-
المالكي: حادث الزورق العراقي يجب ألا يأخذ أكبر من حجمه
-
تشكيل لجنة وزارية عليا برئاسة محمد الصباح وزيباري لبحث الملفات العالقة بين البلدين
-
وزير الخارجية: مشاركة صاحب السمو في القمة العربية ببغداد تؤكد جدية المشاركة الكويتية والكويت والعراق جاران قدرهما العمل معاً ونرغب في بناء جسور للتواصل معه
-
زيباري: العراق ملتزم بكل تعهداته ونجري تحقيقاً في حادث الزورق الذى راح ضحيته جندي كويتي
-
الطبطبائي: أستغرب توقيت الزيارة ودماء شهيدنا لم تجف بعد
عاد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى البلاد مساء امس بعد زيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها منذ الإحتلال العراقي الغاشم قام بها إلى جمهورية العراق استغرقت يوما واحدا بدعوة من رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي. وكان في استقبال سموه في المطار الاميري لدى عودته عدد من الوزراء والشيوخ وكبار المسؤولين في الدولة.
ولم يمر وقت طويل قبل أن تظهر بعض ردود الفعل على هذه الزيارة، ومنها مواقف نيابية، حيث استغرب النائب د.وليد الطبطبائي زيارة سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى بغداد في هذا التوقيت، مؤكدا أن دماء الشهيد عبدالرحمن العنزي لم تجف بعد.
من جهته، علق النائب مسلم البراك على الزيارة بقوله: يبدو أن السياسة الخارجية للحكومة ليست ببعيدة عن سياستها الداخلية البالغة السوء، فهل يعقل قتل الشهيد العنزي بواسطة بعض العراقيين ثم إنقاذ أربعة منهم بعد محاصرتهم بزورق عسكري عراقي؟! إذن الحكومة العراقية مشتركة بهذه الجريمة، وبدل أن يتصل زيباري بالشيخ د.محمد الصباح يحدث العكس وبدل أن يؤجل رئيس الوزراء زيارته إلى أن نعرف ما قامت به الحكومة من إجراءات يقوم بالزيارة، لكن كما قلنا استمرار هذه الحكومة مأساة على الوضع الداخلي، كذلك أصبحت الآن مأساة على الوضع الخارجي.
وعودة إلى مجريات الزيارة فقد اجتمع سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء في قصر السلام بالعاصمة العراقية بغداد الى الرئيس جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق. ونقل سموه رسالة خطية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد.
وتتناول الرسالة العلاقات الثنائية الطيبة بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. حضر اللقاء اعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه ومن الجانب العراقي نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين العراقيين.
وأكد رئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني ان العراق الجديد سند وجار وشقيق للكويت.
وجاء تصريح الطالباني عقب استقباله امس في قصر السلام ببغداد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والوفد المرافق له. ورحب الرئيس العراقي بسمو رئيس الوزراء، معربا عن سروره وأمله في ان تتكرر مثل هذه الزيارات مستقبلا بما يعزز العلاقات بين البلدين الشقيقين ويطوّر آفاق التعاون بينهما.
وأشار طالباني الى عمق العلاقات والروابط بين العراق والكويت، مؤكدا «ان العراق حريص وبشكل كبير على تقوية العلاقات ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين البلدين وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين»، مضيفا «ان العراق الجديد سند وجار وشقيق للكويت». كما لفت الى ان «الشعبين العراقي والكويتي عانيا معا من ظلم الدكتاتورية وحروبها الهوجاء».
وكان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونظيره رئيس الوزراء العراقي الرئيس نوري المالكي قد عقدا في القصر الرئاسي بالعاصمة بغداد جلسة مباحثات رسمية استغرقت اكثر من ساعتين، ناقشا خلالها الملفات العالقة بين البلدين ومن بينها ملف الحدود المشتركة.
كما تناولت المباحثات العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وقدم سمو رئيس مجلس الوزراء خلالها التهاني إلى المالكي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وقد أكد المالكي خلال المباحثات أهمية ألا يأخذ الزورق العراقي الذي دخل المياه الإقليمية الكويتية مؤخرا بعدا أكبر من حجمه، موضحا أن التحقيق فيه يجري من قبل الجانبين.
وزار سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد رئيس المجلس الأعلى الاسلامي في العراق السيد عمار عبدالعزيز الحكيم.
وصرح سموه في مؤتمر صحافي مشترك مع الحكيم عقب الاجتماع بأن المحادثات تناولت سبل تحقيق الازدهار للعراق الشقيق بعدما عانى طوال سنوات من الظلم والدكتاتورية، واصفا لقاءه بالحكيم بالمثمر. من جهته، أكد الحكيم ان الكويت «داعمة ومساندة للعملية السياسية القائمة في العراق»، معتبرا ان «زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد تمثل رسالة لاسناد العملية السياسية». وأوضح الحكيم ان «الكويت بادرت الى مساندة الشعب العراقي في ظروف الدكتاتورية ولاتزال مساندة له حتى الآن»، داعيا الى «استذكار اهمية العلاقات الثنائية بين البلدين ومعالجة الاشكالات البسيطة العالقة». وقال ان «العلاقة بين البلدين وراءها تاريخ وأمامها مصالح كبرى»، مشيرا الى ان المباحثات مع سمو رئيس مجلس الوزراء «جرت لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين». بدوره أشار سمو الشيخ ناصر المحمد الى ان زيارته للعراق اليوم «جاءت لتقديم التهاني بمناسبة تشكيل الحكومة». كما التقى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد امس رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي. ونقل سمو رئيس مجلس الوزراء الى النجيفي تحيات رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي.
وعبر سموه خلال الاجتماع مع النجيفي عن سروره بأن العراق يعيش الديموقراطية ويملك الحرية التي حرم منها لسنوات طويلة.
وأبدى استعداده للتعاون مع العراق بما يحقق ازدهاره.
وحضر اللقاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه ومن الجانب العراقي عدد من النواب العراقيين من مختلف الكتل السياسية.
إلى ذلك عقد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح مؤتمرا صحافيا مشتركا مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري. وأوضح زيباري خلال المؤتمر الصحافي ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتفق مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد خلال اللقاء الذي جمعهما امس على تشكيل لجنة وزارية عليا لبحث القضايا والملفات العالقة بين البلدين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وأكد زيباري ان العراق ملتزم بكل تعهداته التي ابرمها بخصوص طبيعة العلاقة التي تربط البلدين، مبينا ان الطرفين بحثا كذلك حادث الزورق المؤسف الذي راح ضحيته قبل يومين احد الجنود الكويتيين، مؤكدا ان الحكومة العراقية تجري تحقيقا في الحادث.
من جانبه قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان البلدين اتفقا على عقد لقاءات دورية على أعلى المستويات بينهما لبحث الملفات المشتركة بينهما.
وبين الشيخ د.محمد الصباح ان النهج الديموقراطي الذي اختطه الشعب العراقي هو الانسب له مهنئا العراق بتشكيل حكومته الجديدة. كما رحب الشيخ د.محمد الصباح بالقرارات الاممية المتعلقة بالعراق والتي تؤذن بخروجه من طائلة البند السابع، مؤكدا ان بلاده ستساعد العراق على تطبيق بقية القرارات للخروج كليا من البند السابع. واعلن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح ان صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد سيحضر القمة العربية المزمعة اقامتها في بغداد خلال شهر مارس المقبل. وأوضح الشيخ د.محمد الصباح، ان ترؤس سمو الامير للوفد الكويتي الى القمة يمثل مؤشرا هاما حول جدية المشاركة الكويتية في القمة العربية ببغداد.
واشار الى ان للكويت رغبة كبيرة في بناء جسور للتواصل مع العراق وليس بناء سدود، لافتا الى ان العراق والكويت جاران شقيقان وقدرهما العمل معا وازالة جميع العقبات امام توطيد العلاقات بينهما. وشدد ايضا على رغبة الكويت في المشاركة بالاستثمار بالبنى التحتية العراقية. من ناحية أخرى سيزور نوري المالكي الكويت يوم 25 الجاري لبحث المشاكل العالقة بين البلدين.