عائشة الجلاهمة
تضاربت الآراء في الندوة التي أقامها الصالون الاعلامي مساء الاثنين الماضي حول تعاطي الاعلام مع الازمة السياسية التي تشهدها الكويت هذه الأيام، حيث جاءت الندوة تحت عنوان «الإعلام والأزمة» والتي كانت عبارة عن حوار مفتوح بين عدد من الإعلاميين والصحافيين وأصحاب الرأي حول طبيعة الدور الاعلامي، وهل يتحمل الاعلام جزءا من المسؤولية ام يتحملها كلها بشكل مباشر؟
واكد الأمين العام لهيئة الملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس الندوة على ان الإعلام ـ شئنا أم أبينا ـ يعد طرفا من اطراف الازمة، وان المؤسسات الاعلامية قد اختلفت مواقفها تجاه الموقف السياسي الذي تمر به الكويت في الوقت الراهن وان هذه المرحلة مرحلة تاريخية وفاصلة في عمر الكويت السياسي وفي مسيرتها الديموقراطية بشكل كامل، متمنيا الشفاء للزميل الصحافي محمد السمدان الذي أصيب أثناء تأديته للواجب الاعلامي. وأخذت الندوة شكلا مغايرا عن الشكل الاعتيادي للندوات في الصالون الاعلامي حيث فتح المجال امام جميع الحاضرين من الصحافيين والاعلاميين والأكاديميين وكل المهتمين بالشأن الكويتي للتعبير عن رؤيتهم للوضع الراهن، حيث أكد د.مناور الراجحي أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة الكويت على ان هناك عتابا على وزارة الداخلية، وبالتحديد ادارة الإعلام الأمني، وتساءل الراجحي عن طبيعة دور ادارة الإعلام الأمني، مشيرا الى ان من يتكلمون عن الإعلام لا يعرفون شيئا عن الإعلام الأمني.
من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس ادارة شركة الملا العالمية عبدالله الملا على ان المشكلة في الاعلام هي مشكلة مهنية وان الحيادية غائبة عن المشهد الاعلامي الكويتي، مشيرا الى انه يجب ان يحترم الخطاب الإعلامي عقول الناس، كما اشار الى ان الحكومة تعتمد على مبدأ الأغلبية وانها لا تلتفت الى الرأي الآخر، حيث ان الإعلام الكويتي اعلام له تاريخ معروف ويعد المنارة التي أضاءت الطريق امام الانطلاقات الاعلامية في دول الخليج، فيجب مراعاة هذه الحقيقة التاريخية وتقدير حجم ومكانة الاعلام الكويتي.
ومن جانبه، أكد د.حميد المطيري على ان هناك ثقافة سائدة في المجتمع الكويتي وهي ثقافة الغاء الآخر وعدم الاكتراث للرأي الآخر على عكس الدول المتقدمة، وهذه القضية أشد خطرا من الديكتاتورية نفسها، مضيفا ان هناك من يتغنون بالديموقراطية وهم يمارسون الديكتاتورية على ارض الواقع.
وفي اشارة الى تأخر الإعلام حاليا عن مواكبة «أجيال غوغل» فقد أكدت د.فاطمة العبدلي على ان الاعلام الكويتي غير قادر على مواكبة التطورات التي يشهدها الاعلام وعصر المعلومات، واصفة اياه بأنه اعلام جيل الستينيات، مشددة على ان الاعلام اليوم يعاني من بعض السلبيات التي حددتها في عدة نقاط، هي عدم الاحساس بالمسؤولية وعدم مراعاة التطور، والافتقار الى التخصص واعلام اللاقانون، واعلام ردة الفعل، واعلام الدواوين.