دارين العلي
أعلن مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.ناجي المطيري عن تكوين فريق علمي من المعهد ومن وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) لتنفيذ مسح جوي باستخدام التكنولوجيا الرادار ذي التردد المنخفض لاستكشاف المياه في مناطق محددة من الكويت لإعداد دراسة النتائج وتعديل جهاز الاستشعار عن بعد وفق ظروف كوكب الأرض.
وقال المطيري على هامش المحاضرة التي نظمها المعهد بمشاركة اخصائيين من الوكالة بهذا الشأن إن الهدف من التعاون مع «ناسا» هو تعديل تكنولوجيا الرادار ذي التردد المنخفض والتي تم استخدامها في استكشاف المياه على المريخ، حتى تصلح للتطبيق على كوكب الأرض.
وأوضح ان الوكالة الأميركية للفضاء (ناسا) عندما فكرت في هذا المشروع في المنطقة كان اختيارها الأمثل هو المعهد، لما يتمتع به من خبرات وسمعة طيبة، لافتا الى استعداد المعهد للتعاون معهم لما يخدم الإنسانية، وتم النقاش في هذا الموضوع وتم وضع خطة عمل مشتركة ستطبق خلال الأشهر المقبلة لاستكشاف المياه في الكويت.
وأشار الى ان المعهد يتمتع بخبرات متراكمة في مجالات المياه منذ ما يزيد على 40 عاما، خصوصا ان المنطقة جافة ولا يوجد بخصائصها الجيولوجية في اي منطقة اخرى في الكرة الأرضية، مما خلق لدى خبراء المعهد خبرة كبيرة جدا بهذا الأمر وهذه المعلومات غير متوافرة في أماكن اخرى، والكويت ستكون انطلاقة هذا المشروع لجميع دول المنطقة العربية، ومصدرا للمعلومات تفيد العلماء، معربا عن اعتقاده بعدم وجود اي جهة اخرى ستساهم في هذا المشروع أكثر من المعهد.
بدوره قال رئيس فريق «ناسا» المشارك في المشروع البحثي لاستكشافات المياه في المريخ وانعكاساتها على استكشاف المياه على كوكب الأرض د.عصام الحجي، ان كوكب المريخ يعطينا نافذة مفتوحة على ظواهر التصحر والتغيرات المناخية على كوكب الأرض، مضيفا ان تركيزنا على النفط ينصب حول العائد الاقتصادي له، لافتا الى وجود بدائل للنفط مثل الطاقة النووية والطاقة الكهربائية، لكن لا يوجد للمياه اي بديل، لذلك نبحث عنها بشكل جاد من خلال تقنية تحلية المياه.
وقال حجي خلال المحاضرة العلمية التي ألقاها انه يجب «علينا ان نفهم ان المخزون الاحتياطي من المياه يتأثر بالتغيرات المناخية وهذه التقنية التي نتبناها الآن والتي أطلقت منذ عام 2003 وحتى 2006 تهدف الى تصوير المياه تحت الأرض وتبدأ من بضعة أمتار وحتى بضعة كيلومترات، لمسح كميات من المياه الجوفية على كوكب المريخ بمسافات سحيقة يصعب عملها بالمجسات الجيوفيزيائية.
كما تحدث عن الفارق بين المياه والجليد على سطح المريخ، مشيرا الى انه لم يتم استكشاف المياه بالشكل المطلوب حتى الآن، لافتا الى ان الصحاري الموجودة في المنطقة العربية أكثر الصحاري جفافا وملائمة لمثل هذا البحث وهذه التجارب، لافتا الى انه من غير اللائق استكشاف المياه على القمر او المريخ وفي المقابل لا نستطيع استكشافها على الأرض التي نعيش عليها، مؤكدا ان هذه التقنية أقل تكلفة من الحفر وتعطي صورة أكثر شمولية للمياه وتحدث حجي عن الرؤية المستقبلية لـ «ناسا» بخصوص تطبيق هذه التقنية من خلال قمر اصطناعي حول مدار الأرض يقوم بمسح كامل للمناطق القاحلة، ومن المتوقع ان البيانات الناتجة عن هذا المسح سيكون لها أثر عظيم في ادارة المياه الجوفية في المناطق القاحلة.