أكد شيخ مشايخ قبيلة عنزة الشيخ مسلط زبن الهذال في لقاء عقده بديوانه يوم الاثنين الماضي في منطقة اليرموك، وضم حشدا كبيرا من مشايخ قبيلة عنزة، وأبناء القبيلة ووجهائها، على طاعة ولي الأمر، معلنا مبايعة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد– حفظه الله ورعاه-، وسمو ولى العهد الشيخ نواف الاحمد، ومؤكدا الثقة في رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد.
وأضاف الهذال خلال اللقاء أن عدة اجتماعات عقدت، تم خلالها التباحث في التطورات الراهنة والظروف التي تمر بها البلاد، وجميعها أفضت إلى طاعة ولي الأمر، والالتزام بحكم أسرة آل الصباح الكرام، مؤكدا انه بموجب الشريعة الإسلامية السمحة فان طاعة ولي الأمر واجبة التنفيذ.
وقال الهذال ان ما تمر به البلاد من أزمة وفوضى سياسية خانقة يحتم علينا تحكيم العقل والحكمة، وعدم الانجراف خلف التيارات الساعية لمصالحها، فمن الواجب علينا التماسك والتوحد خلف قيادتنا الرشيدة، وإنني أوجه هذه الدعوة لإخواني شيوخ ووجهاء قبيلة عنزة إلى التكاتف والتزام بالوحدة الوطنية وطاعة ولي الأمر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه.
وتابع: «لقد جبلت قبيلة عنزة على مر السنين على التزامها بالولاء لآل الصباح الكرام، لذلك وفي ظل هذه الأجواء المتأزمة، فإن أبناء قبيلة عنزة يؤكدون مجددا أنهم على العهد والميثاق باقون وبمواد الدستور الكويتي متمسكون وبالولاء الكامل والسمع والطاعة لحضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله محافظون.
وقال إننا نرفض زج القبيلة في صراع لا يعكس إلا مصلحة البعض ولا يستهدف مصلحة البلاد والعباد، فما يجري على الساحة المحلية هو قفز على الدستور ومواده والقانون والتزامه في بث لروح الفرقة وإثارة للتعصب والنعرات القبلية والطائفية التي حذرنا منها رسولنا صلى الله عليه وسلم.
ودعا الهذال أبناء القبيلة الى الامتثال إلى تعليمات حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، حتى تمر هذه الأزمة بسلام، واثقين بحكمة سموه لإيصال السفينة إلى بر الأمان، ونفخر بقيادتنا ونعلن ولاءنا لقيادتنا ممثلة بولي الأمر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، وسمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد حفظه الله وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد حفظه الله.
وقال: من واقع اعتزازنا بشريعتنا وفخرنا والتزامنا بمؤسساتنا الدستورية والقانونية فإننا نعلن رفضنا لهذا الاستجواب وما يراد به من تحقيقه خلافا لرغبة ولي الأمر.
وأشار الهذال الى أن قبيلة عنزة لها تاريخ عريق ولها ثقل كبير، وماض نزيه ونظيف، وهي من القبائل التي لها ثقل في الجزيرة العربية، وهذا بفضل من رب العالمين وبفضل الآباء والأجداد وبفضل الإخلاص والشهامة والوفاء وهي صفات أصيلة في هذه القبيلة، وهذا إنما يدل على أنكم رجال أوفياء ورجال أهل عهد وأوفياء لولاة الأمر.
استمرار التعاون
وعقب ختام اللقاء أكد حمود العنزي أن غالبية المجتمع الكويتي ضد الاستجواب الذي قدم لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، مشيرا إلى أن هناك مصالح متحكمة في هذا الاستجواب وطريقة تقديمه، مبينا أن القفز إلى طرح عدم التعاون مع سمو رئيس الوزراء ليس له ما يبرره على الإطلاق الأمر الذي يدعونا للتأكيد على أهمية استمرار التعاون معه في إطار الدستور والقوانين ومراعاة مصلحة الكويت وأمنها الوطني واستقرارها السياسي والاجتماعي والتنموي.
وأكد حمود العنزي أن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد سيحوز الأغلبية المطلوبة في جلسة (اليوم)، وهذا انطلاقا من ثقة الشعب الكويتي في سموه، فهو مثال للرجل المتفاني في خدمة وطنه، وهو من اشد الحريصين على تحقيق طفرة للكويت في جميع المجالات حتى يفخر بها جميع من يعيش على ارض الكويت.
تأييد نيابي وشعبي
من جانبه قال علي فراج العنزي ان التأييد النيابي والشعبي للحكومة ولسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد يعكس نبض الشارع الكويتي الرافض للتأزيم والمتعطش للتنمية، مؤكدا أن حكومة الشيخ ناصر المحمد تسير على الطريق الصحيح الآن والمطلوب منها في المرحلة المقبلة أن ترد بالأفعال على الأقوال وبالإنجاز.
وأضاف فراج العنزي أن أوضاع الكويت تدهورت بشدة وسبقتنا العديد من الدول المجاورة بسبب السلوك التأزيمي لبعض النواب، والذي أتى بنتائج وخيمة على البلاد والعباد، وأفقد الحكومة في فترات سابقة الجدية والحماس في الارتقاء بالبلاد لتربص النواب بالوزراء، وتعطيلهم أي مشروعات تنموية يتم تنفيذها في البلاد. مؤكدا أن بعض النواب يعتبرون الفشل في الاستجواب هزيمة شخصية ومن ثم يكابرون ويزداد العناد وهذه مشكلة تعاني منها الكويت منذ زمن، مشيرا إلى أن الاستجواب تحول من أداة دستورية لمراقبة المسؤولين إلى سيف مصلت على الرقاب في حالة رفض أي مطالب للنواب، وهذا ما افقد الاستجوابات قيمتها الحقيقية، ومن ثم أصبح الشارع الكويتي لا يتفاعل معها.
وتابع فراج العنزي أن حكومتنا فطنت الآن إلى هذه الأمور وأصبحت أكثر حنكة في العمل السياسي وأعضاؤها ازدادوا مناعة ضد الانتقادات، كما أن العديد من النواب أصبح همهم وشغلهم الشاغل التنمية ومصالح المواطنين، وبالتالي أصبح تأييدهم للحكومة بشكل كبير من اجل انجاز التنمية المنشودة التي ينتظرها المواطن الكويتي منذ زمن.
طاعة ولي الأمر واجبة
من ناحيته قال خالد الهبلاني ان الطاعة لولي الأمر واجبة، خصوصا إذا كان ولي الأمر كل هدفه هو مصلحة الكويت وتحقيق طموحات وتطلعات المواطنين، فالقيادة السياسية شغلها الشاغل النهوض بالكويت والعودة بها إلى مكانتها السابقة، كمركز إشعاع وتقدم لجميع دول الخليج.
وأضاف الهبلاني أن الحكومة تسير الآن في الطريق الصحيح بعد أن استفادت من أخطائها في السنوات السابقة. وأبدى تفاؤلا ملحوظا بالمرحلة المقبلة إن هي سارت على النهج الذي سلكته في الفترة الأخيرة. مبينا أن مواجهتها للاستجوابات أكدت إيمانها الحقيقي بالعمل الديموقراطي والدستوري، مشيرا إلى أن هذه الاستجوابات فشلت بسبب عدم وجود حراك شعبي داعم لها، لإيمان الشعب الكويتي بأن سمو رئيس مجلس الوزراء، لا يدخر جهدا لتحقيق التنمية المنشودة، والتطلع إلى رؤية انجازات تنموية حقيقية.
وأشار الهبلاني الى أن بعض النواب لا برامج إصلاحية عندهم وكل همهم القفز على القانون والدستور، وتعطيل التنمية في البلاد لأهداف ليست واضحة ولا يعلمها احد.
إصلاح وتنمية
بدوره قال إبراهيم الدهمشي ان مسيرة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في الإصلاح والتنمية على مدار السنوات السابقة لم تكن سهلة، فلقد اصطدمت بالعديد من العراقيل وأهمها الاستجوابات المستمرة والتأزيم المستمر فكلما انطلق قطار التنمية تعطل بسبب هذه الاستجوابات، ولكن اليوم الشارع الكويتي بجميع طوائفه وفئاته يقف خلف سمو الشيخ ناصر المحمد من أجل تحقيق التنمية للكويت.
وطالب إبراهيم الدهمشي بضرورة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، من اجل مصلحة الكويت التي تحتاج إلى تكاتف الجميع خصوصا في المرحلة الصعبة التي تمر بها لعبور هذه المرحلة والانطلاق نحو آفاق المستقبل وتحسين الأداء السياسي داخل البلاد.
وأكد الدهمشي أن مواقف الحكومة تبدلت مقارنة بالأعوام السابقة وأصبحت تواجه الاستجوابات بصدر رحب، حرصا منها على استمرار عجلة التنمية، وهذه خطوة شجاعة من حكومة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وتؤكد مدى قناعتها بالعمل وإيمانها الحقيقي بالعمل الديموقراطي والدستوري وكان هذا محل رضا من الشارع الكويتي، ولهذه الأسباب الحكومة تتقدم إلى الأمام وأداؤها في تحسن مستمر، معربا عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة في ظل وجود خطة تنموية تتضمن الكثير من المشاريع التنموية، وفي ظل تحسن الاقتصاد الذي بدأنا نلمس بوادره، وفي ظل ممارسة الحكومة لسياستها بشكل أفضل، وهذا بدوره يشير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد انجازا كبيرا.
تأييد نيابي كبير
وفي نفس السياق يقول سعود الغريب ان التأييد النيابي الكبير لموقف الحكومة يعكس ردة أفعال الشارع الكويتي المتذمر من التأزيم المستمر ووقف الخطط التنموية، مشيرا إلى أن تأييد النواب للحكومة يعكس رغبة الناس الملحة في رؤية انجازات من خلال تحسن العلاقة بين الحكومة والمجلس، ومن ناحية أخرى فإن بعض الاستجوابات التي تم تقديمها للحكومة كانت ضعيفة في محاورها وكان من الواضح اتسامها بكثير من الشخصانية وتصفية الحسابات وأيضا كانت بعيدة كل البعد عن الموضوعية ولم تجد أي تعاطف من الشارع ومن النواب وعندما سقطت هذه الاستجوابات كانت ردة فعل الناس ايجابية وصبت في صالح الموقف الحكومي إذ لم يكن هناك أي حراك شعبي رافض لسقوط هذه الاستجوابات.
وأضاف أن الموقف الشعبي المؤيد لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ما هو إلا رسالة من الشعب للبرلمان وللحكومة معا مفادها أننا نريد انجازات ونتطلع لرؤية تنمية حقيقية في شتى المجالات ونريد اللحاق بالدول المجاورة التي سبقتنا ولاتزال تتقدم بخطوات متسارعة تزيد من الفجوة بيننا وبينهم رغم توافر الإمكانات المادية والكفاءات والخبرات في الكويت. وأشار إلى أن الشيخ ناصر المحمد وحكومته استطاعا أن يتلمسا هذه الحاجة الشعبية وتعطش الناس للانجاز ولهذا فالحكومة تسير في الطريق الصحيح، مدعومة بتأييد شعبي ونيابي قوي.
وعبر الغريب عن رفضه للتغيير المستمر مؤكدا أن التغيير المستمر يخلق حالة من عدم الاستقرار داخل الدولة، وأيضا داخل أي مؤسسة حكومية فالجدية في العمل والحماس لأجل الانجاز قد يكون مفتقدا في هذه الحالة ذلك لان هناك شعورا لدى المسؤولين بعدم الاستقرار، ومن ثم يجد المسؤول نفسه منشغلا بالمشاحنات السياسية، والاستجوابات فيقل العمل وتقل الانجازات.
وألمح إلى أن الدول الخليجية المجاورة استطاعت تحقيق انجازات كبيرة، على المستوى الإقليمي والمستوى القاري، وقاربت على العالمية لتمتعها باستقرار سياسي انعكس على جميع أوجه النشاط داخل هذه الدول سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، والثقافية والعلمية، في حين نجد الكويت افتقدت هذا العامل على مدار السنوات السابقة، وقد آن الأوان لتنعم الكويت باستقرار سياسي يحقق لأبنائها طموحاتهم وأحلامهم.
الاحتجاج يعبر عن وجهة نظر شخصية ولا يمثل رأي الأغلبية في القبيلة
ما حدث خلال اللقاء من اعتراض واحتجاج من بعض الحضور، إنما يعبر عن وجهة نظر شخصية، ولا يعبر عن رأي الأغلبية في القبيلة، وإنما هو رأي شخصي يمثل صاحبه، وقد أكد الجميع على أن وجهاء ومشايخ قبيلة عنزة، وأبناء القبيلة ووجهاءها، يجمعون على طاعة ولي الأمر ورفض الاستجواب وما يراد به من تحقيقه خلافا لرغبة ولي الأمر.