برحيل العم يوسف يعقوب يوسف المطوع تخسر الكويت رجلا آخر من رجالاتها الكبار الذين كانت لهم اسهاماتهم الواضحة ونجاحاتهم الكبيرة في تاريخ هذا الوطن. 95 عاما قضاها العم بويعقوب (رحمه الله) كان خلالها مثالا للعطاء والتفاني والقدوة الحسنة والسخاء والكرم وحب الخير فطالت أياديه البيضاء وأفعاله الخيّرة الجميع سواء داخل الكويت أو خارجها. كان رحمه الله من جيل الرواد الأوائل الذين صنعوا تاريخهم بأنفسهم حيث عمل في التجارة منذ الصغر مع تجار الكويت متنقلا بين الكويت والهند والإمارات وسواحل أفريقيا ومكتسبا خبرة اقتصادية وتجارية أهّلته ليصبح من رواد تلك المرحلة وأحد أبرز تجار الكويت والتي عرفته وخبرته يُقدم مصلحة أهل الكويت على ما سواها من حسابات الربح والخسارة، فكانت تعاملاته التجارية مثالا يحتذى في الصدق والأمانة والنزاهة التي كانت عنوانا ساطعا في حياة العم يوسف المطوع (رحمه الله). ولد العم الراحل يوسف يعقوب المطوع عام 1916 في الكويت في فريج الجناعات في منزل والده يعقوب المطوع قرب مسجد عبدالعزيز المطوع (قرب مقر البورصة حاليا). وبدأ العم رحلته الدراسية في مدرسة المباركية وتعلم القراءة والكتابة والحساب والقرآن في الكتاتيب، وكان لمدرسة الحياة الأثر الكبير في تعلمه التجارة واللغات حيث أجاد وبطلاقة المحادثة باللغتين الانجليزية والهندية بالاضافة الى الألمانية. لم يميز الفقيد الراحل بين غني او فقير وبين كبير او صغير فكان يلتقي على محبة الجميع فبادلوه المحبة اضعافا وتعدى بعلاقاته الاجتماعية والتجارية حدود الكويت فكان رصيده كبيرا في قلوب ونفوس الجميع. وكان العم بويعقوب (رحمه الله) من الشخصيات التي نالت كل التقدير والاحترام من جميع أبناء الديرة ومن الشخصيات التي كانت شاهدة على تاريخ هذا الوطن وبنيانه على أيدي رجالات الكويت الكبار الذين كان العم بويعقوب واحدا منهم. فإلى جنة الخلد يا بويعقوب بإذن الله تعالى كلمات رددها المشيعون ليحتضنه تراب الكويت التي عمل دائما من أجلها. وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم «الأنباء» الى أسرة الفقيد بأحر التعازي داعين الله عز وجل ان يتغمد الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
صباح العلي: العم يوسف المطوع علم من أعلام نهضة الكويت
فقدت الكويت أحد رجالاتها المعروفين والذين ساهموا في النهضة الحديثة للبلاد «رحالة الكويت» العم يوسف يعقوب يوسف المطوع ـ رحمة الله عليه.
حيث أعرب مدير عام مؤسسة الموانئ الكويتية الشيخ د.صباح جابر العلي عن خالص التعازي بوفاة المغفور له بإذن الله العم يوسف المطوع، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته.
وقال العلي إنه بانتقال العم يوسف المطوع، تفقد الكويت وعائلة المطوع الكرام أبرز رجالات الوطن ممن ساهموا في بناء نهضة الكويت الحديثة. فرحمه الله كان ممن وضعوا على عاتقهم مسؤولية نهضة الكويت الشاملة للوصول باسمها إلى أعلى المراتب بين أقرانها في المنطقة. والفقيد من مواليد عام 1916، أي انه من أبناء جيل النهضة المخضرمين، الذين أدركوا عصر النهضة الحديثة بالكويت، وهم في العشرينيات من أعمارهم، فكتبت عليهم المسؤولية منذ بداية شبابهم، فكانوا أهلا لها.
واوضح العلي ان العم يوسف المطوع عمل في التجارة منذ الصغر، متنقلا بين الكويت والهند والامارات وسواحل افريقيا، وامتلك سفينة للسفر جاب بها البحار للتجارة، عرف بمواقفه وعطاءاته الانسانية والخيرة للمحتاجين داخل الكويت وخارجها.
وكانت مسيرته عطاء مثمرا لأبناء هذا الوطن في جميع المجالات وستبقى ذكراه نبراسا يضيء الطريق لكل من يبحث عن مثله الأعلى الذي يقتدي به ويتعلم منه على مدى الحياة.
في النهاية، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه وأحباءه الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون).