في الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان «تاريخ العلاقات العربية ـ التركية» قال د.يوسف القرضاوي إن الانسان لابد ان تكون لديه رؤية واضحة وان يعمل على تحقيقها ورئيس وزراء تركيا قد قام بذلك بالتدرج فقد آمن بهذه الحقيقة ومن هذا المنطلق لابد ان يحذو الانسان نفس هذه الخطوات.
واضاف القرضاوي: اننا في الآونة الأخيرة محتاجون الى التلاحم ووحدة الصف وهذه الحقيقة واضحة عالميا، ففي الوقت الذي نشاهد فيه الكثير من التحالفات السياسية في العالم نشاهد نحن المسلمين الكثير من حالات التشتت والانقسام مشيرا الى انقسام السودان.
واوضح القرضاوي ان الاوروبيين قاموا بتوريث كره الجنوبيين للشماليين حيث افهموهم ان الشماليين يستعبدونهم لكن الحكومة السودانية كان عليها ان تجد سبيلا مشتركا للتواصل بينهما ولكن هذا لم يحدث، مشيرا الى ان العلاقة بين العرب والاتراك قديمة منذ زمن بعيد ونحن كنا امة واحدة منذ سنين طويلة.
وذكر ان موقف الاتراك من الاسلام لم يبدأ منذ العهد العثماني، كما قال رئيس الوزراء التركي ان العلاقة كانت منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب حيث استعانوا بالعنصر التركي العسكري، مبينا ان الاتراك السلاجقة انقذوا الاسلام فترة من الفترات من الغزوات الصليبية وجاء دور الزنكية بقيادة عماد الدين زنكي في رد العدوان الصليبي عن المسلمين، لافتا الى ان الكثير من الناس لا يعرفون الكثير عن الدولة الزنكية والتي كان من حسناتها القائد صلاح الدين الأيوبي.
وأشار القرضاوي الى «حزب العدالة والتنمية التركي» الذي انتهج منهج التدرج الذي يعد من المناهج الاسلامية وسنة كونية بحتة لتحقيق الاهداف، داعيا الى ضرورة تغيير المناهج الدراسية لاسيما للنشء حيث تغيرت في العديد من الدول الخليجية ويجب ان تحذو الدول الاخرى حذوها مؤكدا ان مقولة «الحكم العثماني كان استعمارا» تعد خاطئة وانه كان خلافة اسلامية وهو ما يجب تصحيحه لدى الكثير من الناس.
ودعا الدول العربية الى ضرورة اقامة علاقات قوية مع تركيا والى الوحدة والتكاتف بين جميع الدول العربية حتى تقدر على مجابهة التكتلات الأخرى.