة لفترة البطين وفق ما أوضح المسباح فمدتها 52 يوما يقسم فيها برد البطين الى 4 فترات أو أنواء بـ 13 يوما لكل نوء هي «نوء النعايم» ويسمى بالشبط أيضا وبه يبدأ برد البطين بين 15 الى 27 يناير وفي آخر هذه الفترة تدخل الفترة التي تعرف محليا بالازيرق وهي اشد أيام السنة برودة.
واضاف انه بعد ذلك يأتي نوء «البلدة» ويبدأ في 28 يناير وينتهي في التاسع من فبراير وأول أربعة أيام منه تدخل ضمن فترة الازيرق ثم يبدأ نوء «الذابح» أو «سعد الذابح» ويبدأ بين العاشر و22 فبراير وتدخل فيه فترة عقرب السم والنصف الأول من عقرب الدم ويشهد هذا النوء ظهورا سريعا لأوراق الأشجار.
وقال انه بعد ذلك يبدأ نوء «بلع أو سعد بلع» في 23 فبراير وينتهي في السابع من مارس ويضم النصف الثاني من عقرب الدم وعقرب الدسم وتشهد الصحراء فيه ظهور زهر النوير وتفتحه مع تكشف لمظاهر الربيع وهو آخر الأنواء في فترة برد البطين حيث تبدأ درجات الحرارة في الاعتدال.
وذكر المسباح ان الربيع يبدأ في الثامن من مارس ويستمر 52 يوما لينتهي في 27 ابريل حيث اعتدال المناخ وتشهد الفترة الانتقالية من الشتاء الى الصيف تقلبات في درجات الحرارة وعدم استقرار في الطقس.
وأشار الى أن الربيع عادة مايبدأ برياح الحسوم التي تستمر ثمانية أيام وأيضا برد العجوز وفيه فترة السبق ايضا التي تسبق موسم السريات وفيها تحدث عواصف ورياح شديدة.
وقال المسباح انه بموازاة ذلك ولدى سقوط الامطار ينبت العشب الصحراوي وتتكاثر الحشرات في البر ويحدث الغبار المعلق في الجو وتختلف درجات الحرارة ليكون النهار حارا بعض الشيء وبرودة ليلا.
وذكر انه ضمن هذه الفترة تدخل فترة الذرعان وفق حساب أهل البادية التي تمتد 26 يوما وهي فترة «نوء السعود» ونوء «الأخبية».
وبين انه في آخر أسبوع من نوء الأخبية يمكن أن تحدد في 27 مارس وهناك موسم يسمى «بياع الخبل عباته» وهونادر الوقوع وبرودته شديدة جدا والكثير من الناس يخلطون بينه وبين برد العجوز بسبب تقارب المدة زمنية بينهما لذا يعتقد الناس أن فترة البرودة انتهت خلافا للحقيقة لذا تحدث أمراض البرد كالزكام والأنفلونزا وغيرهما.
وقال ان الربيع يقسم الى أربعة أقسام أو أنواء «السعود» في الثامن من مارس وتبدأ معه فترة الذرعان وتسمى الفترة بالحسوم أيضا حيث تكثر فيها الرياح الشديدة والعواصف ويتساوى الليل والنهار في اليوم التاسع من نوء السعود أي في 16 مارس.
وذكر انه بعد ذلك يأتي نوء الاخبية في 21 مارس وهي بداية موسم الربيع وتنتهي في الثاني من ابريل وبانتهاء نوء الأخبية تنتهي فترة النصف الثاني من الذرعان وفي هذه الفترة يعتدل الجو ويرافقه نسيم بارد ويشهد فترات قصيرة من الغبار وتعتبر أيام الأخبية أخر أيام الاعتدال في حالة الجو.
وقال انه بعد ذلك يأتي نوء المقدم الذي يبدأ في الثالث من ابريل وينتهي في 15 منه ويسمى في الكويت «السبق» أي تسبق السرايات حيث حالة الجو غير مستقره وتسقط الأمطار ويلاحظ في هذا النوء تفاوت كبير في درجة الحرارة بين الليل والنهار.
وأشار الى انه بعد ذلك يأتي نوء«المؤخر» ويبدأ في 16 ابريل الى 28 منه وتسمى أيضا فترة «الكنه» وهذا النوء يعرف بحالة عدم الاستقرار في الجو حيث تظهر السحب الرعدية القليلة التي يمكن أن تكون ممطرة كما تميل درجات الحرارة للارتفاع ويشهد ازديادا في ظهور القوارض والحشرات.