- الطبطبائي: لا تجوز إلا بإذن.. وتخالف المنهج الإسلامي القويم
- الدمخي: رأي النشمي يُعتمد عليه لتمتعه بالمصداقية والنزاهة
- العنزي: إذا كان الحاكم ظالماً للشعب فله أن يعبر عن رفضه
- الشراح: فتوى النشمي أجمع عليها أهل العلم سابقاً ولاحقاً
ليلى الشافعي
مازالت فتوى د.عجيل النشمي بجواز التظاهر والاضراب والاحتجاج تثير ردود فعل متباينة بين العلماء والدعاة، ففيما اكد العميد السابق لكلية الشريعة د.محمد الطبطبائي ان المظاهرات والمسيرات في الشوارع لا تجوز الا بإذن، رأى د.عادل الدمخي ان مثل هذه المظاهرات جائزة اذا كان الحاكم ظالما وجائرا ويذيق شعبه الذل والهوان، وايد ذلك كل من د.سعد العنزي ود.يوسف الشراح.
العميد السابق لكلية الشريعة والدرسات الاسلامية د.محمد الطبطبائي فقد رأى ان المظاهرات والمسيرات في الشوارع التي تصدر من غير اذن لا تجوز شرعا بنوعيها سواء مظاهرات سلمية او غير سلمية لما فيها من المآخذ الشرعية المتعددة، منها مخالفتها للمنهج الإسلامي القويم في أسلوب الاصلاح القائم على النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة، وفيه إلحاق الضعف بالدولة والمسلمين لما في التنازع من الفشل وذهاب قوة الدولة وتعطيل المصالح.
وارجع ذلك الى انه ربما يندس بين المتظاهرين من يريد ايقاع الناس في الفتنة، وبذلك تضطرب الامور مخالفة ولي الامر من خلال الخروج على انظمة الدولة، كما يمكن ان تكون المظاهرات والمسيرات نواة للتطرف والعنف في المجتمعات الاسلامية خصوصا بين الشباب وتؤدي الى اختلال الامن وعدم القدرة على معالجة الامور بشكل موضوعي وتولي العامة للملمات والأمور العظيمة والتي يجب ان يتولاها اهل الحكمة والعلم والثقة ممن له النظر في عواقب الامور، كما انها تزيد من النزاع وتفسد العلاقة بين المسلمين .
دعاة إسلاميون
أما رئيس جمعية حقوق الانسان د.عادل الدمخي فقد رأى ان ما أفتى به د.عجيل النشمي بشأن جواز المظاهرات والاعتصامات هو الصحيح ولو لم يأذن بها الحاكم ونظامه اذا قابلها بلوغ ظلم الحاكم مداه فعطل الشرع وحارب اهله وصادر الحريات وكمم الافواه وملأ السجون.
وقال د.الدمخي: ان د.عجيل النشمي معروف بالنزاهة العلمية وبعده عن المواقف السياسية من تأييد او عدمه، كذلك هو رجل معروف بعلمه الواسع وفقهه، وهو المقدم في البلد في هذا الجانب.
وان ما طرحه من رأي علمي اطلعت عليه بالكامل وهذا الرأي يعتمد عليه لما له من أدلة ومستندات قوية وهذا ما ينادي به الاسلام من العدالة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنظر الصحيح في الوسائل والمقاصد جزاه الله خيرا على ما يقدم، وأكد د.الدمخي ان رأيه موافق تماما لرأي د.النشمي، وان هذا في النهاية اجتهاد علمي يوافقه من يوافق ويخالفه من يخالف، ولكنه اجتهاد مبني على الادلة والنظر في مقاصد الشريعة.
نظام قمعي
من جهته، قال د.سعد العنزي: اعتقد ان المسألة لها جانبان، الجانب الاول اذا كان الحاكم المسلم ظالما ويقمع الشعب ويصادر الحريات ويمنع حق الله في التصديق كما حدث في تونس، وقال: من خلال معايشتي شخصيا في تونس من خلال دراستي لسنوات وجدت أن النظام التونسي كان قمعيا وبوليسيا ويصادر الحريات، حتى انه يمنع الحجاب في الكليات الشرعية، فكنا نجد الطالبة الملتزمة المحجبة حين تدخل الكلية تجبر على خلع حجابها، كذلك البطالة المنتشرة وضيق العيش، كل هذه الامور كانت سببا رئيسيا فيما يحدث في تونس، وان الشعب قال كلمته في الاحداث الاخيرة من دون تسييس ومن دون أيديولوجية من أحزاب سياسية، وانما طفح الكيل فثار الشعب.
لذلك أرى ان مثل هذه التظاهرات محمودة وليست مكروهة وليس فيها خروج على الحاكم الشرعي، وإنما هو حق يطالب به، وقد قام الشعب بالمطالبة بهذا الحق.
ومن الناحية الشرعية يرى د.العنزي ان التظاهر حق كامل للشعب وجائز بسبب الظلم الذي لحق به ومصادرة حقه في كل شيء في كل المجالات سياسيا واقتصاديا.. إلخ.
الشعوب الإسلامية مظلومة
أما فيما يتعلق بباقي الدول، فالأمر مختلف اذا كان الحاكم المسلم يؤدي حق الله ويقيم العدل ويحترم حقوق الانسان دون الاعتبار لدينه ويحقق المساواة بين الشعب، وهذا من واجبات الحاكم المسلم، فعندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وجد فيها طوائف عدة، فأقام أولا الصلح مع اليهود ثم آخى بين المسلمين وأصلح بين الأوس والخزرج، وحكم بالعدل، فإذا وجدت هذه المقومات الاساسية فلا يجوز الخروج على الحاكم، والاحاديث كثيرة في ذلك، لذلك لابد أن نفرق بين ما جرى في تونس وبين البعض الآخر، فهناك بعض الدول تسير على نفس منهجية بن علي، لذلك الشعوب الاسلامية منها المظلوم في كثير من البلدان فينبغي ان تكون هناك خطوة تصحيحية في معالجة أوضاع الشارع الاسلامي والعربي.
أؤيد الفتوى
وقال د.يوسف الشراح: أؤيد هذه الفتوى، لاسيما أنها الفتوى التي عليها جماهير أهل العلم سابقا، وهي الفتوى الموثقة بين أدلة الشريعة، اضافة الى صدورها من عالم رباني كفضيلة د.عجيل جاسم النشمي.
القرضاوي: المظاهرات ليست بدعة
أفتى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.يوسف القرضاوي بأن للمسلمين كغيرهم من سائر البشر الحق في ان ينظموا المسيرات والتظاهرات السلمية للتعبير عن مطالبهم المشروعة وابلاغ صناع القرار بحاجاتهم بصوت مسموع لا يمكن تجاهله، مشددا على ان هذا الامر يدخل في دائرة الاباحة ولا صحة لتحريمه، كما أفتى بذلك بعض العلماء باعتبارها من البدع التي لم يعرفها الاسلام وليست من طرائق المسلمين وانما هي مستوردة.واباح د.القرضاوي المسيرات والتظاهرات ان كان خروجها لتحقيق مقصد مشروع كأن تنادي بتحكيم الشريعة او باطلاق سراح المعتقلين بغير تهمة حقيقية او بايقاف المحاكمات العسكرية للمدنيين او بإلغاء حالة الطوارئ التي تعطي الحكام سلطات مطلقة او بتحقيق مطالب عامة للناس مثل توفير الخبز او الزيت او السكر او الدواء او البنزين او غير ذلك من الاهداف التي لا شك في شرعيتها فمثل هذا لا يرتاب جوازه.
النشمي: أحترم الآراء كلها وأتقبل الردود العلمية
تـــوجهنا الـــــى د.عجيل النشـــمي للرد على ما نشر أمس فـــي «الأنبــاء» من آراء دعاة بأن إباحة المظاهرات والاعتصامات تجرؤ على الاحــاديـــث الصحيحـــة وانه لا يوجد في النصوص الشرعية ما يدل على جوازها، وان المظاهرات ليســت مــن الاسلام وانها من مذهب الخـــوارج، لكي يوضح ما أدلى به السلفيون، فقال: أحتـــرم الآراء كلها وأتقبل الــردود العلميــة، وهــذا ردي.