- الدوسري: مليونا جهة رسمية خيرية في الولايات المتحدة.. وفي الوطن العربي لا تتجاوز 30 ألفاً فقط ونطمح إلى تدريس المقررات الخيرية والإنسانية وتيسير الإجراءات الحكومية
ليلى الشافعي
أكد الأمين العام لجائزة الشيخ فهد الأحمد الدولية للعمل الخيري د.شبيب الزعبي ان العمل الخيري الاسلامي لما كان له من السمعة الطيبة والنفع لعموم الانسانية في مشارق الأرض ومغاربها جعل ثلة من الناس تلتفت اليه وتحدق وتشخص ببصرها نحو هذا العمل وهذا المشروع الانساني بالصفة الأولى، فوقف تجاه هذا العمل من مرض قلبه وتعطلت انسانيته فأخذ يكيد له المكائد ويبرم له الخطط لثنيه عن التقدم والتطور، جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي اقامته الأمانة العامة لجائزة الشهيد فهد الأحمد الدولية للعمل الخيري لحفل تكريم الفائزين في العاشر من يناير الجاري والذي يقام تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية والإسكان الشيخ أحمد الفهد.
وقال د.الزعبي: لم تكن هذه الجائزة فريدة من نوعها، لا، ولم تكن هذه الجائزة هي المانحة لوجودها لا، ولم تكن هذه الجائزة هي المنظومة الرائدة فقط لا، ولكن أحسب ان هذه الجائزة جاءت فزعة للانسانية وانتصارا للبشرية لاسترجاع البسمة من خطّاف الابتسامة، وإحياء الانسانية من سرّاق الكرامة الانسانية، وجاءت لتحرير العمل الخيري وكل ذلك عن طريق تنسيق الجهود الخيرية الى الصالح العام النافع.
وأشار الى ان العمل الخيري محارب تارة بدعوى الارهاب وتارة بدعوى التحزب وتارة بإيعاز الشحناء والبغضاء بين المسلمين العاملين بهذا القطاع الى غير ذلك من الأقاويل الفاسدة، لذلك جاءت فكرة هذه الجائزة لتكون درعا ووقاية لنا من هذه الدعاوى الباطلة وتحريرا من الفكر المشبوه، فعملت الجائزة على تشجيع المؤسسات الخيرية والشخصيات المتميزة والعاملين في القطاع الخيري، كما تعزز الجائزة التعاون والترابط بين المؤسسات والجمعيات الخيرية، وتهدف الى توسيع مفاهيم البر والخير والإسهام المباشر وغير المباشر في تنمية الجوانب الاجتماعية والاقتصادية.
مؤكدا ان الجائزة تبرز دور العمل الخيري كقطاع ثالث رديف للقطاعين الحكومي والخاص في تنمية المجتمعات والهيئات والمؤسسات.
وتابع: في الجملة أيها الحضور الكريم اننا نريد ان يكون العمل التطوعي الانساني ذا خطى ثابتة ورؤى واضحة وأهداف معلومة واضحة نسير الى تحقيقها وقطف ثمارها جيلا بعد جيل.
فإن العمل الخيري اذا خلا من الرؤية والهدف والرسالة الواعية كان عملا متخبطا ومعوجا عن الطريق المستقيم.
ان المؤسسات الخيرية بأعمالها ومشاريعها تعتبر من خطوط الدفاع الأولى عن الأمة الاسلامية وعن مصالحها حيث انها من خير ما يوفر الأمن الوقائي لدولنا ومجتمعاتنا، كما انها صوتنا المسموع وسفيرنا في الداخل والخارج لكون العمل الخيري لا يعرف حدودا ولا سدودا.
اننا ايها الاخوة اليد الحانية والقلب الرحيم والعقل الذكي الذي يخطط ويعمل لانقاذ البشرية في عمل من انكار الذات وجهد متواصل وعمل متفان.
اننا في مؤسساتنا الخيرية ومنظومتنا الدعوية أفقنا عال كالسحاب ونظرتنا واسعة كالفضاء وتطلعاتنا كبيرة كالبحر.
وقال: اننا كمؤسسات خيرية نرسل رسائل مختصرة من هذا المكان الى العالم أجمع، الرسالة الأولى الى الذين اتهمونا بالإرهاب والتطرف في أعمالنا الخيرية، نقول لهم اننا أصحاب رسالة انسانية سامية من الدرجة الأولى تعمل على اسعاد البشرية، ونطالب هؤلاء القوم بأن يتفهموا دوافعنا ومنطلقاتنا في عملنا الخيري الانساني فنحن باختصار نريد ان يصل خيرنا الى غيرنا. وأما الرسالة الثانية فهي الى الحكومات والأنظمة المعاصرة العربية والاسلامية، فعليهم ان يلتفتوا الى القطاع الخيري والانساني التفاتة اكبار واحترام ولأن هذا القطاع رديف تنموي يساهم في التنمية المجتمعية المستدامة في المنطقة، ويجب ان يتفهموا انهم في علاقة شراكة وتكامل مع القطاع الخيري الانساني.
لذا فنحن نطمح الى تدريس المقررات الخيرية التطوعية الانسانية في المؤسسات التعليمية وتسهيل الاجراءات الحكومية المختصة بالتراخيص التي تحتاجها المؤسسات الخيرية التطوعية.
والرسالة الثالثة موجهة الى صنّاع الخير ورسّام الابتسامة الى العاملين في القطاع الخيري.
وأشار الى ان رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان يعتبر اول شخصية تمنح جائزة الشيخ فهد الأحمد.
وطالب د.الزعبي صنّاع الخير بعدة أمور وهي: ان تجدوا لنا رابطة للعمل الخيري تجمع كل المؤسسات الخيرية والتطوعية والانسانية في المنطقة حتى نصل الى التنسيق والتعاون والتكامل المنشود، وان تعملوا جاهدين الى تقنين العمل الخيري وحمايته من أيدي العابثين، وأيضا ان تكون الجائزة هي الوعاء الذي يستوعب الجميع.
اما عن تسجيل الجائزة في المنظمات الدولية فقال د.الزعبي لقد تم تسجيلها في منظمة المؤتمر الاسلامي، وفي المجلس الاجتماعي والاقتصادي التابع لجامعة الدول العربية، وأيضا الشبكة العربية، وكذلك برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الانمائية (أجفند)، وجامعة الدول العربية، كما تم تنسيق الجائزة مع رابطة الأدب الاسلامي العالمي، وإشهار جمعية الشهيد فهد الأحمد.
اللجنة العلمية والفنية
وتحدث المدير التنفيذي للجائزة د.سعد الدوسري عن تاريخ الكويت والعمل الخيري والذي أثبت فيه ان الكويت رائدة منذ القدم لعمل الخير والإغاثة وان المسيرة استمرت في العطاء من خلال الجمعيات الخيرية المنتشرة في انحاء البلاد وما تيسره الدولة من اجراءات لدعم هذا العمل الانساني داخل وخارج البلاد.
وتناول عرض مهام اللجنة العلمية والفنية للجائزة وقال: تتولى اللجنة العلمية لجائزة الشيخ فهد الأحمد الدولية للعمل الخيري الشؤون الفنية والعلمية للجائزة وذلك بأن تبدأ دورة الجائزة السنوية باجتماع مجلس الادارة لاختيار أفرع الجائزة المطروحة للدولة الحالية واختيار المحكمين وفق معايير تم اختيارها عن طريق دراسة من قبل خبراء متخصصين في العمل الخيري.
وتخضع أفرع الجائزة ومواضيعها لمدى حاجة العمل الخيري لها.
ثم الاعلان عن بدء الدورة الجديدة للجائزة قبل الموعد بستة أشهر، وذلك من خلال القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة في داخل الكويت وخارجها، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية لمخاطبة سفارات الكويت في الخارج للإعلان عن الجائزة.
والعمل على تعبئة نموذج المشاركة من قبل المشاركين عن طريق موقع الجائزة في الشبكة العنكبوتية ثم ارسال النموذج والمشاركة لأمانة الجائزة.
ثم فحص المشاركات من قبل اللجنة العلمية وفرز كل مشاركة الى فرعها المناسب لها.
بعدها يتم ارسال المشاركات الى المحكمين الذين تم اعتمادهم في كل فرع والذي بدوره يُعطي كل مشاركة الدرجة المناسبة لها وفق معايير تم اعتمادها مسبقا.
ثم فرز الدرجات ثم اعتماد النتيجة النهائية من قبل اللجنة العلمية.
ومراسلة الفائزين لدعوتهم لحضور حفل المسابقة وتكريمهم.
واشار الى ان المشاركات وصلت الى اكثر من 300 مشارك ومشاركة في محاور الجائزة والتي تشمل فرع التفوق المؤسسي والمشاريع الخيرية الرائدة والبحث العلمي والقصة القصيرة وعن الصورة الخيرية المعبرة عن العمل الخيري، مؤكدا ان المسابقة تنصب على دور العمل الخيري في القضاء على البطالة، والإعلام والعمل الخيري، مشيرا الى ان هناك مليوني جهة رسمية خيرية في الولايات المتحدة، أما الوطن العربي فلم تتجاوز 30 ألف جهة.