- الدبوس: «الوايبو» حريصة على تقديم الدعم اللازم لمختلف الدول الأعضاء في المنظمة
عادل الشنان
نظم معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الوايبو» صباح أمس، مؤتمرا خاصا بالتشريعات القانونية في مجال حماية الملكية الفكرية تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل ووزير الأوقاف المستشار راشد الحماد، بحضور عدد من ممثلي الدول العربية في مجال القانون والقضاء.
وقد أكد وكيل محكمة الاستئناف جمال الشامري ان الملكية الفكرية أصبحت اليوم تمثل شاغلا مهما لدى الناس وتفرض نفسها عليهم في جميع أمور حياتهم فيما يقرأونه ويشاهدونه من مواد علمية أو أدبية أو فنية أو غيرها وكذلك فيما يستهلكونه من سلع تنتجها المصانع وتعرضها الأسواق.
وأشار الى اهتمام الدول والأفراد بموضوعات الملكية الفكرية وما تفرزه من مشاكل ومنازعات أضحت تعج بها ساحات المحاكم بجميع درجاتها ومن أجل ذلك كان لزاما ان تولي المعاهد القضائية عنايتها بتأهيل رجال القضاء في مجال حقوق الملكية الفكرية وإمدادهم بأحدث مستجدات تنظيمها وحمايتها والتطبيقات القضائية بشأنها سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي والدولي.
وقال الشامري: ليس جديدا على معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية التنبه الى هذا الأمر الحيوي فقد عقد الكثير من الندوات والدورات التدريبية بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية، وفي أكتوبر 2009 خصص المعهد عددا مستقلا من مجلة القضاء التي يصدرها حوى بين دفتيه الكثير والهام من الأبحاث القانونية والأحكام القضائية التي تعالج هذا الشأن وأتبعه بملحق يحوي الاتفاقيات الإقليمية والدولية والتشريعات الوطنية والعربية في هذا الخصوص.
ولفت الى انه وإدراكا من المعهد لتعاظم أهمية الدور الذي تلعبه المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الوايبو» في إدارة موضوعات الملكية الفكرية خاصة في إيجاد تقنيات جديدة للتدريب والتعليم واستعمال وسائل الإعلام الحديثة المتاحة لبث المعارف المكتسبة عن الملكية الفكرية وتعزيز فهم قواعد حمايتها، قام المعهد بالتعاون مع هذه المنظمة العريقة بإعداد وتنظيم مؤتمركم الموقر.
وختم الشامري قائلا: انني لأتطلع بعين الاعتبار والتقدير الى آرائكم السديدة وتجاربكم الغنية لإقرار هذا الموضوع الحيوي الهام وذلك من أجل ترسيخ وتطوير قواعد حماية الملكية الفكرية، واقتراح الحلول لما قد يعتريها في التطبيق من صعوبات وذلك وصولا لاقامة ميزان العدل بين المتنازعين بخصوصها.
من جهتها، قالت نائب مدير المكتب الاقليمي للتعاون مع الدول العربية فاطمة الدبوس: تكتسي الملكية الفكرية في ايامنا الحاضرة واكثر من اي وقت مضى اهمية متزايدة في قضايا السياسات الرئيسية المرتبطة بالتقدم العلمي والتكنولوجي والصناعي، وهي تضاهي بأهميتها الموارد التقليدية اي الارض ورأس المال والقوة العاملة، كما انها تضطلع بدور رئيسي في ازدهار الحياة اليومية وتسهم بشكل فعال في نجاح مؤسسات الاعمال، وتنادي الوايبو بالقيمة العالمية للملكية الفكرية وبالدور الحاسم الذي تلعبه في تقدم المجتمعات وفي ضمان الاستدامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي تحض البلدان على تطوير نظم فاعلة وفعالة للملكية الفكرية تسمح لها بجني الفوائد المستقاة من طاقات شعوبها الابداعية وعبقريتها وقدراتها على الابتكار من خلال تحويل تلك الموارد الى اصول مالية ملموسة، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية تعمل الويبو مع البلدان النامية والبلدان المنتقلة الى نظام الاقتصاد الحر على تطوير انظمتها المعنية بالملكية الفكرية بتوفير التدريب الموسع وتكوين الكفاءات وتقديم المساعدة التقنية، وهي تقوم بتقديم الدعم اللازم لمختلف الدول الاعضاء وللمنتفعين بالملكية الفكرية والمجتمع المدني وسائر اصحاب المصالح بالتشجيع على الانتفاع الايجابي والاستباقي بنظام الملكية الفكرية لاغراض التنمية الوطنية، وتسهر الوايبو على مساعدة الدول الاعضاء على تعزيز انظمة الملكية الفكرية فيها بغية تحقيق اكبر قدر ممكن من الفوائد التنموية وذلك من خلال البرامج المختلفة التي تنظمها والتي تهدف الى تدريب آلاف النساء والرجال سنويا على مختلف جوانب نظام الملكية الفكرية انطلاقا من القوانين وانتهاء بالادارة والانفاذ، هذا بالاضافة الى برامج المساعدة التقنية التي تزود الويبو من خلالها عددا كبيرا من البلدان بالوسائل التكنولوجية المناسبة وتساعدها في مجال اتمتة مكاتب الملكية الفكرية بغية تسهيل النفاذ الى الحماية للملكية الفكرية بمزيد من التكافؤ والانصاف.
واشارت الدبوس الى انه حتى الامس القريب كانت الملكية الفكرية مفهوما قانونيا غامضا لا يطول الحياة اليومية وانشغالاتها ومجالا مقصورا على حفنة قليلة من محامي الشركات والمختصين، وفي ايامنا الحاضرة ومع الانتشار السريع للعولمة صارت للملكية الفكرية موقع محوري وتحولت من قطاع راكد الى عامل رئيسي في وضع السياسات الحكومية وفي التخطيط الاستراتيجي للشركات، لذلك تسهر الويبو على ازالة الغموض الذي احاط بنظام الملكية الفكرية من خلال مد افق الملكية الفكرية وتوسيع رقعة انتشار برامجها لاسيما التدريبية منها لتشمل كل المستفيدين من نظام الملكية الفكرية، مشيرة الى انه قد تواجه بلداننا تحديا كبيرا هو تفشي ظاهرة التقليد والقرصنة التي تعوق نمو الاقتصاد الوطني وتحرم مؤسساتنا الشرعية من الارباح والدولة من العائدات، وتحبط مساعي الاستثمار والابتكار وتنتهك في احيان كثيرة قوانين العمل والصحة والسلامة العامة وباختراقها الحدود تحمل ظاهرة التقليد معها في احيان كثيرة ايضا الجريمة المنظمة وتغذيها.
واستذكرت الدبوس انه في الماضي كانت السلع الموسومة ذات الجودة العالية هي المستهدفة عموما، اما اليوم فإن جرائم التقليد والقرصنة تطول طيفا واسعا من السلع المتنوعة من قطع الغيار في الطائرات الى الادوية وما من قطاع ينجو منها، فتزييف الادوية جريمة شنعاء خطيرة تهدد حياة الانسان وتنال من مصداقية النظم الصحية، ونظرا الى وقعها المباشر على الصحة لابد من مكافحتها ومواجهتها بالعقوبة المناسبة، وختمت حديثها قائلة: اذ تنعقد هذه الندوة اليوم في وقت مهم بالنسبة لدولنا العربية التي قامت بتعديل وتحديث تشريعاتها الخاصة بالملكية الفكرية لتتوافق مع التزاماتها التعاقدية الدولية في هذا المجال، والتي اتخذت الاجراءات الضرورية من اجل تيسير قوانين الملكية الفكرية وانفاذها على اكمل وجه، يهمني ان اشيد بالجهود الجبارة التي تبذلها كل القطاعات العامة، واخص بالذكر منها القضاة والمحامين والمشرعين في مجال تحديث التشريعات ونشر ثقافة الملكية الفكرية.