بشرى الزين
اختتم مؤتمر «وحدة الخليج والجزيرة العربية» اعماله امس الاول بالاعلان عن بيان ختامي ركز على تشكيل لجنة تهدف الى تحضير مؤتمر تأسيسي يحث على الاصلاح الشامل لتحقيق الوحدة ومواجهة التحديات المحدقة بالمنطقة، اضافة الى السعي لاشاعة ثقافة الوحدة والعمل على تحقيقها من خلال الوسائل والسبل المشروعة وكذلك الانفتاح على جميع التوجهات التي تريد خدمة هذا الهدف في اطار الرؤية المشتركة. وخلال الندوة الاخيرة للمؤتمر والتي كانت بعنوان «نماذج من التجارب الوحدوية» قال د.أنور الخضري: «ان اعلان الاستقلال الذي اتخذته اميركا هو الوحدة البشرية واحترام حقوق الانسان وبذلك مثّل هذا الاعلان ارضية للتعايش بين العرقيات المختلفة التي تعيش في هذه القارة»، مشيرا الى ان المسحة الدينية لم تكن الطاغية على اعلان الاستقلال ولكنهم اعتمدوا الارادة الجماعية من خلال دستورهم، كما اكدوا على تشكيل وحدة اقليمية قوية وتوصلوا الى صياغة رؤية توافقية للتوحد ومقاومة النزعات الانفصالية. واكد «ان المبادئ التي جاء بها الدستور الأميركي افضت الى الطمأنينة لدى ابناء الشعب مما عزز المكانة الاقتصادية لدى هذه الولايات»، مبينا ان الظروف التي احاطت بتأسيس الولايات المتحد هي الحالة الاوروبية المأساوية وحركة الملاحة والاستكشافات البحرية واكتشاف البارود والاسلحة النارية واكتشاف المحرك البخاري الذي قاد التنمية الاميركية.
وبدوره قال د.علي باكير من لبنان «ان الوحدة الاوروبية مرت بعدة مراحل اتسمت بالعنف لعدم وجود ارادة ذاتية للانخراط في الوحدة لعدة خلافات بين هذه الدول الأوروبية»، مضيفا: وانطلاقا من العبر التي استقوها من الحربين العالميتين قرر البعض في اوروبا انشاء مجموعة اقتصادية اوروبية للفحم والصلب لخلق ارضية للاتحاد الاوروبي لدرء حرب عالمية ثالثة جديدة.
واضاف «انشئت في روما السوق الاوروبية المشتركة وانضمت العديد من الدول الاوروبية لها الى ان وصلوا الى انعطافة فاصلة في عام 1993 وانشاء الاتحاد الاوروبي»، مبينا ان الاتحاد الاوروبي وضع العديد من الشروط للدول التي تريد الانضمام لكي لا تكون هناك خلافات بين دول هذا الاتحاد وفي عام 1995 وصل عدد الدول التي انضمت اليه 15 دولة وفي عام 2002 تم توحيد العملة لهذا الاتحاد.
ولفت باكير «الى انه في عام 2007 وصل عدد الدول الاوروبية التي انضمت للاتحاد 27 دولة هذا سبب الانجازات التي حققها الاتحاد الاوروبي»، مبينا ان الاتحاد الاوروبي حقق الامن للدول التي انضمت اليه والى محيط هذه الدول كما عزز الوضع الاقتصادي والاجتماعي للدولة، وايضا حقق الاتحاد تعزيز القيم الاجتماعية لهذه الدول.
وتابع ان الاتحاد الاوروبي حقق كتلة واحدة اقليمية مما عزز من موقعه العالمي ومواجهته للتحديات المصيرية، كما انه فتح الباب لتوحيد القارة الاوروبية بعد ان انقسمت بعد الحرب العالمية الثانية ولذلك اصبحت فرصة سانحة للدول الاوروبية لتوحيد قارتهم. وتابع باكير ان النموذج الاوروبي قام على مكونات الوحدة الداخلية للدول ولكن اليوم هناك اختلاف في العنصر داخل الدول الاوروبية.
من جهته قال د.محمد سليم من مصر «ان الاتحاد الماليزي تجربة متميزة يجب ان نعتبر منها وانشأ مجلسا اتحاديا لهذه الولايات يضم سلاطين هذه الولايات، بالاضافة الى مجلس الولايات»، موضحا ان ماليزيا تتميز بالتمسك بالاسلام حيث ان الدين هو القومية لدى هذه البلدان، والسلاطين يديرون الشأن الداخلي والسلطة الفيدرالية يديرها المجلس الاتحادي.