قالت المعالجة النفسية د.رضوى فرغلي ان ما حدث ليلة رأس السنة 2011 بالقرب من كنيسة «القديسين» بمدينة الاسكندرية المصرية يفتح كوة في جدار أمن شعب باكمله، لا يعلم أحد متى سيتم السيطرة عليها، انذار نهائي لحالة دمار قادمة ان لم ننتبه اليه علينا ان نستعد لدفع فواتيرا باهظة، ان العنف الديني ليس سوى دائرة واحدة من دوائر العنف الانساني المحيطة بنا، حرب يشنها اصحابها ظنا منهم انها بتفويض الهي، فهي حرب مقدسة، ضد من يتصورنه على باطل، ولا تقبل انصاف الحلول ولا التسامح مع الخصوم ولا احتمالات الخطأ وسوء التفسير.
واضافت في تصريح صحافي اذا كانت البشرية شهدت تطورا هائلا المائـة عام الأخيرة، الا ان هذا لم يمنع وقوع مجازر دموية رهيبة راح ضحيتها الملايين، مثلما حدث في رواندا لاسباب عرقية او البوسنة والهرسك لاسباب عرقية ودينية وهناك من يرى ان العنف دافع غريزي لدى البشر للبقاء والتفوق على الآخر والدفاع عما نعتقده حقا او صوابا كأن التاريخ البشري في حقيقة الأمر ليس سوى تاريخ من العنف تعاني منه الدول مثلما يعاني منه الأفراد والاقليات العرقية والدينية.
وتابعت د.فرغلي لن تحل مشكلة العنف الديني بصورها المعقدة، بمجرد اطلاق الشعارات الجميلة وتبادل الحوارات بين رجال الدين الرسميين، والاستماتة في الدفاع عن الذات في مواجهة خطاب الآخر، وانما بمعالجة جذور المشكلة باتاحة جدران حماية متنوعة امام الانسان مثل تشجيع قيم العلم وتحسين منظومة التعليم، احترام حقوق الاقليات ايا كان نوع اختلافهم عنا، التخلص من صور العنف الرمزي ووهم القداسة والاستعلاء على بقية البشر، حلول افضل للبطالة والازمات الاقتصادية والتأمين الصحي، منع النقاش حول الهوية الدينية وتكفير الآخر وهو أمر يتم علنا على الفضائيات وكأن البعض يمتلك صك الايمان الوحيد من الله، فلكل انسان حرية اختيار الطريق الى الله، او حتى الفكر به، ويتحمل وحده الوزر والاثم، وما يهمنا نحن كشركاء في وطن واحد هو التعايش على اساس الاحترام والمحبة وعدم الايذاء او الاضرار بالآخر، او بمعنى آخر الحياة على اساس المشترك الانساني وتقبلنا الايجابي لانفسنا والآخر.
واشارت د.فرغلي الى ان الجانب الآخر للمشكلة يتمثل في استغلال الدين وتوظيفه سياسيا.