اقبل رمضان فاكتسى الزمان بحلة جديدة، وراح الجميع يخططون لايامه الثلاثين وكيف يقضونها، اذ ان هذه الايام تختلف كل الاختلاف عن ايام السنة كلها، حيث ينظم الشهر الكريم الاوقات ويحددها بالسحور والفطور والامساك، كما يحدد ذهاب الموظفين والعمال وايابهم.
الجميع هيأ اسبابه لاستقبال الشهر الفضيل، وامتلأت الاسواق والمحال والبقالات والجمعيات، الكل يريد حمل مؤونة الشهر وجلب افضل الاصناف لتزيين موائد رمضان.
وفي الجهة المقابلة فإن الشهر موسم ثري لجميع الباعة الذين امتلأت رفوفهم بأطايب الطعام وجميع الاصناف، حتى ان الرجل يكاد يظن انه في مسابقة للتبضع لا يأتي بها الا شهر فضيل هو شهر رمضان الكريم.
ولم يغب عن العائلات ترتيب ازمنة الزيارات ومواعيد اللقاءات، فراح الجميع يتبادل التهاني مع الاهل والاصدقاء بحلول الشهر الفضيل عبر عبارات تنوعت بين مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده، ومبارك الشهر الفضيل، واعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات، وعبارات اخرى جادت بها مهج وقرائح اولاء المحبين والمرتقبين لحلول شهر الصيام، واخذ الجميع يدون في مذكراته مواعيد الاهل والاصدقاء الذين يرقبــــون الشــــهر الفضــــيل ليتــــجمعوا على مائدة واحدة بعد ان ابعدتهم الاشغال والاعمال عن الاجتماع والالتقاء وتبادل الحديث وصلة الرحم.
وراح الاطفال يستعدون كآبائهم، فمنهم من عاهد نفسه على صوم الشهر كله ومنهم من قل حماسه، فراح يمني نفسه بصيام نصف الشهر، ومنهم من استحىا من اصدقائه فوعدهم بمحاولة صوم ايام من رمضان قائلا لهم «الله كريم».
«الأنباء» جالت في الاسواق والمحال والجمعيات ورصدت بكاميرتها تدافع الناس اليها واقبالهم على شراء ما تقع عليه اعينهم بعد ان رأوا اصنافا متنوعة من الطعام حمله اليهم قدوم شهر مبارك.
الصفحة في ملف ( pdf )