- فاضل: العلاقات الكويتية ـ العراقية مرغوبة على المستوى الرسمي أكثر من الشعبي
- الصميدعي: الكويت لن تتنازل عن حقوقها.. وإنما تحاول تطبيع علاقاتها مع بغداد بشكل أكثر جدية
في الذكرى العشرين لحرب الخليج الثانية، لاتزال المسائل عالقة بين العراق والكويت في ظل العقوبات الدولية التي قد تحاول واشنطن استخدامها للتأكد من توجهات بغداد السياسية، بحسب عدد من المحللين.
ويقول الباحث إحسان الشمري ان واشنطن «قد تحاول استخدام ملف العلاقات بين البلدين للاحتفاظ بقيود على تحركات بغداد لأنها ليست متأكدة من توجهات حكومتها بعد انسحاب القوات الأميركية».
ويضيف ان «ملف العلاقات أصبح ورقة بيد واشنطن للمساومة والضغوط للحفاظ على مصالحها من دون اتهامها بعرقلة الأمور، لان العقوبات صادرة عن مجلس الأمن الدولي وليست أميركية، ومن هنا تأتي أهمية هذه الورقة التي تشكل غطاء لديبلوماسية المصالح».
وقال الشمري «لا اعتقد ان العراق سيشكل تهديدا للكويت بعد الانسحاب الأميركي فلديه ما يكفيه من المشاكل الداخلية (...) ولو افترضنا انه يريد تهديد الكويت فماذا بإمكانه ان يفعل؟ فترسانتها العسكرية اكبر من قوته، وقد تكون النتيجة معكوسة».
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل ان «اعتبار واشنطن العراق مواجها لإيران أكثر من الكويت، قد يكون أفضل لتطبيق استراتيجيتها في المنطقة».
وأضاف ان «الكويت تخشى عودة بغداد كقوة إقليمية مرشحة لان تكون مركز استقطاب نظرا لمواردها، فضلا عن انعدام ثقتها في بناء عراق جديد».
و«كل هذه الأمور تبقي على الشكوك والتوتر فضلا عن رأي عام في البلدين غير مرتاح لتطور العلاقة»، وختم قائلا ان العلاقات «قد تكون مرغوبة على المستوى الرسمي أكثر من الشعبي (...) ويبدو للأسف الشديد ان فترة عشرين عاما ليست كافية لمحو آثار الاحتلال الغاشم».
من جهته، رأى المحلل ابراهيم الصميدعي ان هناك «مرحلة تحول في الخطاب لدى الدولتين حيث تراجع الخطاب المتشنج في الكويت وذلك ليس لحرصها على اقامة علاقة خاصة مع بغداد بل لان المنظومة العربية بدأت في التحرك باتجاه العراق».
وقال ان الكويتيين أصبحوا أكثر وعيا بحيث انهم لا يريدون عرقلة هذا الأمر وبدأوا يتحركون بشكل براغماتي رغم عدم اعتقادي ان الكويت ستتنازل عن حقوقها إنما تحاول تطبيع العلاقات الثنائية بشكل أكثر جدية من السابق».
وأكد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان كل العقوبات الباقية سترفع شرط ان يتوصل العراق الى اتفاق حول ترسيم الحدود مع الكويت ودفع تعويضات لها.
حرب عاصفة الصحراء: شهر كامل من القصف الجوي والعمليات الميدانية لإخراج الطاغية المقبور من الكويت
في شان ذي صلة رسخت حملة عاصفة الصحراء الاميركية الخاطفة بواسطة قوات ضخمة تضمن عدم التورط في فيتنام جديدة، عقيدة عسكرية لم تعد متبعة حاليا بعد مرور 20 عاما في ظل شكوك تحوم حول مستنقع جديد في افغانستان.
وحظيت العقيدة بموافقة ارفع ضابط في الجيش الأميركي آنذاك، رئيس أركان الجيوش الجنرال كولن باول، لكن تم نسيانها بعد أعوام في رمال العراق وجبال افغانستان.
وقد حدد باول معايير واضحة قبل إرسال الجنود الى مسرح العمليات، وهي ضرورة تعريف اهداف الحرب سياسيا وعسكريا، وان تكون المصالح الحيوية مهددة، كما ان التدخل يجب ان يحظى بموافقة الداخل والخارج.
وفي حال تلبية هذه الشروط، يجب على الولايات المتحدة تأمين قوات «ساحقة» للتأكد من تحقيق النصر، وفقا لما قاله لاري كورب الخبير العسكري في «مركز التقدم الاميركي».
وشكلت حرب الخليج الثانية التطبيق الصارم لمبدأ باول، اي نصف مليون عسكري وشهر متواصل من القصف الجوي تتبعها 100 ساعة من العمليات الميدانية هدفها الوحيد طرد الرئيس العراقي المقبور صدام حسين من الكويت.
ويقول مايكل كوهين في مقال نشره مركز الأبحاث «فاونديشين من اجل اميركا جديدة» ان هذا المبدأ او العقيدة التي تستخدم ضمن اطار صارم لم تتكيف بشكل جيد مع التدخلات العسكرية الإنسانية الطابع في التسعينيات كما حصل في الصومال والبلقان ومهمات تعزيز قدرة المؤسسات على بناء الدولة، مما ادى الى التخلي عنها شيئا فشيئا.
وخلال هذه الأعوام، ترافقت «الثورة في الشؤون العسكرية» مع بروز التكنولوجيا الحديثة والتشديد على الدور المحوري للاستخبارات والاتصالات في حقل المعركة. وبالتالي، بات تخفيض عدد العسكر امرا ضروريا.
وفي 2001، نالت فرق القوات الخاصة ووكالة المخابرات المركزية الأميركية مترافقة بضربات جوية من حركة طالبان وبعد عامين هاجم اقل من 150 الف عسكري العراق للإطاحة بالنظام.
في المقابل، لم تكن هناك اي خطة لكي يتمكن البلدان من النهوض مجددا.
ويضيف كورب ان وزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد «فعل ذلك عمدا لم يكن يريد بناء الدولة، كما اعتقد المحافظون الجدد ان (السياسي العراقي) احمد الجلبي سيتولى الباقي، لم يخططوا لمرحلة ما بعد الحرب».
وفي العراق فإن عدد الجنود لم يكن كافيا والحكومات ضعيفة لكي تفرض سيطرتها، فوجدت نفسها بمواجهة حركات تمرد ما دفع بالولايات المتحدة الى وجود عسكري طويل الأمد.
وبقيادة الجنرال ديفيد بترايوس، تبنى الجيش الاميركي استراتيجية مضادة للتمرد كما حدث في فيتنام قبل 40 عاما.