ليلى الشافعي
فيما أسماها «وقفة لتصحيح المسار» أوضح الداعية الشيخ عثمان الخميس ان النهج السلفي الذي يلتزم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة ليس عباءة تلبس بل هو منهج حياة يجب علينا ان نلتزمه وندعو اليه ونطبقه واقعا لا مجرد دعاوى تلوكها الألسن، جاء ذلك في المحاضرة المتميزة التي ألقاها في المخيم الربيعي التاسع عشر الذي تنظمه جمعية إحياء التراث الاسلامي فرع محافظة الجهراء حملت عنوان «حلاوة الالتزام» وحضرها جمهور غفير غصت بهم قاعة المخيم وأدارها الشيخ صالح بن حسين العجمي وذلك في منطقة استراحة الحجاج في محافظة الجهراء. بدأ الخميس محاضرته بذكر نعم الله على الانسان والتي لا تعد ولا تحصى ومن هذه النعم انه لم تنل أمة من الأمم رسولا كمحمد صلى الله عليه وسلم ولا كتابا كالقرآن الكريم ولا شريعة أتم من هذه الشريعة فواجب على المسلم ان يشكر الله على هذه النعمة بل وان يحدث بها ومن باب التحديث بها الا نستحي من كوننا نتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة وان نعتز بهذه النعمة ونحن مرفوعو الرأس فنظهرها ونعمل بمقتضاها في أخلاقنا وفي معاملاتنا ومع أنفسنا وأهلنا وأولادنا ومع الخلق جميعا. وأوضح الخميس ان كثيرا من الناس يدعون هذه الدعوة لكن ربما تكون هذه الدعوة فارغة لأنهم لم يطبقوها واقعا ولم يعيشوها حياة حيث يكون المسلم متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم ومعظما لسنته فإذا بلغته سنة النبي لا يقدم اي شيء عليها أبدا، وإذا تعارض فهمنا مع فهم الصحابة نقدم فهم الصحابة على فهمنا متسائلا: وإلا كيف نكون سلفيين إذن؟ فلا ينبغي ان نترك هذا النهج ويجب ان نتمسك به ونعلمه الناس لأننا نحن الذين نملك العقيدة والمنهج الصحيح فيجب علينا بالمقابل ان نصحح كثيرا من المسارات ومنها الا تكون الدعوة الى الله ضعيفة حيث انه لما اعترى الدعوة الى الله في بعض المراحل قصور وتكاسل بادر غيرنا بتسلم زمام المبادرة. وبيّن الخميس انه من المفرح الالتزام بدين الله وان يتكامل هذا الالتزام وينعكس اثره في تعاملنا مع أهلنا وبيوتنا، وان نحرص على طلب العلم وان تكون مجالسنا عامرة بكتاب الله وذكره، وان تكون دعوتنا حقيقية وليس مجرد أقوال لا تصدقها الأفعال فنحن لا نريد ان نكون من أولئك الذين قال الله فيهم (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) او كما يقول تبارك وتعالى عن آخرين (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)، فنحن لدى بعضنا تقصير ولكن أبشركم بأن من يتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تمسكا حقيقيا هو على خير عظيم وعلى ثغر عظيم أيضا.