تناول د.عبدالله محارب الحديث عن الدعم المصري للحق الكويتي في مواجهة الأطماع العراقية قائلا: فور إعلان استقلال الكويت بادر الرئيس جمال عبدالناصر بإرسال برقية تهنئة بهذا الاستقلال أعرب فيها عن ابتهاج شعب الجمهورية العربية المتحدة بهذا الحدث التاريخي وتلاحقت برقيات التهاني من زعماء العالم العربي، ولكن برقية أخرى حملت في ظاهرها التهنئة وبين سطورها عبارات الخيانة والتهديد وتزييف الحقائق التاريخية تلك هي برقية عبدالكريم قاسم، وبعد 5 أيام من اتفاقية الاستقلال بين الكويت وبريطانيا هاجم عبدالكريم قاسم هذه الاتفاقية وأعلن من جانب واحد ضم الكويت إلى العراق.
وسارعت مصر إلى إصدار بيانها التاريخي القوي الذي نبذ التصرف العراقي، ودعا إلى تحكيم العقل في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الأمة العربية، وأن الجمهورية العربية المتحدة لا تقبل منطق الضم، وكان لمصر كذلك موقف مشرف ضد أطماع المقبور صدام حسين، وقد حاول الرئيس مبارك إقناع الملك حسين بالذهاب إلى بغداد وإقناع صدام بالانسحاب وعودة الحكومة الشرعية، وذهب الملك حسين فعلا، ولكنه عاد قائلا: إنه اعتذر عن عدم بحث أي تفاصيل معه، وأنه وافق على حضور القمة، وأصدرت الخارجية المصرية بيانها الأول الذي تطالب فيه بانسحاب العراق من الكويت وعودة الشرعية. وفي مؤتمر القمة كانت مواقف مصر حاسمة وقد فوتت على الوفد العراقي محاولة تخريب القمة، وصدر البيان الختامي بإدانة الاحتلال العراقي للكويت والمطالبة بعودة الشرعية.
وعلى المستوى الشعبي كان الجو الذي أحاط به الشعب المصري الكويتيين الموجودين منهم في أراضيها مفعما بالود والمحبة والترحاب وبعواطف جياشة من التأييد والنصرة في كل مكان يكون فيه الكويتيون، فسائق التاكسي يرفض أخذ أجرته من الكويتي، والاتصالات بالسفارة من جميع محافظات مصر من الإسكندرية إلى أسوان لا تنقطع تعرض كل أنواع المساعدة، وحضر عدد كبير من المصريين يعرضون شققا وعمارات لهم لإسكان الكويتيين دون مقابل، وكانت تصلنا في السفارة شحنات يومية من الفواكه بأنواعها، والوجبات المتنوعة، وتزاحم عدد هائل من المصريين على أبواب السفارة يريدون التطوع للقتال مع الجيش الكويتي لتحرير الكويت، ويعجز القلم واللسان عن وصف تلك المشاعر العظيمة التي لمسناها من جميع قطاعات الشعب المصري بكل فئاته.