- المعطيات السياسية والاجتماعية تحتاج إلى تعزيز المسؤوليات التربوية والوطنية
- لابد من وضع السلبيات والإخفاقات في ميزانها الصحيح والسعي بجدية لمعالجتها
- يجب إعطاء أهل الميدان دورهم الحقيقي في صنع القرار ورسم الخطط
رفعت جمعية المعلمين، باسم أهل الميدان التربوي من جموع المعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية والأسرة التربوية، أسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمناسبة مكرمة سموه لأبناء شعبه، جاء في بيان صدر عن مجلس إدارة الجمعية تحت شعار «ولك منا كل الشكر والامتنان يا قائد مسيرتنا ويا معلمنا الكبير»، أن هذه المكرمة جاءت من منطلق سخاء أيادي سموه البيضاء وحرصه الدائم على تأمين كل وسائل الراحة والطمأنينة والرفاهية والسعادة لأبناء الشعب الكويتي بكافة شرائحه وأعماره وتعزيز مسيرة الخير والنهضة المباركة لكويتنا الغالية.
وجددت الجمعية في بيانها عهد الوفاء لسموه مشيرة الى أن المعلمين والمعلمات سيبقون دائما على عهد الوفاء من أجل مسيرة كويتنا الغالية التي حباها الله تعالى وعلى امتداد تاريخها بقيادة حكيمة حنونة، وسيبقون دائما عند حسن الظن في تحمل مسؤولياتهم من أجل بناء أجيال قادرة على مواجهة التحديات بفكر واع متزن، يدرك مسؤولياته الجسيمة تجاه وطنه ويدرك دوره في تعزيز وحدة الصف وروح الأسرة الواحدة، وفي الوقوف الدائم خلف قيادته الشرعية التي ارتضاها لنفسه أبا عن جد.واختتمت الجمعية داعية الباري أن يحفظ سموه ذخرا وسندا وأن يطيل من عمره وأن يحفظ الكويت الغالية بلدا آمنا مستقرا سخاء رخاء في ظل قيادة سموه الحكيمة.
الأوضاع التربوية
من جانب آخر وفي الشأن التربوي طالبت الجمعية الوزارة وجميع الجهات المعنية بأن تعيد النظر في الأوضاع التربوية قائلة ان الأوضاع الحالية، بما فيها من سلبيات وتناقضات وممارسات متباينة ومثيرة للجدل تحتاج منا إلى وقفة جادة لإعادة النظر فيها ومعالجتها من قبل كافة الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة التربية خاصة أن المرحلة المقبلة وعلى ضوء المعطيات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد تحتاج منا إلى أن نتعامل معها بشكل جديد يعزز ويتوافق مع مسؤولياتنا التربوية والوطنية وبما يتفق مع التطلعات والأمنيات المنشودة.
وذكرت الجمعية أن القضية التربوية الحالية لم تعد مرتبطة فقط بوجود هذا الكم الكبير من القضايا والهموم والتحديات المتراكمة، وإنما بوجود الفجوة الواسعة بين ما يتطلب عمله في صناعة وصياغة القرار التربوي المناسب وبين الفكر والنهج السائدين من قبل أصحاب القرار، الذين هم بحاجة ماسة إلى التعامل مع الواقع التربوي ومتطلباته بشفافية تامة، وعلى أسس تضع كل الاحتمالات في موقعها الصحيح، إلى جانب ضرورة النظر إلى الواقع التربوي بموضوعية تامة، كي يسهل عليها وبشكل كبير التعامل مع هذا الواقع بما ينبغي دون أي تهرب أو تضليل في حالة وجود نوع من الفشل أو عدم القدرة على معالجة القضايا.
أهمية التنسيق
وأكدت على ضرورة تعزيز مجالات التعاون والتنسيق قائلة: إن ما نود أن نؤكده هو تطلعنا بأن نبني من جديد، وبرغبات صادقة علاقة جديدة ما بين الجمعية والوزارة وكافة الجهات المعنية بالشأن التربـــوي، وأن نضـــع النقاط على الحروف خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي هي محل خلاف وجدل ونعاني منها الأمــــرين، وأن نملك من خــلالها الشجاعة الكاملة في الاعتــراف بالأخطاء والسلبيـــات قــبل أن نتغنـــى ونتباهى بالإنجــازات والإيجابيــات.
وأشارت الجمعية إلى ان الواقع التربوي بما يعانيه من أوضاع متباينة وحالة غير مستقرة لم يعد بحاجة إلى أن تطرح وتثار قضاياه المتراكمة بقدر ما يحتاج إلى تعزيز كل مجالات التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر بأجواء متفهمة ومدركة لإيجاد الحلول الناجعة والمنطقية لهذه القضايا، كما أنه لم يعد بحاجة إلى أن الوقوف فقط لبيان الإنجازات بقدر الحاجة إلى أن العمل معا على تعزيز هذه الإنجازات بشكل أفضل.
وخلصت الجمعية في بيانها مشيرة الى أنها ومن منطلق مسؤولياتها ودورها الكبيرين تتطلع إلى اليوم الذي تدرك فيه كافة القيادات التربوية أهمية وضرورة وضع السلبيات والإخفاقات في ميزانها الصحيح، والاعتراف بها بكل شجاعة، من أجل العمل والسعي الجاد لمعالجة الأمور، وإنها ستبقى تؤكد منهجها الذي سارت عليه على امتداد تاريخها في وقوفها الكامل إلى جانب الوزارة وكافة قيادييها الأفاضل من أجل النهوض والارتقاء بمسيرتنا التربوية وتحقيق خطط الإصلاح والتنمية بما يتطلبه الواقع التربوي، وبما يجعل لأهل الميدان دورهم الحقيقي والمنطقي في صنع القرار ورسم الخطط وفي تحقيق هذه الطموحات.
المكرمة وإنجاز الموظفين
محمد الدشيش
هاتف أحد المواطنين «الأنباء» مبديا سعادته الكبيرة بالمكرمة الأميرية مؤكدا أنها عادت عليه بفوائد كثيرة، ففضلا عن قيمتها المعنوية الكبيرة في نفوس المواطنين وكذلك مساهمتها في مواجهة أعباء المعيشة إلا أنه فاز أيضا بإنجاز معاملة له كانت تحتاج إلى وقت طويل في إحدى الإدارات الحكومية.
وقال المواطن لـ «الأنباء»: في يوم إعلان المكرمة كنت في تلك الإدارة الحكومية للاستفسار عما ينقص معاملتي ليتم اعتمادها، وإذا بموظفة تناديني قائلة: «تعال يا حجي أنا اليوم وايد مبسوطة بسبب المكرمة وسأنجز لك المعاملة بسرعة» وهو ما تم بالفعل.
أكد أحقية الأبوين في الأخذ منها بشرط عدم الإجحاف أو إعطاء حق أحدهم لآخر
النجدي عن المكرمة الأميرية للصغار: لا يجوز ترك الأموال الكثيرة لمن لا يحسن التصرف فيها
ضاري المطيري
جاءت المكرمة الأميرية التي تفضل بها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد لجميع المواطنين لتؤكد العلاقة الوثيقة بين الشعب وولي أمره، وتثبت تحسس سموه لهموم وحاجات أولاده.
وتساءل الكثيرون حول حق الأب في الاستفادة من المنح المخصصة لأولاده والمقدرة بألف دينار لكل مولود حتى 1/2/2011، وعن حكم الشرع في ذلك، وقد طرحت «الأنباء» هذا التساؤل على الداعية د.محمد النجدي ليبدي رأيه حول حق الآباء في أموال الأبناء، فأجاب قائلا: إن الله تعالى قد أوصى بالأبوين خيرا، فأمر بالإحسان إليهما، وأوجب لهما على أبنائهما حقوقا عظيمة، معنوية كحبهما وتوقيرهما، وحسن القول معهما، والتلطف في مخاطبتهما، وعدم التأفف منهما، كما أوجب لهما حقوقا مادية، كالنفقة عليهما بالمعروف، على الابن الموسر، مستشهدا بقوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)، وقوله أيضا (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) فأوصى بهما بعد الأمر بالتوحيد.
وأضاف أنه ورد في الأحاديث أن للابوين حقا ثابتا في أموال أبنائهما، وإن حصولهما على هذا الحق وتمكينهما منه، واجب مادي على الأبناء، وجعل ذلك لهما بمنزلة الكسب الحلال الذي لا ينازعان في أخذه، ولا فضل ولا منة لأحد فيه، لكن بشرط حاجتها له، فقد روى أبو داود في البيوع وابن ماجة في سننهما، وأحمد بإسناد صحيح: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي مالا، وإن والدي يحتاج إلى مالي، قال «أنت ومالك لوالدك، إن أولادكم من أطيب كسبكم، كلوا من كسب أولادكم»، وروى ابن ماجة بإسناد صحيح: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي مالا وولدا، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي. فقال صلى الله عليه وسلم «أنت ومالك لأبيك».
لا فرق بين الأب والأم
وتابع النجدي قائلا أنه لا فرق بين الأب والأم في أن لكل منهما الحق في أن يأخذ من مال ولده إذا احتاج، لما رواه أبو داود وابن ماجة والنسائي بإسناد صحيح: عن عمارة بن عمير، عن عمته، أنها سألت عائشة رضي الله عنها فقالت: في حجري يتيم، أفآكل من ماله؟ فقالت أم المؤمنين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه»، قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار عند شرح حديث أم المؤمنين رضي الله عنها: «يدل على أن الرجل مشارك لولده في ماله، فيجوز له الأكل منه سواء أذن الولد أو لم يأذن، ويجوز له أيضا أن يتصرف به كما يتصرف بماله، ما لم يكن ذلك على وجه السرف والسفه».
وقد اعترض بعض أهل العلم على من ذهب هذا المذهب: بما رواه الحاكم بإسناد قال عنه: هو على شرط الشيخين: عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أولادكم هبة الله لكم (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) فهم وأموالهم لكم، إذا احتجتم إليها»، والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة والإرواء، وقال معقبا عليه، وفي الحديث فائدة فقهية مهمة، قد لا تجدها في غيره، وهي أنه يبين أن الحديث المشهور: «أنت ومالك لأبيك» ليس على إطلاقه، بحيث ان الأب يأخذ من مال ابنه ما يشاء، كلا، وإنما يأخذ ما هو بحاجة إليه» انتهى.
قلت: فالحديث واضح ويشهد لقول من قال: إن حق الأب في مال ابنه مقيد بمقدار الحاجة فقط، إذ لو كان معنى قوله «أنت ومالك لأبيك» على ظاهره وإطلاقه، لاستحق الأب مال ولده كله بعد وفاته، لا يشاركه فيه غيره من الورثة؟ ولكانت عليه زكاته في حياته، إن قصر في أدائها الولد، وليس الأمر كذلك.
وقال الامام ابن قدامه رحمه الله: وللأب أن يأخذ من مال ولده ما شاء مع غناه، وحاجته، بشرطين، أحدهما: ألا يجحف بالابن، ولا يأخذ ما تعلقت به حاجته، والثاني: ألا يأخذ من مال أحد ولديه فيعطيه لآخر، لأن تفضيل أحد الولدين غير جائز، فمع تخصيص الآخر بالأخذ منه أولى، فإذا وجد الشرطان جاز الأخذ.
وأخيرا، قال الداعية النجدي: فليتق الآباء ربهم فيما أخذوا وما تركوا، ولا يتجاوزوا حدود ما أباحه الله تعالى لهم، فإنه (ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون).
ولابد من الابتعاد عن الاسراف والتبذير، أو صرف الأموال فيما لا يحل، وكذلك لا يجوز أن تعطى الأموال الكثيرة لمن لا يحسن التصرف بها من الأطفال وغير الراشدين، قال الله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا)، ونسأل الله تعالى التوفيق للسداد، هذا، والله سبحانه أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.