اسامة دياب
أكد امين عام تجمع علماء الشيعة في الكويت السيد محمد باقر المهري ان هناك مؤامرة كبرى من قبل بعض الدول تستهدف الطائفة الشيعية، والشواهد على ذلك كثيرة وتجلت في التصريحات غير المسؤولة لبعض رؤساء الدول وعلماء المسلمين في هذا الصدد، واضاف المهري ان ابرز عناصر هذه المؤامرة هو تشويه صورة مذهب آل البيت وهذا نتيجة المواقف الوطنية للشيعة ضد الاستعمار والصهيونية، جاء ذلك في مجمل كلمته التي ألقاها في المهرجان الخطابي لجمعية المستقبل الثقافية الاجتماعية تحت عنوان «شكرا للجميع» بعد قرار منع عرض مسلسل للخطايا ثمن.
واشار المهري الى ان المسلسل يصور المجتمع الكويتي على انه مجتمع متميع، كما يصور فتياته المؤمنات في صورة غير مناسبة ولذلك فإن هذا العمل عمل طائفي يفسد المجتمع ويمس مشاعر جميع الشيعة في كل انحاء العالم ويسيء لسمعة الكويت، واعرب عن سعادته بتكاتف الجميع لمنع هذا المسلسل قائلا: شكرا لإخواننا السنة لموقفهم المشرف في مساندة الحق لأن هذا التكاتف هو تجسيد للوحدة الوطنية، وتوجه بالشكر لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ورئيس جهاز الامن الوطني الشيخ احمد الفهد ووزير الاعلام عبدالله المحيلبي، لافتا الى ان بعض اعضاء مجلس الامة لديهم حالة طائفية ونزعة قبلية وطالبهم بالكف عن التصريحات غير المسؤولة.
ومن جهته افاد النائب احمد لاري بأن رب ضارة نافعة واكد على ان ما حدث كان مفيدا لأنه كشف عن المعدن الاصيل للشعب الكويتي الذي تعامل مع الازمة بعقلانية، واضاف لاري ان الشارع الكويتي استطاع ان يتجاوز اكبر تحد في وقتنا هذا ألا وهو التحدي الطائفي ولذلك فإن الكويت في أمان ولا خوف عليها. وأشار الى ان الوحدة الوطنية هي أبلغ رسالة نوجهها للعالم ولكل من يفكر في ان يعبث بأمن الكويت. كما اننا لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه أي تجاوزات معتمدين على وحدة صفنا وتلاحم قوى شعبنا. وهذا ما رأيناه فالكويت توحدت سُنة وشيعة حكاما ومحكومين ووأدت الفتنة.
وأضاف لاري ان قضية التباكي على الحريات والمزايدة بها مرفوضة، لأن الحرية يجب ان تكون مقننة ولها ضوابط، لذلك فنحن مع الحرية ولكن ضد التجاوز.
وبدوره افاد وزير التجارة الأسبق صلاح خورشيد بأنه لولا جهود الجميع في معالجة الأزمة لما كنا هنا اليوم لنشكر الجميع، ولفت خورشيد الى أهمية استثمار هذا التلاحم الشعبي لنواجه أي أزمة مقبلة ونتوحد لنحارب من يشعل الفتنة، خصوصا ان الحفاظ على الوحدة الوطنية من أهم التوجهات التي يحرص صاحب السمو الأمير في التأكيد عليها. وشكر خورشيد كل من ساهم في حل هذه الأزمة، لكنه عتب على وزير الاعلام، حيث انه كان يمكن تفادي هذه الأزمة لو كان هناك نوع من الرقابة على النص قبل الترخيص له.
اما عضو المجلس البلدي د.فاضل صفر فأكد ان الكويت خرجت بمجموعة من الدروس المستفادة من هذه الأزمة أهمها تلاحم جميع قوى الشعب كحزمة واحدة يصعب اختراقها. وأضاف صفر اننا الآن امام تحد كبير يتمثل في ضرورة ان نطرح بدائل لتلك الأعمال الهابطة التي تستأثر باهتمام أولادنا. كما دعا وزارتي الاعلام والداخلية لسحب النسخ الموجودة من هذا العمل من السوق.
ومن جهته، أكد النائب صالح عاشور ان المسؤولين في الدولة غافلون عن أمور كثيرة تمس الوحدة الوطنية، ولولا التحرك الشعبي لحدث ما لا تحمد عقباه. وأضاف عاشور ان تحرك مؤسسات المجتمع المدني فوت الفرصة على الدخلاء في اشعال فتيل الأزمة. ولفت الى تقصير المسؤولين فيما يخص قضايا الأمن الوطني والعدالة والمساواة. ووجه عاشور عدة رسائل استهلها برسالة للحكومة حثها فيها على تطبيق الدستور والقانون حتى يشعر المواطن بأنه يعيش في دولة العدالة. ووجه رسالة اخرى الى أصحاب النفوس الضعيفة قائلا: ان هذا البلد فيه من الرجال من يهتم بالوحدة الوطنية ويغلب المصلحة العامة على الخاصة، وان الشعب الكويتي في الأزمات يد واحدة. ورسالة اخرى الى الفنانين وذكرهم بأن الفن رسالة تجمع ولا تفرق ويوجه ويوعي المجتمع ويسلط الضوء على قضاياه وطرق حلها وليس لإثارة الفتنة. واختتم عاشور كلمته بان هناك هجمة شرسة تعمل على خلخلة المنطقة بصورة عامة وضرب الوحدة الوطنية فيها.
الصفحة في ملف ( pdf )