- مصر أبدت رغبة في تجديد دعوة الفصائل الفلسطينية لإعادة بحث المصالحة و«حماس» ترغب في إنهاء حالة الجمود مع السلطة وتوحيد الصف الفلسطيني
- أُبلغنا من القاهرة بأن إسرائيل تحذر من عملية عسكرية كبيرة جديدة في حال استمرار إطلاق الصواريخ باتجاهها من داخل القطاع من بعض الجماعات الفلسطينية
- استطعنا مواجهة الحصار الإسرائيلي ذاتياً من خلال الاكتفاء الزراعي وتشجيع عمل المصانع الوطنية في مختلف الصناعات لتوفير فرص العمل
غزة ـ محمد البحر
أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة د.اسماعيل هنية الليلة قبل الماضية ان مصر أبدت رغبة في الدعوة مجددا لمختلف الفصائل الفلسطينية الى القاهرة لبحث قضية المصالحة الفلسطينية.
جاء ذلك خلال لقاء جمع هنية مع وفد جمعية الصحافيين على هامش مأدبة عشاء اقامها النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني د.أحمد بحر على شرف الوفد الصحافي الكويتي الزائر الى غزة.
وقال هنية ان رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ابلغه عبر الهاتف بان مصر ترغب في دعوة الفصائل الفلسطينية كافة مجددا الى القاهرة للبحث في مستقبل الوضع الفلسطيني.
واعتبر أن مبادرة مصر تعكس مدى يقينها بأهمية الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني ووجوب المضي قدما نحو عملية المصالحة الفلسطينية.
وأكد انه في حال تقدمت مصر رسميا بهذه الدعوة للفصائل الفلسطينية بما فيها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فإنها ستقوم بدراستها من «منطلقات ايجابية».
وأوضح هنية ان الفلسطينيين يواجهون تحديات أساسية عدة أبرزها تحدي الاحتلال الصهيوني للضفة والقطاع والقدس الشريف والذي شارفت «الخطة الصهيونية لتهويده» على الانتهاء والمتمثلة في تهجير المقدسيين وسحب الهويات الفلسطينية والحفريات لتغيير المعالم الديمغرافية والجغرافية فيه.
وأضاف «ان الحصار الذي يفرضه العدو الصهيوني على قطاع غزة والذي دخل عامه الرابع يعد تحديا آخر للفلسطينيين» داعيا في الوقت ذاته الجميع من مختلف الفصائل الفلسطينية والدول العربية والإسلامية الى انهاء هذا الحصار الظالم على قطاع غزة والعمل على رفعه في اقرب وقت ممكن.
بيد ان هنية استدرك قائلا «استطعنا مواجهة هذا الحصار ذاتيا بتفكيك بعض عقده من خلال امور عدة ابرزها الاكتفاء الذاتي الزراعي والتشجيع على اعادة عمل المصانع الوطنية في مختلف الصناعات لتوفير بعض فرص العمل وغيرها».
وأكد ان الحكومة المقالة في غزة تواجه تحديا ثالثا يتمثل في استعادة الوحدة الوطنية وانهاء حال الانقسام بين الفصائل الفلسطينية لاسيما بين حركتي حماس وفتح.
واشار هنية الى وجود تحد آخر يواجه السلطة في غزة وهو اعادة اعمار ما دمره الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه عليها، مشيرا الى تدمير ما يقارب 3500 منزل غير ان هناك ما يزيد على 500 اسرة فلسطينية مازالت بلا مأوى ثابت.
وشدد على ان الحكومة المقالة في غزة تقوم بجهود حثيثة الى جانب بعض الجمعيات الانسانية والخيرية الفلسطينية بمساندة الجمعيات الخيرية الكويتية في مجال البناء والتعمير، مضيفا ان الحكومة ستعلن قريبا عن بدء العمل في المرحلة الاولى من عملية الاعمار والبناء في قطاع غزة.
وعن وجود اي تهديدات اسرائيلية حقيقية لتكرار عدوانها على قطاع غزة أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة اسماعيل هنية «اننا تتعامل مع التهديدات الاسرائيلية بدرجة عالية من الجدية والمسؤولية» مستدركا بان «الحرب الاخيرة على غزة توقفت قبل عامين لكن معركة الاستنزاف لم تتوقف بل هناك استهداف للأشخاص والمقار والمواقع في القطاع».
وقال ان العقيدة الصهيونية العسكرية قائمة على الاحتلال والعدوان على الشعب الفلسطيني مشيرا الى وجود ما اسماه «قناعة صهيونية بأن القطاع لا يزال صامدا في ظل وجود حكومة حماس».
واوضح هنية ان السلطة في غزة تقوم على معادلة مبنية على جزأين لمواجهة هذه التهديدات الاول منها هو الحرص على تجنيب اهالي قطاع غزة ويلات حرب جديدة في حين ان الجزء الثاني يتمثل في الاستمرار للاستعداد لمثل هذه التهديدات ومواجهتها.
وأكد ان ايجاد قاعدة سياسية في داخل قطاع غزة والساحة الفلسطينية تتوافق على ضرورة تجنيب القطاع اي حرب اخرى تقطع الطريق عن النوايا العدوانية الصهيونية وذلك من خلال الاعداد لجملة من اللقاءات والاجتماعات لمختلف الفصائل الفلسطينية على المستويات الميدانية والسياسية.
ورأى أن وزارة الداخلية في الحكومة المقالة من خلال هذا الحوار الوطني نجحت في الخروج بموقف فلسطيني موحد يقضي بالعمل على الضبط الميداني وضمان استمراره من خلال بعض الاجراءات القائمة على الحوار والاقناع.
وذكر ان للسلطة في غزة تحركا ديبلوماسيا واسعا يشمل المسؤولين في مصر وجامعة الدول العربية والامم المتحدة وبعض القوى والاطراف الاقليمية والدولية ليتسنى لها نقل مستجدات الاوضاع في قطاع غزة في محاولة لوقف ما يخطط له العدو الصهيوني من نوايا عدوانية ازاء القطاع.
وكشف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة عن تلقيه رسالة جديدة من مصر تنص على انه في حال استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة من بعض الجماعات الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948 فإن القوات الاسرائيلية ستقوم بعملية عسكرية كبيرة على القطاع ستكون مشابهة لما سميت بعملية (الرصاص المصبوب) التي نفذت قبل عامين فيه.
وعن وضع العلاقة مع السلطة الفلسطينية وطبيعتها قال هنية ان العلاقة حتى هذه اللحظة تشوبها «حال من الجمود» لاسيما فيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية.
وقال «لا توجد اي اتصالات مع السلطة الفلسطينية حول مسألة المصالحة الفلسطينية» بيد انه اكد رغبة حكومة حماس في انهاء حال الانقسام الفلسطيني وتوحيد الفلسطينيين لاسيما في ظل الاوضاع التي تشهدها الساحة المحلية والاقليمية والدولية.
واوضح ان حكومة حماس المقالة بادرت بالعمل على تحريك حال الجمود في اكثر من مناسبة مشيرا الى تحميل الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال زيارته الى غزة مبادرة تهدف الى تحريك عملية المصالحة.
وحول طبيعة العلاقة التي تجمع ايران بحركة حماس قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية «ان هذه العلاقة كأي علاقة اخرى في أي دولة عربية او اسلامية حيث ان حماس منفتحة مع كافة الدول العربية والاسلامية ولديها علاقة واسعة معها».
واضاف «نعم ان ايران بادرت بتقديم الدعم المادي للشعب الفلسطيني لمواجهة الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة ونحن نقبل به ولكننا لا نقبل بأي شروط او التزامات منها نظير هذه المساعدات المالية».
واوضح ان الدعم المادي ليس محصورا في ايران وحدها بل ان العديد من الدول العربية والاسلامية بادرت بتقديم الدعم لاهالي قطاع غزة.
وبمناسبة بدء الاحتفالات الوطنية بمرور عشرين عاما على تحرير الكويت من براثن احتلال النظام العراقي البائد استذكر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة د.اسماعيل هنية موقف حركة حماس الرافض لاحتلال العراق للكويت في عام 1990.
وشدد على «أن هذا الموقف حظي بتقدير عال من المسؤولين في الكويت في ظل وجود مواقف ضبابية فلسطينية لهذا الفعل المشين».
وقال ان حماس اكدت شرعية الكويت وانها دولة عربية مستقلة ذات سيادة فضلا عن وجوب معالجة هذه الازمة في الاطار العربي ورفض التدخل الخارجي الأميركي في المنطقة.
وأعرب هنية عن خالص تهنئته إلى الكويت أميرا وحكومة وشعبا بعيد التحرير وعودة الشرعية لها، متمنيا المزيد من التقدم والازدهار للكويت واهلها وان تنعم بالأمن والأمان في ظل قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد.
ويضم وفد جمعية الصحافيين الذي اختتم زيارته الى قطاع غزة امس الاحد نائب رئيس التحرير ورئيس الوفد الزميل عدنان الراشد، اضافة الى د.عصام الفليج ود.وائل الحساوي ود.أحمد الكوس وسامي النصف ومحمد البحر وسامي الخليفي.