تقيم جمعية احياء التراث الاسلامي وبالتعاون مع وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ملتقى «فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» غدا الأربعاء 29/12/2010، ويشارك في الملتقى شيوخ وعلماء من الكويت والمملكة العربية السعودية، حيث سيتضمن النشاط محاضرة بعد صلاة المغرب مباشرة بعنوان «أركان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومراتب الناس فيه» يلقيها الداعية د.عادل المطيرات، ومحاضرة بعنوان «المصالح والمفاسد المترتبة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاحكام المترتبة على ذلك» للداعية د.محمد الحمود النجدي.
وبعد صلاة العشاء سيتم تنظيم محاضرتين: الأولى بعنوان: «مسائل هامة في فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» يلقيها الداعية د.عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر (المملكة العربية السعودية)، بالاضافة لمشاركة هاتفية لمفتي المملكة العربية السعودية سماحة الداعية عبدالعزيز آل الشيخ.
وستقام المحاضرات بمسجد العجيري (المعهد الديني سابقا) الكائن في قرطبة ـ ق2 ـ مقابل شارع دمشق.
وقد وزعت لجنة الدعوة والارشاد في منطقة قرطبة التابعة لجمعية احياء التراث الاسلامي، وهي الجهة المشرفة على تنظيم النشاط وزعت جملة من الإصدارات المتميزة ضمن حملتها تنطلق مع انطلاق انشطة الملتقى، حيث قامت بتوزيع رسالة «المعلوم من علاقة الحاكم والمحكوم» للداعية عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله.
كما قامت اللجنة كذلك بتوزيع كتاب «فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودفع الشبهات الواردة عليه»، ومما تضمنه الكتاب في المبحث الأول بين المؤلف حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند أهل اللغة وفي الشرع، وخلص الى ان الأمر بالمعروف هو: الأمر بكل ما فرضه الشارع، او ندب اليه، والنهي عن المنكر هو: النهي عن كل محظور والوقوع فيه في الشرع، وفي المبحث الثاني يستدل المؤلف على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويوضح انه من النصيحة التي هي من الدين، ووجوبه ثابت في الكتاب والسنة، ومن اعظم واجبات الشريعة المطهرة، أصل عظيم من اصولها، وركن مشيد من اركانها، وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها.فقد ثبت بالتجربة والمشاهدة ان المرض اذا اهمل، ولم يعالج استشرى في الجسم وعسر علاجه بعد تمكنه من الجسم واستشرائه فيه، وكذلك المنكر اذا ترك فلم يغير.
وفي المبحث الثالث يصف المؤلف القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويبين صفاته، فهو اما ان يكون متطوعا يندب نفسه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يطلب على عمله جزاء ولا شكورا الا من الله، واما منصوبا قد نصبه الامام، أو نائبه للنظر في احوال الرعية، وهو ما يطلق عليه «والي الحسبة» أو «المحتسب» وهو موظف مختص من قبل الدولة يقوم بمهمة الاشراف عن نشاط الافراد في مجال الدين والاخلاق والاقتصاد، تحقيقا للعدل والفضيلة، وفقا للمبادئ المقررة في الشريعة والاعراف المألوفة في كل بيئة وزمن.
وفي المبحث الرابع يحدد المؤلف اختصاصات والي الحسبة في الأمر بكل معروف ظهر تركه، والنهي عن كل منكر ظهر فعله، سواء كان ذلك فيما يتعلق بحقوق الله تعالى، أم بحقوق العباد، ام بالحقوق المشتركة بينهما.
وفي المبحث الخامس: يوضح المؤلف شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الاسلام والقدرة، فالعاجز عن تغيير المنكر بيده او لسانه انكره بقلبه، وان يكون عالما باحكام الشريعة عامة، وان يكون عالما فيما يأمر أو ينهى عنه، عفيفا عن اموال الناس متورعا عن قبول الهدية، مأذونا له من الإمام، أو نائبه ان كان محتسبا.
وفي المبحث السادس: يضع المؤلف آداب من يباشر الأمر والنهي والتي منها الرفق واللين، فمن شيمة المحتسب الرفق ولين القول والشفقة وسهولة الاخلاق عند أمره للناس ونهيه، وذلك ليكون قوله ابلغ في استمالة القلوب.
كذلك الصبر، اي ان يكون المحتسب صبورا على ما اصابه، موطنا نفسه على لقاء المكروه، ومحتسبا ذلك عند الله.
القدوة الصالحة: فسيكون المحتسب عاملا بما يأمر به ابتغاء وجه الله بقوله وفعله، وطلب مرضاته واعزاز دينه.
وفي المبحث السابع: يحكم المؤلف كتاباته حين يضع الضوابط الخاصة بالأمر بالمعروف والنهي التي يجب مراعاتها، ولا يجوز تجاهلها، ومن تلك ان يكون الآمر والناهي ذا علم صحيح، وفهم سليم، ورأي سديد بعد التثبت بعيدا عن الظن القاصر والاتهام القاسي والهوى الباطل.
وان يراعي مبدأ اليسر، ويبتعد عن التشدد والغلو، ويلزم جانب الاعتدال والوسطية، فالمطلوب ان يكون المحتسب معتدلا في امره ونهيه من غير افراط ولا تفريط وألا ينكر إلا ما علم انه منكر.
فالمحتسب انما يحتسب على تغيير كل منكر موجود في الحال والظاهر بغير تجسس معلوم كونه منكرا بغير خلاف فيه.
كذلك ان يكون المنكر عملا سلبيا كترك المعروف الواجب، او اتيان المنكر، وان يكون موجودا لم ينته بعد، وان يكون ظاهرا باديا دون تجسس، وان يكون منكا مجمعا عليه بغير خلاف.
وفي المبحث الثامن: يوضح المؤلف حاجة المجتمع الماسة الى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبه تحيى الفضيلة وتموت الرذيلة ويقوم الصلاح وينهدم الفساد ويسود الأمن ويعم الرخاء.