- بائعو السمك: أرباحنا بسيطة والغلاء علينا وعلى الزبون
محمد راتب
أكد عدد من الباعة في سوق السمك، ان ارتفاع أسعار السمك وخصوصا الروبيان، جاء مع قرب الاحتفال بأعياد رأس السنة، وصدور قرار منع صيد الروبيان من قبل الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، وأكد بعضهم أن الأسعار ستصل إلى مبالغ خيالية خلال الأيام المقبلة.
«الأنباء» جالت في سوق السمك بمنطقة شرق، واستطلعت آراء بعض الباعة والزبائن بعد يوم واحد من قرار هيئة الزراعة بمنع صيد السمك، فإلى التفاصيل:
في البداية، أكد البائع علاء الخواجة، أن الأسعار زادت منذ يومين، نظرا لأن الروبيان بدأ يقل تدريجيا في البحر، ولا يأتي مثل الأول، وبالتالي، كانت السلة تباع قبل أسبوع بـ 60 دينارا، وهي تباع اليوم بـ 88 دينارا، أما الروبيان السعودي فقد كانت سلته تباع بـ 40 دينارا، واليوم تباع بـ 50 دينارا، والسبب ان هذا هو آخر الموسم، إضافة إلى أن الشركات تجمع كميات من الروبيان اما للاستفادة منها وبيعها في أعياد رأس السنة الميلادية بأسعار مرتفعة، أو لتجميدها وبيعها بأسعار أعلى خلال فترة المنع، أو لتخزين كميات كبيرة بحكم أن الروبيان سيخف من السوق مع المنع.
أما البائع نضال، فقد أوضح أن سعر الروبيان قد يتجاوز 5 دنانير للكيلو مع اقتراب موعد المنع، وشح الكميات، وبرودة ماء البحر، وبالتالي، فإن صيادي الروبيان يجمعون شباكهم استعدادا لنهاية الموسم، وقال: إن الروبيان الإيراني لا يمكن أن تميزه عن الكويتي إلا بصغر الحجم قليلا، أما من ناحية الجودة فهما متشابهان إلى حد ما، أما الروبيان السعودي البحري فجودته لا بأس بها، في حين أن المستزرع لا يمكن أن يضاهي البحري.
وقال: إن الكميات ستقل حتى في الدول المجاورة للكويت، وذلك بسبب برودة الطقس والماء، كما أن عمليات التفتيش على الروبيان لا تشجع على استيراده، وبالتالي، فإن التاجر الإيراني يفضل البيع في إيران على تصدير السمك.
من جانبه، بين بائع البسطة محمد الهنيدي، ان سعر السمك سيزيد مع منع الروبيان بصورة كبيرة جدا، فاليوم يباع السمك النويبي بدينارين ونصف للكيلو، ولو جاء وقت المنع فإن السعر سيزيد كثيرا وسيصل إلى 5 دنانير، والآن غزل الشعر والكميات متوافرة، ومع غزل القطن ستخف الكميات لأنه لا يساعد على صيد كميات كبيرة، كما أن نسبة كبيرة من الصيادين سيسافرون إلى بلادهم، مما سيقلل الكميات، ولن يكون هناك صيد إلا عن طريق الحداق والصيد بالسنارة، وسيكون هناك صيد لعشر سمكات تباع مثلا بـ 20 دينارا.
بدوره، أوضح عامر وهو أحد الباعة، ان طريقة الصيد بالشباك تعتبر عاملا كبيرا في كميات السمك الذي يتم اصطياده، فطريقة الصيد بشباك القطن ستعمل على تقليل الكميات، مما سيزيد السعر حتما على البائع وعلى المستهلك، فبائع البسطة إذا اشتراه بـ 5 دنانير فإنه لن يبيعه بأقل من 6 أو 7 دنانير لأن الغلاء عليه أيضا، ونحن نربح ربحا بسيطا وندفع للصياد الحداق.
وقال: السمك سيشهد غلاء بعد 15 يوما، والشعومي سيصل إلى 5 دنانير، والنويبي إلى 4.5 أو 5 دنانير، وإذا كان الزبيدي اليوم في وقت السماح وصل سعره إلى 12 دينارا، فكم سيكون سعره بعد المنع؟ هذا ونحن مازلنا نشتغل في الغزل.
بعض زبائن السوق، وهو عبدالله الهلال ذكر أن الأسعار ارتفعت كثيرا، مع قرار هيئة الزراعة والثروة السمكية إيقاف صيد الروبيان بعد 15 يوما، وتوقع ان تستمر الأسعار في التصاعد مع الأيام المقبلة بطبيعة الحال، خصوصا مع ازدياد الطلب.
كما لفت إلى ان الروبيان سيقل من السوق مع أعياد رأس السنة الميلادية، ولن يكون هناك حل لغلاء الأسعار، حيث إن جميع الأنواع في سوق السمك ستزيد.
أما أبو أحمد، فذكر أن وصول سعر السمك الزبيدي إلى 8 دنانير أمر غير مقبول أبدا، ومن المحتمل ان تزيد الأسعار مع الأيام المقبلة، خصوصا مع اقتراب موعد المنع.
وقال: إن الحل هو التدخل الحكومي، فرغم ان سياسة الاقتصاد الحر هي السائدة، إلا أن هذا لا يمنع امكانية التدخل الحكومي، ففي كل دول العالم هناك ضوابط، ويجب ألا تترك الأسعار على حالها، وإنما لابد من وضع سقف للأسعار وحماية المستهلك، داعيا الحكومة إلى أن تكون جادة في القيام بدورها إزاء ارتفاع الأسعار، خاصة في الحاجات الأساسية مثل اللحوم والدجاج والأسماك والأمور المعيشية للناس، وهذا يعتبر دورا أساسيا للحكومة.
وذكر أن السمك أيضا قد أثير حوله كلام عن وجود تلوث وزيادة نسبة الزئبق، وذلك في ظل ما نعيشه من ظروف اللحوم والدجاج الفاسد، ولكن لا خيار لدينا.
محمد حسن أكد ان الأسعار تزايدت مع قرار المنع من قبل هيئة الزراعة، وهذا ما أسهم في رفع الأسعار، وقال: إني أعرضت عن الشراء من السوق، وأنتظر الإفراج من قبل الهيئة عن صيد السمك، لأن الأسعار ساعتها ستعود إلى طبيعتها.
د. حيدر مراد لـ «الأنباء» : قرار المنع وقلة المعروض أثرا على أسعار السمك والروبيان
أكد نائب مدير عام الهيئة العامة للزراعة، وشؤون الثروة السمكية د.حيدر مراد، ان ارتفاع الأسعار خلال اليومين الماضيين هو نتيجة حتمية لقرار منع صيد الروبيان الذي أصدرته الهيئة قبل يومين، لافتا إلى أن أسعار الأسماك والروبيان تخضع لقانون العرض والطلب، فوفرة المنتج وقلة الطلب عليه في الاستهلاك تؤدي إلى انخفاض الأسعار، بينما يؤدي ارتفاع الطلب وقلة المعروض في السوق إلى ارتفاع الأسعار.
ولفت مراد إلى أن عادات الاستهلاك وطبيعة المستهلك تلعبان دورا هاما في تحديد أسعار السمك، فعلى سبيل المثال، نظرا لإقبال المواطن الكويتي على سمك الزبيدي نجد أن أسعاره اليوم مرتفعة ووصلت إلى 12 دينارا، لاسيما مع قلة الإنتاج، وكذلك الحال مع الروبيان، بينما لا نلاحظ تلك الزيادة في أسعار الانواع الاخرى لانها لا تحظى بقبول من المواطن الكويتي.