ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الأرشيف العراقي من حرب الخليج الثانية يظهر أن الرئيس المقبور صدام حسين طلب مساعدة السوفييت لمنع هجوم بري أميركي، واتهم الرئيس ميخائيل غورباتشوف بالخيانة لعدم تمكنه من إقناع نظيره الأميركي جورج بوش الأب بوقفه، كما يظهر سوء فهم صدام للإستراتيجية العسكرية الأميركية.
وقالت الصحيفة إن القوات الأميركية حصلت على الأرشيف العراقي بعد الاحتلال عام 2003 وتم الكشف عنه لمناسبة الذكرى العشرين لعملية عاصفة الصحراء.
وذكر الأرشيف أن المقبور صدام عرض سحب القوات العراقية من الكويت خلال 21 يوما بعد مشاورات مع غورباتشوف وقال لأعوانه إن الرئيس السوفييتي «خدعنا» وأضاف «عرفت أنه سيخوننا».
وقد أرسل صدام وزير خارجيته طارق عزيز للقاء غورباتشوف في موسكو في 21 فبراير قبل أيام من الهجوم البري عام 1991.
وقال غورباتشوف للرئيس بوش إن الموقف العراقي تغير ولم يعد العراقيون يريدون ربط مسألة الخليج ببقية المسائل في الشرق الأوسط وإنهم عرضوا الانسحاب من الكويت خلال 6 أسابيع ثم وافقوا على طلب السوفييت بالانسحاب خلال 21 يوما غير أن الرئيس السابق الأميركي جورج بوش كان يطالب بالانسحاب دون شروط ودفع تعويضات للكويت وحل مسألة الغازات السامة وبرنامج الأسلحة الكيميائية والنووية والبيولوجية التي يملكها العراق.
وقد قوضت جهود غورباتشوف عند إحراق آبار النفط في الكويت وفي 23 فبراير قبل دقائق من انتهاء المهلة التي منحها بوش للعراقيين، تحدث معه غورباتشوف الذي عرض عليه التوصل إلى حل مشترك في الأمم المتحدة وقد رفض بوش ذلك قائلا إنه في حال وافق العراقيون على الانسحاب سيتعين عليهم أن يعلنوا ذلك «خلال الدقائق القليلة المقبلة».
ويشير الأرشيف إلى أن المقبور صدام اعتقد أن حرق آبار النفط خطوة تكتيكية لردع طائرات العدو وانها لن تثير غضب العالم كما توقع أن يشن الأميركيون هجوما برمائيا وظن في بداية الأمر أن بعض التجارب التي قام بها الأميركيون بمثابة «الصدمة الأولى» قائلا إنها فشلت وظن بعدها أن سقوط ضحايا أميركيين في الحرب سيمنع بوش من المتابعة.
يشار الى أن «عملية عاصفة الصحـــــراء حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد العراق».