دارين العلي
أكد الوكيل المساعد للتخطيط والتدريب في وزارة الكهرباء والماء د.مشعان العتيبي ان نظام تبريد الضواحي يعتبر الأفضل بيئيا وصحيا حيث يوفر ما نسبته 50% من استخدام الكهرباء ما يخفض من نسبة الانبعاثات الغازية بشكل كبير، موضحا انه في حال طبق هذا النظام على جميع مناطق الكويت سينخفض استهلاك الكهرباء حوالي 35% عما هو موجود حاليا.
وقال في تصريح للصحافيين على هامش رعايته منتدى الكويت الأول لتبريد الضواحي الذي تنظمه «بروميديا العالمية» ممثلا عن وزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان ان تطبيق هذا النظام لا يحتاج الى تشريع قانوني بقدر احتياجه لتشجيع وتحفيز المستهلكين، لافتا الى ان لدى الوزارة توجها لأن يتم تطبيق هذا النظام على المشاريع المقبلة على الأقل في المباني الحكومية ومن ثم التجاري فالاستثماري.
ولفت إلى وجود دراسة جدية لتطبيق هذا النظام على القطاع السكني، مشيرا الى ان ذلك يحتاج الى تشجيع المواطنين والمستهلكين بشكل عام لإنجاح هذه التقنية، مشيرا الى انه بسبب رخص الكهرباء وبرودة التكييف المركزي فقد فضل المستهلكون هذا النظام عن نظام تبريد الضواحي الذي كان مطبقا قبل 54 سنة في الأحمدي، مشيرا الى التنسيق المشترك مع الرعاية السكنية لإيجاد آلية لتطبيق هذه التقنية على المناطق الجديدة التي سيتم إنشاؤها.
وقال العتيبي في كلمة ألقاها نيابة عن الوزير الشريعان ان الكويت تعتبر من أعلى الدول استخداما للكهرباء حيث يشكل استخدام أجهزة التكييف في فصل الصيف ما نسبته 70% من إجمالي الاستهلاك اليومي للكهرباء.
وأشار الى ان مشاركة الوزارة في المنتدى عبر مساهمتها العلمية فيه تهدف للعمل على إيجاد الحلول المناسبة التي تسهم وبشكل جذري في رفع كفاءة أجهزة التكييف والحد من الإفراط في استخدامات الطاقة.
ولفت الى ان تجربة الكويت في تقنية تبريد الضواحي ليست جديدة كونها من أول الدول التي نفذت هذا المشروع منذ أكثر من 50 عاما في مدينة الأحمدي إبان التنقيب عن النفط إلا ان هذه التقنية لم تأخذ نصيبها الكامل بسبب تطور أجهزة التكييف المركزية وانخفاض سعر استهلاك الكهرباء.
وأكد ان استخدام هذه التقنية سيساهم في انخفاض الاستهلاك بالاضافة الى الحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن استخدامات وحدات التكييف الحالية، مشيرا الى ان الوزارة تعمل حاليا للدفع لكي ترى هذه المشاريع النور، لافتا الى ان ذلك لن يتحقق إلا بتضافر الجهود وتفهم الجميع سواء في القطاع العام او الخاص لمدى أهمية الحد من استخدام وحدات التكييف العادية والتوجه نحو الاستفادة من تقنية تبريد الضواحي التي دخلت في العديد من الدول حيز التنفيذ، واعتبر العتيبي ان اقامة المنتدى بمثابة مساهمة علمية الى جانب ما تبذله الدولة من تخطيط وتنفيذ مشاريع كبرى لتوفير الطاقة والمساهمة في الحد من التلوث.
بدوره قال مدير التسويق والإعلام التنفيذي في شركة بروميديا العالمية جمال عمران ان تنظيم الشركة لهذا المنتدى الأول من نوعه جاء للمساهمة ولو بالقليل لما توليه عليها مسؤوليتها الاجتماعية كونها شركة وطنية تهتم بالجانب العلمي عبر الاستعانة بأكبر الخبراء من مختلف دول العالم لتقديم خبراتهم وتجاربهم والاستفادة منهم في تقنية تبريد الضواحي المعمول بها في العديد من المدن حول العالم وقد تخلل المنتدى معرض عرضت خلاله الشركات المتخصصة التقنيات المعتمدة في تبريد الضواحي، كما تم عرض الدراسات والأبحاث التجريبية ومجسمات لهذه التقنية على بعض المناطق عبر مكاتب استشارية متخصصة للدراسات.
وتم في ختام افتتاح المنتدى الذي يستمر حتى اليوم تكريم د.مشعان العتيبي من قبل شركة بروميديا بعدها قام بدوره بتكريم جميع الرعاة والمساهمين في نجاح المنتدى.
تبريد الضواحي.. تجارب وعوائق
تستطيع تقنية تبريد الضواحي في حال تم تنفيذها توفير ما يتراوح بين 30 و40% من الاستهلاك اليومي للكهرباء بالاضافة الى انها تعمل على المياه وليس الغاز وبالتالي فإنها تخفف العبء البيئي وتخفض من نسبة الحرارة التي تولدها أجهزة التكييف الحالية ويمكن ان تطبق على القطع اي ان يكون لكل قطعة محطة تكييف منفصلة لإيصال التبريد الى المنازل عبر بايبات كبايبات المياه وغيرها.ولهذا الهدف تقوم وزارة الكهرباء ومنذ أكثر من 10 أعوام بإعداد الدراسات واللجان بهدف تنفيذ هذه التقنية بالتعاون مع مكاتب استشارية متخصصة وقد تم بالفعل تقديم طلب الى الإسكان لتنفيذ هذه التقنية على منطقة جابر الأحمد إلا انه تم رفض الطلب من البلدية لاعتراضها على مسارات الأنابيب التي ستوصل التبريد الى المنازل. وتقول مصادر وزارة الكهرباء ان التحول الى هذه التقنية يحتاج الى تحويل الوزارة الى وزارة «الكهرباء والماء والتبريد» او إنشاء هيئة مستقلة للتبريد بما يتبعها من سن قوانين وتأسيس شركات وغيرها.
تعريف تبريد الضواحي
يستخدم مصطلح تبريد الضواحي للتعبير عن إنشاء محطات مركزية وأنظمة توزيع المياه المبردة للمباني سواء كانت فيلا او بناية او مجمعا سكنيا او تجاريا او مشاريع صحية وترفيهية او تجارية او صناعية الغرض وتتم محاسبة المستفيد بإصدار فواتير شهرية على أساس المتر المربع لمساحة المبنى او محاسبته عن طريق عدادات حرارية تقيس الاستهلاك الفعلي لطاقة التبريد.