- المسباح: لا يجوز الاحتفال بهذه المناسبات
- السويلم: الاحتفال بمثل هذه الأعياد بدعة
- العنزي: أعياد المسلمين اثنان فقط «الأضحى» و«الفطر»
- الهملان: الاحتفال بهذه المناسبة ناتج عن نقصان الإيمان
ليلى الشافعي
اليوم آخر ايام السنة الميلادية 2010، ويحتفل معظم الناس في الليلة المقبلة بمناسبة رأس السنة.
توجهنا الى عدد من الدعاة للوقوف على مدى جواز الاحتفال بهذه المناسبات التي صار الكثيرون يعدون العدة للاحتفال بها، بل وينفقون الاموال الطائلة على شراء الالعاب النارية والاضواء والزينة والهدايا، وحرصهم على تبادل التهاني في هذه المناسبة.
وقد وجدنا اجماعا ممن سألناهم على عدم جواز الاحتفال بهذه المناسبة، حيث اكد الدعاة ان اعياد المسلمين اثنان فقط كما ارشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما عيدا الفطر والاضحى.
وذهب الدعاة الى ان الاحتفال بمثل هذه المناسبة بدعة تخالف الشرع وتدل على نقصان الايمان والانسلاخ عن التميز الاسلامي الذي خصنا به الله عز وجل، لافتين الى ضرورة عدم التشبه بغير المسلمين في الاحتفال بمناسبات مختلفة لا تمت الى الاسلام بصلة، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، اكد رئيس لجنة الفتوى بجمعية احياء التراث الاسلامي الداعية ناظم المسباح انه لا يجوز للمسلم المشاركة في الاحتفال بأول السنة الميلادية ولا تهنئة غير المسلمين به ولا مشاركتهم لقوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما)، قال مجاهد في تفسيرها انها اعياد المشركين.
وفي حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الله ابدلكم بها خيرا منهما: يوم الاضحى ويوم الفطر، فلا يجوز للمسلم الاحتفال بهذه الاعياد بأدلة الكتاب والسنة والاجماع والاعتبار.
بدوره، اكد الداعية د.يوسف الشراح عدم جواز الاحتفال بقدوم السنة الجديدة.
أحدثه المسلمون
ويقول الداعية يوسف السويلم ان الاحتفال برأس السنة الجديدة لا يجوز الاحتفال به او مشاركة من يحتفل به ولا مساعدتهم بأي شيء كتقديم القهوة والشاي والاواني وغيرها لأن الله تعالى يقول (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان، واتقوا الله ان الله شديد العقاب)، فالاحتفال بالاعياد المبتدعة كعيد الميلاد والكريسماس وعيد النيروز والمهرجان وغيرها مما احدثه المسلمون كالميلاد في ربيع الاول وعيد الاسراء والمعراج في رجب ونحو ذلك، ولا يجوز الاكل من ذلك الطعام الذي اعده المشركون في موسم اعيادهم ولا تجوز اجابة دعوتهم لأن اجابتهم تشجيع لهم واقرار على تلك البدع ويكون ذلك سببا في انخداع الجهلة بذلك.
الاحتفال به غير جائز
ويتفق د.سعد العنزي مع الداعية السويلم في عدم جواز اتخاذ مناسبة رأس السنة عطلة او عيدا يحتفل به لانه يناقض عقيدة الاسلام وفيه مخالفة لاهل العقيدة، مشيرا الى ان النبي صلى الله عليه وسلم هو نبي الاسلام والمسلمين امرنا بمخالفة اليهود والنصارى والامر منه يدل على الوجوب في مخالفتهم، مؤكدا ان الاعياد في المجتمعات الاسلامية تقتصر على عيد الاضحى وعيد الفطر فقط لانهما عيدان للمسلمين يتم فيهما تعطيل المؤسسات الرسمية والاهلية بهذه المناسبة لان الدستور ينص اساسا على ان دين الدولة الاسلام وعيدي الفطر والاضحى هما عيدان للمسلمين في اطار المجتمع الاسلامي ومن خلال اقرار الدستور، مؤكدا ان الاحتفال برأس السنة الميلادية لا علاقة للمسلمين به اصلا فلا ينبغي على المجتمع المسلم ايا كان والذي ينص دستوره على ان دين الدولة الاسلام، كما هي الحال في الكويت، ان يحتفل به او يتخذ منه عطلة.
مراجعة الماضي
من جهتها تقول د.اقبال المطوع، ان الاحتفال بما يسمى رأس السنة من الامور الدخيلة على المجتمع المسلم ولم يكن معروفا من قبل وانما جاءت هذه العادة من تقليدنا للغرب واخذنا من مساوئ اعمالهم، وان كان هناك محاسن لديهم كتقدمهم في العلوم الانسانية والبشرية، وتقدمهم الطبي وغيره، غير اننا كمسلمين ضربنا بكل هذا عرض الحائط وأخذنا اتفه الاشياء من قصات الشعر وصرعات الموضة والاحتفال بأعيادهم فضعنا وضيعنا ابناءنا.
ولفتت الى ان على المسلمين الابتعاد عن هذه الاحتفالات وعدم المبالاة بما يفعله الغرب لانهم اصلا لا يقلدوننا فلم نتبعهم وقد صح فينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم» والافضل ان نربي ابناءنا على عادات وتقاليد الاسلام حتى يشبوا عليهما وتكون لديهم عزة بدينهم، كما علينا ان نبين لاطفالنا ان للمسلمين عيدين فقط عيد الفطر وعيد الاضحى، اما العيد الثالث فهو تحرير الامة الاسلامية من براثن اليهود بإذن الله تعالى وزادت، والذي نستفيده بدخول السنة الجديدة هو مراجعة الماضي ومحاولة تصحيح ما ورد من اخطاء لتلافيها في المستقبل وان يجتمع المسلمون على كلمة سواء فلا تنازع ولا تناحر من اجل دنيا فانية والعمل على نشر الحب والسلام ونظافة القلوب بين الناس في المجتمع الواحد، ونسأل الله تعالى ان يمن على هذا البلد بالأمن والأمان وأن يحفظ ابناءنا من الضياع وان يتصلوا بالله ويثابروا على العمل الخالص لبناء هذا الوطن المعطاء في ظل قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده حفظهما الله ذخرا لنا.
بدعة
ويؤكد الباحث هملان الهملان ان الاحتفال بالسنة الميلادية من البدع المخالفة للاسلام وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وان ذلك من المحدثات التي لا يقرها الاسلام وهي من تقليد النصارى وما تقليدهم إلا رمز موالاتهم التي حذر منها الله تعالى بقوله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين)، كما ان السنة الميلادية من البدع المخالفة لما دل عليه قوله تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) وقوله (ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم) فقد بين ان الشهور المعتمدة في الاسلام منها اربعة حرم واي شهر حرام في التاريخ الميلادي؟ وبين انها من الدين القيم فالخروج عنها اذن مخالفة للدين القيم على ان المسلمين اجمعوا على التاريخ الهجري في عهد الفاروق واستمروا مع اعتماده اكثر من ثلاثة عشر قرنا جيلا بعد جيل الى ان استحكم فيهم الغزو وتمكن العدو من الاستيلاء على افكارهم فتركوا امرا هو رمز عزهم وسجل مجدهم الى امرهم فيه أتباع لعدوهم فإنا لله وانا اليه راجعون.
واكد ان هذا الاحتفال تقليد كلي للغرب ناتج عن نقصان الايمان او انعدامه مع ضياع العقيدة الصحيحة وانسلاخ عن التميز الاسلامي.
د.القرضاوي: هل يستطيع المسلمون في الغرب الاحتفال بأعيادهم كما يفعل بعض الناس داخل بلادنا؟
ليلى الشافعي
انتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.يوسف القرضاوي الاستعدادات التي تجري على قدم وساق في العواصم العربية والاسلامية للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية معتبرا ان هذا الاحتفال حرام ويعني تنازل الأمة الاسلامية عن هويتها وهاجم د.القرضاوي المحلات التجارية التي تعرض ما يسمى بشجرة الميلاد بارتفاع عدة امتار، وتساءل: لماذا تظهر الاحتفال بدين غير دينك في الوقت الذي يجورون فيه علينا ويمنعوننا من إقامة شعائرنا ويحرمون علينا بناء المآذن والمساجد؟! وتساءل مستنكرا: هل يستطيع المسلمون في أوروبا وأميركا ان يحتفلوا برمضان والأعياد كما يفعل بعض الناس داخل مدننا العربية والإسلامية؟ كأننا في بلد أوروبي، وكان عيد الأضحى قريبا ولم نر فيه مظاهر لهذا العيد في محال المسلمين، وكانت مظاهر بسيطة لكن انظروا الآن أمامنا بعد يومين يأتي عيد الميلاد والأشجار تغطي المحال ونجد تعمد المتاجر تعمد الى عرض شجرة الميلاد والحلويات للبيع وسط إقبال ملحوظ عليها خاصة في السنوات الأخيرة، بالإضافة الى إحياء الليلة من قبل بعض الشباب وشرب الخمور والسهر حتى الصباح على أنغام الموسيقى الصاخبة ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول الحالة الثقافية التي وصلنا إليها بعد ان اصبحت هذه الأعياد الغربية لدى هذه الدول أمرا عاديا.
الأعياد الجاهلية لم يقرها الرسول صلى الله عليه وسلم
ضاري المطيري
في إطار رفضهم للاحتفال بغير الأعياد الاسلامية، قال عدد من الدعاة ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقر أيا من الأعياد التي كانت موجودة في الجاهلية، وفي هذا الإطار قال الداعية خالد الخراز إن الأعياد من أعظم مظاهر الدين عند جميع الأمم، قال تعالى (لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه)، مبينا أن الأعياد عند الكفار نوعان، أعياد على وجه التعبد كعيد مولد المسيح عند النصارى، وهو محرم ولا يجوز التهنئة به لما فيه من إقرار للباطل، حيث ان التهنئة تعني المشاركة في السرور والرضا بمعتقد الآخر، وأما أعياد المناسبات كيوم الحب ويوم العمال فبدعة، لا ينبغي مشاركة المسلم فيها، كما ذكر البهوتي صاحب كتاب «كشف القناع» أنه يحرم تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم لان في ذلك تعظيما لهم واقرارا لهم على باطلهم.
من جهته، أوضح الداعية عبدالله الشريكة أنه لا يجوز للمسلم الاحتفال بأعياد غير المسلمين ولا التهنئة بها، حيث نقل الإمام ابن القيم الإجماع على ذلك، وتساءل الشريكة كيف لنا أن نهنئ قوما على سجودهم للصليب أو على تقربهم لغير الله؟ مشيرا إلى أن النصارى أنفسهم مختلفون في تحديد ميلاد المسيح، فقالت طوائف منهم انه في 25/12، وذهب الأرثوذكس الى انه في 7/1، بالإضافة إلى أن كلا القولين مناقض لدلالة القران الكريم الذي يشير إلى ان ميلاد المسيح كان في الصيف في موسم الرطب الجني.
وأما رئيس اللجنة العلمية التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ د.محمد النجدي فأشار إلى أن نصوص الكتاب والسنة وعمل الأمة دلت على حرمة مشاركة المشركين وأهل الكتاب من يهود ونصارى في أعيادهم وشعائر دينهم، فمن الكتاب قوله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما)، فقد قال مجاهد والربيع بن أنس وعكرمة وغيرهم أن المقصود هو: أعياد المشركين، كما في تفسير ابن جرير وغيره. وهذا لما فيه من الباطل والمنكر والفواحش والخنا كما هو معلوم ومشاهد.
وأما من السنة فروى أنس بن مالك قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟» قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر» متفق عليه، ووجه الدلالة من الحديث: ان العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: «إن الله قد أبدلكم بهما يومين آخرين» والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه. قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم.
وتابع: عن الثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينحر إبلا ببوانه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟» قال: لا، قال: «فهل كان فيها عيد من أعيادهم» قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم» رواه أبو داود وإسناده على شرط الشيخين، وهذا الحديث يدل على أن الذبح بمكان عيدهم، ومحل أوثانهم، معصية لله تعالى.
كما أن في المشاركة لهم في أعيادهم واحتفالاتهم الباطلة مشابهة لهم، وتوليا لهم ولذويهم، وقد قال عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)، وقال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى» رواه الترمذي بسند حسن.