استطاع ذلك الشاب الجنوبي فارس كرم منذ فترة ان يخص نفسه بمساحة وردية في حديقة الغناء الممتلئة بألف شكل ولون وزهرة، مساحة الطلة والحضور والغناء اللبناني الايقاعي الخاص التي ميزته عن باقي زملائه.
ولعل اغنياته الاخيرة من والى «شارع الحمرا» جعلت له جمهورا شبابيا متحمسا ومشتاقا لذلك اللون الذي يفتقدونه بعد سنوات من «التغريب» (على مستوى غرب) والمصرنة (الاغنية المصرية) اللتين اجتاحتا الاغنية، والواقع الغنائي لفناني هذا الزمن، وقد استطاع فارس كرم ان يثبت حضورا رجاليا في تواجده.
في لقاء خيم عليه بعض الوجوم بسبب دخوله الى المستشفى لأيام وبقائه الى جانب والده المريض هناك الامر الذي تزامن مع عودته من جولة غنائية في استراليا أحيا خلالها عددا من الحفلات الناجحة يقول فارس:
عدت من جولة استرالية طويلة، ناجحة جدا، محملا بمشاعر الخوف أكثر على فني وعلى مسيرتي الفنية وما قدمت خلالها من اغنيات جعلت الجمهور اللبناني المغترب متشوق جدا لحضور حفلاتي، ما حصل في الخارج وفي «سيدني» تحديدا «جنون».. «جنون» كبير. الحمد لله حفلاتي امتلأت كلها وكان نجاحا بارزا.
تظن فارس ان اختيارك لنوعية الغناء اللبناني الايقاعي والحماس الذي اخترته هو الذي جعلك تتقدم لتقف اليوم بين الصفوف الأولى؟
نعم هذا حقيقي فقد شعرت يوما بانني اراوح مكاني وانني اقف بين مجموعة من الشباب، وما شاء الله اعداد كبيرة من الصبايا (نضحك ويتابع) كل يلهث للوصول الى القمة والنجومية، البعض بوسامته والبعض بما يملكه من نفوذ وواسطة أو مال والبعض الآخر بالتنورة القصيرة، اما البعض القليل فبموهبته وايمانه بفنه، هؤلاء انا منهم وقد قلت في نفسي «يا صبي هذا اللون الذي لطالما غناه كبار الفنانين اللبنانيين مازالت اغنياتهم متداولة رغم رحيلهم ورغم السنوات وعلى رأسهم الكبير وديع الصافي
ومثله نصري شمس الدين.. وأقاطعه..
وزميلك.. عاصي الحلاني ألم يغن هذا اللون في بداياته؟
- يعلق فارس: انت قلتها في بداياته ولكن عاصي جنح نحو اللون البدوي وأراد ان يخوض تجارب عديدة اخرى، لا ان يحصر نفسه في هذا اللون، ومن ذاك فرغت الساحة اللبنانية الايقاعية من مؤد لهذا اللون بعدما اتجه معظمهم الى اللون المصري والغناء بالمصرية، الله يوفقهم كلهم، لا تعليق لي على احد ولكن اجد ان هذا اللون يناسبني تماما.
هل هناك أحد ينافسك فيه؟
أنافس نفسي وأتحدى ذاتي لأقدم الجيد لأن الناس لا ترضى بأي شيء، والاغنية السيئة مهما دعمت وصرف عليها لن تلبث ان تختفي، عموما نحن في حلبة سباق والعمل ينافس الكل مهما تنوعت الالوان والانماط الغنائية.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )