تعد المحميات الطبيعية في الكويت ثروة وطنية تهدف إلى المحافظة على التوازن والتنوع البيئي في البلاد ومعالجة الأضرار التي ألحقتها الأنشطة البشرية بالبيئة الطبيعية بشقيها البحري والبري.
ومن المعروف ان المحميات الطبيعية هي مناطق محددة جغرافيا تصنف وتنظم وتدار لتحقيق عدة أهداف أبرزها المحافظة على البيئة الطبيعية عبر إعادة توطين الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض والمحافظة على صفاتها الوراثية في منطقة توسم بأنها صحراوية.
وقال رئيس قسم المحميات الطبيعية بالهيئة العامة للبيئة يحيى اسماعيل الشهابي لـ «كونا» ان محمية «مبارك الكبير» بجزيرة بوبيان تمثل اضافة مهمة لمجموعة المحميات للحفاظ على البيئة البرية والحيوانية والنباتية والبحرية.
وأوضح الشهابي ان «بوبيان» هي أكبر الجزر الكويتية بطول 44 كيلومترا وعرض 25 كيلومترا ويفصلها عن الأراضي العراقية خور عبدالله وعن جزيرة وربة خور بوبيان ومعظم أراضيها مسطحات طينية منخفضة تقترب من مستوى سطح البحر.
وذكر ان الجزيرة تعد محطة مهمة للطيور المهاجرة القادمة من شمال ووسط أوروبا خريفا كالفلامنجو (الفنتير) وكروان الماء (عويدي) والدريجة الصغيرة (رهيز) طلبا للغذاء والطقس المعتدل والمكان الآمن.
وأوضح ان من بين الطيور المعششة في الجزيرة البلشون الرمادي وبلشون الصخر وأبومعلقة وهي عادة ما ترى مجتمعة في مكان واحد كما يفرخ في الجزيرة النورس (مسندق المنقار) بأعداد كبيرة.
وأضاف ان هذه البيئة البحرية تجذب العديد من الطيور البحرية المهاجرة، لاسيما صيفا كالطيور المعششة ومنها طائر الحنكور وهو احد أندر الطيور في العالم.
وقال الشهابي ان النباتات الملحية تنتشر في بعض المناطق الرملية بالجزيرة ومنها الهرم والسويدة وفي الربيع تظهر نباتات حولية كالزملوق (الحميض) القطنية ومن أشهر النباتات الملحية فيها نبات السبت المقاوم للملوحة بدرجة عالية وان غمرته المياه.
وذكر ان الجانب الشمالي للجزيرة تكثر فيه الممرات والخلجان الضحلة ذات القيعان الطينية والرملية وتزداد فيها التيارات المائية مع حركة المد والجزر لتكون بيئة بحرية غنية بالكائنات البحرية كالاسماك والقشريات والرخويات.
وبين أن شواطئ جزيرة بوبيان تشتهر بأسماك الزبيدي والشيم والسبيطي والشعم والروبيان، وهي من الاماكن المفضلة للاسماك للتكاثر بوضع بيضها ضمن الممرات المائية والمسطحات الطينية لوفرة الغذاء فيها.
وأضاف ان من الثدييات البحرية التي تشاهد قرب جزيرة بوبيان الدلافين، لاسيما صيفا وأثناء فترة الجزر يمكن مشاهدة الكثير من الكائنات البحرية بأشكالها وأنواعها لاسيما نطاط الوحل (بوشلميو).
وبالنسبة لمحمية «الجهراء» وسط البلاد قال الشهابي انها من أهم المواقع في الشرق الاوسط من نوعها وأهم مناطق تجمع الطيور في الكويت لوقوعها على خط هجرة كثير من الطيور العابرة من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب.
وأوضح ان الطيور المهاجرة والمقيمة والبحرية والبرية ترد الى المحمية وتضم نبات البوص (القصب) بكثافة وبدورها تجتذب العديد من الطيور التي اتخذت من الموقع ملجأ لها.
وذكر ان نباتات المحمية تنقسم الى النباتات المعمرة وبينها البوص والصفصاف والأثل والطرفة والموسمية ومنها الحميض والنوير والقلمان بينما أهم الطيور التي تزور المحمية طائر الصرد الرمادي الكبير (حمامي حساوي) والبلشون الرمادي (بوالخصيف) والزقزاق (الرمادي الإنجليزي) من مجموعة الرهيز والقنبر ذي العرف (قوبعة) الخضيراء (الخضيري الزياني والشياني) والكثير من بط البرك.
وقال ان المحمية تضم أنواعا متعددة من الطيور الساحلية خصوصا شتاء أثناء الهجرة الى جانب بعض أنواع الزواحف كالسحالي والضبان و«الأغاما» الحرباء والثعابين والجراد والرعاش والخنافس وبعض أنواع الجرابيع والفئران.
وعن محمية «الدوحة» على ساحل خليج الصليبخات ذكر الشهابي انها تمتد على مساحة 5.4 كيلومترات مربعة، وخصصت كمحمية طبيعية عام 1988 وتصنف ضمن محميات الأراضي الرطبة وتتميز بالمسطحات الطينية الغنية بالمواد العضوية التي تلائم حضانة أنواع مختلفة من القشريات والأسماك وتوفر المأوى والغذاء لكثير من أنواع الطيور.
وأوضح ان من النباتات الشائعة في المحمية (ثليث وشنان وسويدة والهرم والبوص وخريزة) فضلا عن أنواع متعددة من الطيور الساحلية خصوصا شتاء وأثناء هجرة الطيور.
وذكر أن عدد الأنواع المسجلة في المحمية يبلغ حوالي 70 نوعا من الطيور الساحلية مثل «البلشون الرمادي وبلشون الصخور والنحام الكبير والشهرمان والعقاب النساري والنكات والنورس رقيق المنقار والزقزاق الاسكندري والزقزاق المطوق الصغير والحنكور»، وأشار الى أن المحمية تضم بعض أنواع الزواحف كالسحالي والضبان والأغاما والثعابين والحشرات كالفراشات والجراد والرعاش، اضافة الى الخنافس وبعض أنواع الجرابيع والفئران والثعالب.
محميات جديدة سترى النور قريباً
وبالنسبة لمحمية «الصليبية» ومساحتها 40 كيلومترا مربعا غربي مدينة الكويت قال الشهابي انها أنشئت بداية كمحطة للأبحاث الزراعية عام 1975 وينتشر فيها نبات العرفج والثندي والتمام الى جانب العديد من انواع الطيور المهاجرة فضلا عن الضب والثعابين والجربوع والثعالب.
وأضاف انه في عام 1999 أنشأ معهد الكويت للأبحاث العلمية مركز الحيوانات الصحراوية في المحمية لحماية الحيوانات البرية النادرة والمهددة بالانقراض في الكويت كالثعلب الأحمر والوشق والنيص والنمس الهندس والقط البريكما وحقق نجاحا في مجال الحماية والمحافظة على التنوع النباتي كالعرفج الرقروق وعنصيل نصي والثندي والتمام.
وعن محمية ام القرين والشقايا جنوبي البلاد قال الشهابي انها أنشئت عام 1989 عبر الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بمساحة مليون متر مربع لكل منها وعن محمية الروضتين المشهورة بمياهها الجوفية العذبة وهي إحدى أقدم المحميات وتعود لعام 1974 وتتميز بنباتات الرمث والحاد والغردق.
وأشار الى مسيجات المطلاع شمالي البلاد التي تمتد على مساحة أقل من كيلومتر مربع وتضم أنواعا محدودة من النباتات لضعف الغطاء النباتي فيها وأيضا محميات كالمناقيش والمقوع والعبدلي لاتزيد مساحتها على كيلومتر مربع واهم نباتاتها الثندي والربلة والحاد أهم النباتات المتواجدة فيها.
وذكر ان مسيجات الخيران جنوبي البلاد تصنف كمنطقة سبخة مالحة تضم خليجين اثنين يسميان محليا خور المفتح وخور العمي وفيهما الكثير من الحيوانات البرية ونباتات نادرة وأخرى مقاومة للملوحة.
وقال الشهابي ان الخلجان في المنطقة تتميز بأهميتها في تكاثر بعض أنوع الأسماك والروبيان في وقت تتميز مسيجات وادي الباطن من الشقايا جنوبا الى ابرق بامتداد جزء من وادي الباطن (من اكبر الوديان في البلاد) ويضم أنواعا من النباتات البرية والحيوانات النادرة.
وذكر ان هناك محميات مقترحة سترى النور قريبا مثل محمية الخويسات وكاظمة وأم النقا ومحمية وادي الباطن وأم قدير.