- الفاضل: البوم درة لا تقدر بثمن وعلامة من علامات التاريخ الأصيل
دانيا شومان
تزامنا مع الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الكويت ومرور عشرين عاما على التحرير ومرور 5 سنوات على تولي صاحب السمو الأمير مسند الإمارة ومن فوق سطح البوم التاريخي في حوض السفن الشراعية للمركز العلمي احتفل المركز العلمي صباح أمس بمرور 10 سنوات على نجاح فريق الغوص الكويتي في عملية تعويم وسحب بوم «فتح الخير» من الدوحة الى المركز العلمي.
وقال رئيس فريق الغوص الكويتي وليد الفاضل: «تمكن فريق الغوص الكويتي من تعويم وسحب بوم «فتح الخير» التاريخي في غرة رمضان عام 1420هـ/ 8 ديسمبر 1999 وبجهد امتد 40 يوما من العمل الشاق وبأيدي الشباب الكويتي بفريق الغوص وضمن مهمة وطنية وبتكليف مباشر من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، مضيفا ان «بوم الخير» هو البوم الأصلي الشامخ الوحيد المتبقي في حقبة ما قبل اكتشاف النفط، حيث تعرف بأنها سفينة شراعية من نوع «بوم سفار» التي تبحر الى مياه الخليج العميقة، مشيرا الى ان من قام ببنائها هو علي عبدالرسول عام 1938 لصالح التاجرين محمد ثنيان الغانم وثنيان ثنيان الغانم، لافتا الى ان بناءها استغرق 60 يوما.
وأضاف الفاضل: «بلغت تكلفة بناء السفينة حوالي 17.600 روبية وهي مصنوعة من الأخشاب الهندية وتزن 100 طن دون حمولة، كما بلغ طول قاعدتها (البيص) 20 مترا وعرضها 8 أمتار وتبحر بسرعة 13 عقدة.
وقال: «فتح الخير» كانت تبحر في طريقها الرئيسي من الهند الى افريقيا لأغراض نقل البضائع وتبلغ حمولتها حوالي 226 طنا تقريبا وكانت أصنافها من تمور تنقلها السفينة من الكويت لمقايضتها بالشاي في الهند وبالأخشاب في افريقيا.
وتابع: تستغرق مثل هذه الرحلات ما يقارب الـ 7 أشهر كانت تتوقف السفينة أثناءها في عدد من الموانئ المختلفة.
وبرغبة أميرية سامية جلب البوم من أحد الموانئ الخليجية الى الكويت بعد ان تعرف عليها الباحث الكويتي د.يعقوب يوسف الحجي، مضيفا: في عام 1999 كلفت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وهي المالكة للبوم الفريق لسحبه من الساحل الى البحر بهدف نقله الى مرساه الأخير في المركز العلمي بمنطقة رأس الأرض بالسالمية ليصبح متحفا يبرز عمق وعبق الماضي الكويتي الأصيل.
وجاهد الفريق لإنجاح هذه العملية نظرا لخطورة بيئة العمل حيث ان غاطس السفينة 11 قدما وعمق الساحل 7 أقدام الا ان غواصي الفريق قادوا العمل بنجاح ولله الحمد.
وبعد انتهاء مهمة فريق الغوص الرائعة، تم تكليف فريق من البحارة وعلى رأسهم علي البشر الرومي بإنجاز آلة بوم «فتح الخير» ليصبح مكتملا وجاهزا للزيارة.
وقال الفاضل: وبافتتاح المركز العلمي في 17/4/2000 اصبح بوم «فتح الخير» أحد أهم المرافق التي يقصدها زوار المركز العلمي، وقد حرص المركز العلمي على إبرازه بالصورة التي تليق بمكانته التاريخية الكبيرة، وعلى تزويد طلبة المدارس والزوار بالمعلومات الوافية عنه. ان هذا البوم الذي يتوّج ممشى المركز العلمي يعتبر درّة لا تقدر بثمن وعلامة من علامات التاريخ الأصيل.
وهذا الإنجاز يتذكره اليوم فريق الغوص بفرحة كبيرة نظرا لامتزاج العمل التطوعي مع المؤسسات الرسمية الحكومية، ويضاف الى جملة الإنجازات البيئية والوطنية التي حققها الفريق خلال مسيرته المباركة وحصوله على التكريم المحلي والدولي، معاهدا الجميع بالاستمرار لإنجاز كل ما هو خير للكويت وبيئتها وحاملا الراية الثقافية التوعوية من أجل المساهمة في توعية النشء والشباب لهذا الحدث التاريخي الكبير.