- حجازي: العمق الإستراتيجي والإقليمي لتركيا حوّلها من دولة «طرف» إلى «مركز»
بشرى الزين
أوصى مؤتمر العلاقات العربية ـ التركية في جلسته الختامية مساء اول من امس بضرورة ايجاد منظومة مجتمع مدني عربية ـ تركية مشتركة تتحرك على مسرح المجتمع المدني الدولي لتمثيل الامة وعرض قضاياها العامة.
كما جاء في البيان الختامي الذي تلاه المنسق العام للمؤتمر محمد الديحاني الدعوة الى تكوين فرق عمل تنسق المواضيع المختلفة لرفعها الى مراكز القرار والتعاون بين منظومة المجتمع المدني والاعلامي العربي والتركي لاسيما القناة التركية الناطقة بالعربية ومخاطبة الجمهور بلغة جديدة تصحح الاخطاء وتبدد الاوهام وتزيل المخاوف وتعزز اللحمة.
وأشار المشاركون في المؤتمر الى اهمية تيسير البحث في الارشيف العثماني واستخراج وثائقه التي تخص الهندسة الاجتماعية العثمانية والبناء الاجتماعي الاقليمي ونظم حماية الاقليات وعرضها في كتاب سيكون القاموس الاجتماعي للمنطقة على غرار قاموس الاتحاد الاوروبي، مؤكدين على دعم الشراكات الاقتصادية على مستوى المؤسسات الاهلية والحكومية لافتين الى عقد ورش عمل مصغرة عربية ـ تركية مشتركة بشكل دوري تكون مهمتها تطوير المفهوم الاجتماعي الاقليمي بناء على الرصيد التاريخي واطلاق لافتات ومصطلحات اجتماعية جديدة للرأي العام تشعر بوجود دعم للنسيج الاقليمي الباعث على الطمأنينة.
وكانت بداية الجلسة الختامية شهدت مشاركة عدد من المتحدثين في ندوة حملت عنوان «استشراف مستقبل العلاقات العربية ـ التركية» حيث تطرق د.أكرم حجازي في كلمته التي حوت تساؤلات حول التاريخ والمصير في ضوء وقائع الحدث التركي، إلا انه على امتداد السنوات العشر الماضية فقط احدث الحضور التركي في المنطقة ردود فعل ايجابية اخترق صداها بعمق اسماع الناس من جميع الشرائح العمرية والثقافية والمستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذكر انه بخلاف مصر التي فشلت مبكرا في ان تقدم نموذجا يحتذى بعد انهيار نظام الخلافة وانتهاء الحرب العالمية الثانية، وكذا ماليزيا التي حاولت مطلع العقد الاخير من القرن العشرين ان تلعب دورا قياديا ما ولم تستطع على الاقل، لبعدها الجغرافي عن المنطقة، ولعدم تمتعها بأية مشروعية تاريخية او دينية في العالم الاسلامي عامة وفي المنطقة العربية خاصة، فإن تركيا اليوم، ابتداء من «العمق الاستراتيجي» الذي حول تركيا من «طرف» الى «مركز»، مرورا بسياسة «تصفير المشكلات» وانتهاء بـ «مكانة العالم الاسلامي في مهب التحولات الحضارية» العالمية، استحقت بجدارة مكانة اول دولة اسلامية تقدم اطروحة شاملة، معززة بإرث تاريخي وحضاري ضخم، ترد فيها على نظرية «النهايات الأميركية» خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وزوال الحرب الباردة، قيمة هذا الاستحقاق انه بات يشكل امتيازا غير مسبوق للامة خاصة انه يتوجه نحو المنطقة العربية بشكل خاص باعتبارها قلب العالم الاسلامي ومصدر حضارته.
باقة مقترحات
في ختام الندوة طرح د.فواز دحواس تجربة ناجحة لمجلة حراء التركية، كما عرض مجموعة من المقترحات، أوضح فيها ان مشكلة اللغة ستحل حتما في المدى المتوسط، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الطرفين وتنقية المقررات من المواد الجارحة، واصدار اعلاميات باللغتين، اضافة الى تشجيع التبادل الطلابي والدراسة في تركيا، وفي العالم العربي، مشيرا الى ان مواكبة النقلة النوعية التي حصلت في العلاقات السياسية على جميع المستويات تحتاج الى وضع اهداف مشتركة، ولا بد ان تكون هذه الاهداف نبيلة وسامية وتسعى الى بعث الخير بكل اصنافه وتنميته وتطويره وتصديره الى العالم، والانطلاق من القواسم المشتركة، وترك نقاط الخلاف جانبا مؤقتا، والارض الصلبة التي ننطلق منها هي القواسم المشتركة.