أسامة أبوالسعود
اختتم مؤتمر «الوطن والمواطنة في ميزان الشريعة» والذي أقامته وزارة الاوقاف بالتعاون مع رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي، واستمر على مدى يومين تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل والاوقاف المستشار راشد الحماد تحت شعار «والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه».
وشدد البيان الختامي للمؤتمر على ان من واجبات المواطن طاعة ولاة الأمر بالمعروف وبذل النصح لهم واعانتهم في القيام بواجباتهم والوقوف معهم في مواجهة المخاطر ودفع المضار وصد العدوان عن الوطن ومن واجبات المواطن الحفاظ على وحدة الوطن وتعزيز علاقات التعاون بين أبنائه والبعد عن اسباب الفرقة والنزاع، والعمل على رفعة الوطن وتقدمه في كل الجوانب، والمحافظة على مكتسباته ومرافقه العامة.
وأوضح ان حب الوطن والتعلق به فطرة انسانية معتبرة وقيمة شرعية محفوظة وحق وطني مشروع، وهناك صور ومسائل واقعية تتعلق بمظاهر التعبير عن الوطنية هي من مسائل الاجتهاد ولا يقدح الخلاف فيها في أصل الوطنية والمواطنة.
ودعا البيان الختامي الى تعزيز ثقافة الوطنية والمواطنة في وسائل الاعلام المختلفة وفق الرؤية الشرعية ومطالبة المؤسسات الاعلامية المختلفة بتحقيق ذلك، وتحري الدقة والموضوعية والبعد عن اثارة العصبيات والفتن التي تفرق ولا تجمع كما دعا الى ضرورة تعزيز ثقافة الوطن والمواطنة وفق الرؤية الشرعية في المقررات الدراسية والبرامج التعليمية في جميع المراحل الدراسية المختلفة.
وأوصى المؤتمر بتأسيس كيان مؤسسي تحت مسمى مركز «التأصيل الشرعي لقضايا الانتماء الوطني» لتقديم الرؤية الشرعية في المسائل التي تتعلق بالوطنية والمواطنة بدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات الصلة كوزارة التربية والاعلام والداخلية والشؤون الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني، على ان تقوم رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجــي بتقديـــم دراسة متكاملة للمشروع وتقديمها بالتعـــاون والتنسيق مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بالكويــت الى الجهـــات المعنيـــة في دول المجلــس.
وبحصول مشروع ميثاق الوطنية والمواطن، اكد المجتمعون ضرورة تكوين لجنة من اعضاء رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي لإعداد ميثاق حول الوطنية والمواطنة في ميزان الشريعة الاسلامية يشمل جميع الجوانب المتعلقة في الواقع المعاصر لدول المجلس ويعتبر الميثاق من مخرجات هذا المؤتمر، وتتولى اللجنة التأكيد على التوافق على الميثاق من قبل أعضاء الرابطة.
وشدد المؤتمرون على ان مفهوم المواطنة في الاسلام مختلف عن مفهومه في الفكر الغربي الحديث، فهي عند الغرب تستبعد الدين مكونا وهوية، أما المواطنة في المفهوم الاسلامي فهي انتماء للبلد الذي يقيم فيه الانسان ويكون عليه واجبات وله حقوق تنظم علاقته بالبلد والحاكم والمجتمع بما تقتضيه أحكام الشريعة وما لا يتعارض معها من الانظمة والقوانين.
وأكدوا ان الانتماء أوسع من المواطنة، فانتماء المسلم لدينه وأمته ولا تعارض بين الانتماء لأمة الاسلام والمواطنة، مشيرين الى ان الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والطاعة بالمعروف واجبة للائمة المسلمين، فالمواطنة استحقاقات والتزامات محكومة بالنصوص الشرعية والقواعد المرعية للراعي والرعية.
وأوضح المؤتمرون ان حب الوطن والتعلق به فطرة انسانية معتبرة وقيمة شرعية محفوظة وحق وطني مشروع، لافتين الى ان هناك صورة ومسائل واقعية تتعلق بمظاهر التعبير عن الوطنية هي من مسائل الاجتهاد ولا يقدح الخلاف فيها في أصل الوطنية والمواطنة.
وفيما يتعلق بالواجبات والحقوق أوصى المؤتمر بالآتي:
ـ واجب علماء الشريعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح لولاة الامر وبيان الحقوق والواجبات للراعي والرعية، ومن حقوقهم على الوطن تقديرهم واحترامهم وتمكينهم من اداء رسالتهم والقيام بواجبهم والرجوع اليهم لمعرفة الاحكام الشرعية على مستوى الفرد والمجتمع والدولة.
ـ تمكين المواطنين من المشاركة في الشؤون العامة والتمتع بالحقوق السياسية وتحقيق العدالة بكفالة الامن والحرية والمساواة وتكافؤ الفرص وتوفير خدمات التعليم والصحة وسبل العيش الكريم.
ـ الحفاظ على كيان الاسرة وتقوية اواصرها وقيمها الشرعية وتحقيق التوافق بين واجبات المرأة الاسرية ومشاكلها المجتمعية.
ـ العناية بتربية الشباب دينيا وخلقيا وتأهيلهم علميا ومهنيا، وتوظيف طاقاتهم لخدمة اوطانهم وتوفير فرص العمل المناسبة لمؤهلاتهم.
ـ تحقيق متطلبات التنمية الشاملة والتقدم العلمي.
ـ من واجبات المواطن طاعة ولاة الامر بالمعروف وبذل النصح لهم واعانتهم في القيام بواجباتهم والوقوف معهم في مواجهة المخاطر ودفع المضار وصد العدوان عن الوطن.
ـ من واجبات المواطن الحفاظ على وحدة الوطن وتعزيز علاقات التعاون بين ابنائه والبعد عن اسباب الفرقة والنزاع، والعمل على رفعة الوطن وتقدمه في جميع الجوانب والمحافظة على مكتسباته ومرافقه العامة.
وفيما يتعلق بالتربية والاعلام، نص المؤتمر على الآتي:
ـ تعزيز ثقافة الوطنية والمواطنة في وسائل الاعلام المختلفة وفق الرؤية الشرعية ومطالبة المؤسسات الاعلامية المختلفة بتحقيق ذلك وتحري الدقة والموضوعية والبعد عن اثارة العصبيات والفتن التي تفرق ولا تجمع.
ـ تعزيز ثقافة الوطن والمواطنة وفق الرؤية الشرعية في المقررات الدراسية والبرامج التعليمية في جميع المراحل الدراسية المختلفة.
وحول الأثر السياسي للمواطنة، اكد المؤتمر على الآتي:
ـ مراجعة تأثيرات التحولات الدولية على ثوابتنا الاسلامية والوطنية واعداد دراسات متخصصة حول تأثير العولمة عليها.
ـ الاهتمام بالوسائل المساندة لتعزيز المواطنة كالحريات العامة وحقوق الانسان والشفافية ومؤسسات المجتمع المدني.
وبخصوص الاستقرار الامني، قال المؤتمر:
ـ تعد صحيفة المدينة المنورة اول وثيقة دستورية تحقق معنى المواطنة والتعايش السلمي، لذلك يطالب المؤتمر المعنيين بدراستها والاستفادة منها في العلاقات الداخلية والخارجية.
ـ ان الحفاظ على الامن والاستقرار مسؤولية كل المواطنين.
ـ تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية وتجديد ممارسات المواطنة تحت ظلال الوسطية بعيدا عن الغلو والتشدد والجمود.