دعا مهندس زراعي أصحاب الحدائق والمزارعين الى الإكثار من زراعة شجرة المورينغا التي تتلاءم مع الظروف الجوية في البلاد نظرا الى فوائد ثمارها التي تحتوي على سبعة اضعاف فيتامين «سي» الموجود بالحمضيات وفيتامينات أخرى.
وقال المهندس الزراعي غانم السند لـ«كونا» أمس ان هذه الشجرة التي يطلق عليها اسم «الرواق» في منطقة وادي النيل ذات خصائص فريدة وذاع صيتها لتميزها اذ أدخلت في السنوات الأخيرة كنبات جديد على البيئة المحلية الكويتية.
وأوضح السند ان المورينغا هو الجنس الوحيد الذي يتبع العائلة «مورينغ اكاسيا» كون نباتات هذه العائلة تشبه الأكاسيات بشكلها وتتبعه عدة أصناف إلا ان المقصود منها «مورينغ اوليفيرا» وهو أهم الأنواع على الإطلاق وأكثرها انتشارا.
وذكر ان الهند تعتبر الموطن الأصلي لهذه الشجرة لكنها انتشرت في أنحاء العالم في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من قارة افريقيا وأجزاء واسعة من قارة آسيا كما لها انتشار محدود في منطقتنا العربية.
وقال ان المورينغا شجرة سريعة النمو دائمة الخضرة حتى في مواسم الجفاف وتعد نباتا محبا للحرارة والشمس ويصل طولها لحوالي 12 مترا لدى النضوج ولها جذور عميقة وأوراقها ذات لون اخضر باهت سرعان ما يزدهر ويزداد نضرة عند النضوج.
وأشار الى ان لون ازهار المورينغا (كريمي) وهي عطرة الرائحة بينما البذور زيتية وهي مجنحة ذات شكل مثلث سوداء اللون وثمارها على شكل جراب طويل رقيق تصطف البذور في داخله.
وبين ان لأشجار المورينغا القدرة على النمو حتى في أكثر الأراضي فقرا وغير الخصبة كما ان احتياجاتها المائية قليلة مقارنة بالأشجار الأخرى.
وعن بعض فوائد المورينغا قال م.السند ان ثمارها غنية المحتوى من البيتاكاروتين وفيتامين «سي» وفيتامين «ا» والحديد والبروتين والبوتاسيوم والفسفور وهي تشكل غذاء متكاملا في بعض مناطق افريقيا سواء مطبوخة ام نيئة كما يستخدم مسحوق اوراقها بعد تجفيفها كتوابل تضاف للوجبات الغذائية. وأشار الى ان أوراق الشجرة تعتبر مكملا غذائيا أيضا لمصابي مرض نقص المناعة المكتسب في بعض دول افريقيا لما تحتويه من نسبة عالية من فيتامينات ومعادن وهي أيضا غذاء للنساء المرضعات اذ تزيد من إدرار الحليب كما يخفض عصير الأوراق ضغط الدم العالي وهو مدر للبول. واستعرض استخدامات أخرى للمورينغا بينها استخدام «سيقانها» كحطب وقود في الريف كما ينتج اللحاء مادة صمغية تستخدم في بعض الصناعات الدوائية وتستخدم ايضا لعلاج الإسهال بينما تستخدم جذورها لعلاج الروماتيزم.
وقال ان بذورها تعد الجزء الأهم فيها حيث تتعدد استخداماتها فهي مقاومة للبكتيريا المسببة للأمراض الجلدية كما تستخدم كمنشط جنسي، مشيرا الى ان 35% من مكونات البذور زيت حلو المذاق غير لزج يستخدم ايضا في أغراض الطبخ وصناعة بعض العطور وكريمات العناية بالشعر كما يشكل مصدرا للطاقة والوقود الحيوي.
وذكر م.السند انه يتم استخلاص الزيت من البذور بعد تحميصها وجرشها ثم غليها في الماء حيث يطفو الزيت فوق سطح الماء ويتم تجميعه وما يتبقى بعد استخلاص الزيت يستخدم كمخصب للتربة ومن أهم استخداماته ايضا تنقية المياه بإضافة محتوى البذور بعد فصل الزيت الى خزانات المياه لما له من خاصية تجميع وترسيب الشوائب الصلبة العالقة بالمياه.
وأشار الى ان الدراسات العلمية عن قيمة المحتويات الغذائية لثمرة المورينغا أثبتت انها تحتوي على سبعة اضعاف فيتامين «سي» الموجود في الحمضيات وثلاثة اضعاف محتوى الموز من البوتاسيوم وأربعة اضعاف ما يحتويه الحليب من الكالسيوم وأربعة أضعاف محتوى الجزر من فيتامين «ايه 2» وضعف محتوى الحليب من البروتين.